الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقرير: الجيش الإسرائيلي قتل بعض المحتجزين خلال عمليات إنقاذ فاشلة

  • مشاركة :
post-title
جنود الاحتلال في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعودة إلى الحرب على غزة ما لم تُعِد حماس جثث المحتجزين القتلى، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات سرية عدة لإنقاذ المحتجزين، انتهى بعضها بمقتل عدد منهم.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي، على مدار ما يقرب من عامين من الحرب، نفذ عمليات معقدة وخطيرة لإنقاذ محتجزين لدى حماس في قطاع غزة.

وحسب الصحيفة، شن الجيش الإسرائيلي عمليات عديدة، بعضها حقق نجاحًا باهرًا، والبعض الآخر أُلغي في اللحظة الأخيرة، وبعضها انتهى بمأساة، حيث واجه مقاومة شرسة من مقاتلي حماس.

من بين العمليات الأكثر شهرة كانت عملية إنقاذ أوري ماجيديش، الجندي الإسرائيلي الذي تم تحريره في المراحل الأولى من الحرب، وعملية "أرنون" الدرامية التي تم خلالها إنقاذ المحتجزين نوح أرجماني، وألموج مائير جان، وأندريه كوزلوف، وشلومي زيف.

وأُلغيت عمليات أخرى في اللحظات الأخيرة خوفًا من مقتل المحتجزين أو قوات الإنقاذ، ونُفذت عمليات أخرى لكنها انتهت بمقتل المحتجزين قبل إعادتهم إلى ديارهم.

وأظهرت لقطات نُشرت من كاميرات خوذات الجنود خلال عملية "أرنون" شدة الاشتباكات النارية. وفي بعض المقاطع يُرى ضباط مكافحة الإرهاب من وحدة النخبة "يمام" وهم يحملون المحتجزين وسط إطلاق النار، ويُقدِّمون لهم الماء بعد لحظات من عملية الإنقاذ.

ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن العديد من عمليات الإنقاذ قوبلت بمعارضة من عائلات المحتجزين، الذين خشوا على سلامة الجنود أو اعتقدوا أن الصفقات القادمة قد تُحرِّر أقاربهم دون مزيد من المخاطر.

قبل العملية التي أُطلق عليها اسم "اليد الذهبية"، ونجحت في إنقاذ لويس هار وفرناندو مارمان، حث بعض الأقارب على توخي الحذر.

قال مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي شارك في التخطيط للعملية: "طلب بعض أفراد الأسرة منا ألا نعرض الجنود للخطر، معتقدين أن الاثنين من المرجح أن يتم إطلاق سراحهما في صفقة على أي حال بسبب سنهما".

وأضاف المسؤول: "في النهاية، كانت مهمة خطيرة حقًا، لكن رد فعل الجنود، إلى جانب رباطة جأش لويس وفرناندو المذهلة، أدى إلى إنقاذهما. اختبآ في شرفة لمدة ثماني دقائق بينما كان تبادل إطلاق نار كثيف بين مسلحي حماس ووحدة يمام في المبنى المقابل لهما. استمر إطلاق النار، وأرسل الجيش الإسرائيلي مروحية قتالية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ضربت المسلحين بدقة – على بعد حوالي 10 إلى 15 مترًا فقط من لويس وفرناندو، اللذين نجيا سالمين".

وحسب يديعوت أحرونوت، تم انتشال معظم المحتجزين الذين عُثر عليهم قتلى لاحقًا من الأنفاق، بعد فرار المسلحين قبل وصول القوات الإسرائيلية، وأولئك الذين تم إنقاذهم أحياء كانوا محتجزين عمومًا في هياكل فوق الأرض.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي امتلك أدوات متطورة للرؤية والاستماع والتحرك داخل أنفاق غزة، لكن القادة كانوا يخشون أن يفجر مسلحو حماس متفجرات تحت الأرض، مما يجعل أي محاولة لتحرير المحتجزين هناك محفوفة بالمخاطر للغاية.

في إحدى العمليات، تسللت وحدة من سييرت متكال إلى منزل في خان يونس جنوب قطاع غزة، وبعد تفجير باب المنزل كانت ردة فعل عناصر حماس سريعة جدًا، حيث اشتبكوا مع القوات ووقعت إصابات خطيرة في صفوف الوحدة، كما أدت العملية إلى مقتل المحتجز، وتمكن مسلحو حماس من سحب جثته.

وأكد المصدر الأمني أن المعلومات الاستخباراتية حول أماكن وجود الأسرى وحالتهم لم تكن دقيقة بنسبة 100% في أي وقت، وكان يمكن أن تتغير للأسوأ بالنسبة للمحتجزين قبل عشر دقائق فقط من أي قصف، إذ قُتل بعض المحتجزين نتيجة هذه الغارات.

وكان نتنياهو قد هدد بالتحرك إذا لم تحصل إسرائيل على جثث المحتجزين القتلى لدى حماس، وقال خلال اجتماع مع حكومته بشأن تنفيذ الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار وتسليم المحتجزين: "إنه يعلم عدد الجثث التي تحتجزها حماس، وإذا لم يحصل عليها، فإن إسرائيل ستعرف كيف تتصرف وفقًا لذلك".

ومنذ الاثنين الماضي، أطلقت حماس سراح المحتجزين العشرين المتبقين على قيد الحياة، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا. كما أفرجت إسرائيل عن أكثر من 1700 أسير فلسطيني كانت تحتجزهم دون تهمة، بالإضافة إلى 250 أسيرًا فلسطينيًا من ذوي الأحكام الطويلة.

في إسرائيل، طغى الغضب من أن حماس لم تُفرج حتى الآن إلا عن رفات 9 من أصل 28 محتجزًا قتيلًا في غزة، على بعض الشعور بالارتياح في أعقاب الاتفاق.

ومن جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، تسليم ما لديها من الأسرى الأحياء وجثث الأموات، موضحة أن ما تبقى من جثث الأسرى يحتاج جهودًا كبيرة ومعدات للبحث عنها.

إسرائيل تعتقد أن حماس تعرف مواقع بعض المحتجزين القتلى الذين تزعم أنهم مفقودون، وفقًا لمصدرين إسرائيليين مطلعين على الأمر، حسبما نقلت عنهم شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.

وقال أحد المصدرين للشبكة إن إسرائيل تعتقد أن حماس لديها حق الوصول إلى ست جثث أخرى على الأقل، وربما أكثر، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعلم أن خمسًا من الجثث "اختفت"، في حين أن هناك نزاعًا مستمرًا مع حماس حول عدة جثث أخرى.

وصرح مستشاران أمريكيان رفيعا المستوى لـ"سي إن إن"، أمس الأول الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لا تعتقد أن حماس تنتهك التزاماتها بموجب الاتفاق بعدم تسليم الجثث، وأضاف المستشاران أنهما تلقيا تأكيدات من حماس، عبر وسطاء، بأن الحركة ستبذل قصارى جهدها لإعادة الجثث المتبقية.

وتعمل الولايات المتحدة بنشاط من خلال وسطاء لتقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي لتحديد مكان الجثث المتبقية، والتي قد تكون في كثير من الحالات مدفونة تحت الأنقاض.

وصرح مسؤول إسرائيلي للشبكة الأمريكية أن إسرائيل شاركت معلومات، بناءً على معلومات استخباراتية، حول موقع بعض جثث المحتجزين القتلى في غزة.

وأضاف المستشارون الأمريكيون للشبكة الأمريكية أن دولًا أخرى عرضت المساعدة، بما في ذلك تركيا، التي اقترحت إرسال فريق من المتخصصين في انتشال الجثث ذوي الخبرة.

وطالبت عائلات المحتجزين الإسرائيليين، أمس الخميس، حكومتهم بوقف تنفيذ المراحل التالية من اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار بغزة، إلى حين استعادة ما تبقى من جثث القتلى لدى حركة حماس.

ورد منسق شؤون الأسرى والمفقودين في الحكومة الإسرائيلية، جال هيرش، على عائلات المحتجزين، قائلًا إن "الضغط على حركة حماس مستمر وسيتصاعد فيما يتعلق بملف إعادة جثث القتلى المحتجزين في القطاع".

وجاء تصريح هيرش عقب اجتماع أمني ترأسه نتنياهو، مساء أمس الخميس، خُصص لمتابعة الجهود المتعلقة بإعادة جثث المحتجزين القتلى من غزة.

ووفق هيئة البث العبرية الرسمية، التقى هيرش بعائلات المحتجزين بعد الاجتماع، وأبلغهم بأن "الضغط على حركة حماس مستمر وسيتصاعد" في إطار المساعي لاستعادة الجثث.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأول الأربعاء، بأن حركة حماس لا تبذل جهودًا كافية لاستعادة جثث المحتجزين، وأنه سيكون من الصعب أن ينتقل اتفاق غزة إلى المرحلة التالية قبل أن يتغير ذلك، بحسب موقع أكسيوس الأمريكي.

ويقر المسؤولون الإسرائيليون بالفعل بصعوبة تحديد مكان عدد قليل من الجثث، لكنهم يزعمون إمكانية إعادة ما بين 15 و20 جثة بسرعة.

واتهمت حماس نتنياهو بعرقلة مساعيها وجهودها الإنسانية في الوصول إلى بقية جثامين المحتجزين الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال الحرب على قطاع غزة.

وأكدت الحركة، في بيان اليوم الجمعة، التزامها بالاتفاق وحرصها على تسليم كل الجثامين المتبقية، في حين يواصل نتنياهو المماطلة، مشددة على أن أي تأخير في تسليم الجثامين تتحمل مسؤوليته حكومة نتنياهو التي تعرقل وتمنع توفير الإمكانات اللازمة لذلك.

وفي خطاب ألقاه أمس الخميس، لإحياء ذكرى هجوم الفصائل على المستوطنات بغلاف غزة في 7 أكتوبر 2023 – وفقًا للتقويم العبري – تعهد نتنياهو بأن إسرائيل "ستحقق جميع أهداف هذه الحرب".

وفي كلمة ألقاها بالقدس المحتلة، أعلن نتنياهو: "لم ينته الصراع بعد، لكن ثمة أمرًا واحدًا واضحًا اليوم: كل من يرفع يده علينا يعلم مسبقًا أنه سيدفع ثمنًا باهظًا لعدوانه. نحن عازمون على تحقيق النصر، نصر سيحدد مسار حياتنا لسنوات طويلة".

ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحتل حوالي 50% من غزة، وينص اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب قوات الاحتلال من القطاع الفلسطيني ونزع سلاح حماس، وهما نقطتان شائكتان في اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم التوصل إلى حل بشأنهما بعد، وفق سي إن إن.

وقال نتنياهو أمس الخميس: "لا تزال هناك تحديات كبيرة تنتظرنا من أعداء يسعون لإعادة التسلح، تحديات كبيرة، وإلى جانبها فرص واعدة لتوسيع دائرة السلام".