تناقش "قمة شرم الشيخ للسلام"، غدًا الاثنين، العديد من الملفات المحورية أبرزها ملف إعادة إعمار غزة، وتثبيت التهدئة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والسعي للحصول على تعهّدات من الدول المشاركة في القمة.
وتستضيف مصر في مدينة شرم الشيخ قمةً دوليةً برئاسةٍ مشتركةٍ بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
جهود مصرية
وتعكس القمة الجهود المصرية المتجددة لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط، ووضع حدٍّ للتوترات المتصاعدة في المنطقة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أمس السبت في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، الترتيبات الخاصة بالقمة.
وأكد عبدالعاطي أهمية متابعة وتنفيذ الاتفاق على الأرض، سواء خلال المرحلة الأولى أو الثانية، وشدد على أنّ "تسوية القضية الفلسطينية وتجسيد حل الدولتين سيُحقّق الاستقرار والسلام والأمن المنشود بالمنطقة".
مرحلة تمهيدية
من جهتها، أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الفلسطينية، بدء أعمال أولى المراحل التمهيدية ضمن خطة إعادة إعمار قطاع غزة.
وقدّرت الوزارة كميات الركام في القطاع بنحو 60 مليون طن، ووضعت أولويات واضحة لعمليات الإزالة والتدوير، تبدأ بفتح الطرق الرئيسية وتسهيل حركة المواطنين وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية ومراكز الإيواء.
وذكرت الوزارة، في بيان عبر صفحتها في "فيسبوك"، أنه "ضمن اتفاقية شراكة باشرت الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) أعمال إزالة الركام وفتح الشوارع الحيوية في قطاع غزة".
دمار شامل
كشف الانسحاب الجزئي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من عمق مدن قطاع غزة إلى "الخط الأصفر" عن حجم الدمار المرعب الذي خلفته الحرب على مدى عامين من القصف والقتل.
وبلغ الدمار في غزة مستوى غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، وأظهرت أحدث بيانات الأمم المتحدة، المأخوذة من صور الأقمار الصناعية بين 22 و23 سبتمبر، أن نحو 83% من إجمالي المباني في مدينة غزة تضررت، بما في ذلك نحو 17734 مبنى دُمِّر بالكامل، وفقًا لصحيفة "ذا صن داي تايمز" البريطانية.
وبحسب صحيفة "نيجوثيوس" الإسبانية، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه سيتم تخصيص ما يقارب من 2 مليار يورو للمرحلة الأولى التي يتم توجيهها إلى البنية التحتية الحيوية، بما فى ذلك الكهرباء والمياه والصرف الصحى والمستشفيات، على أن يتم البدء فى أعمال الترميم خلال الربع الأول من عام 2026.
وسيحدد مجلس السلام الانتقالي الذي يرأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإجراءات اللازمة للتعامل مع التمويل.