استهدفت حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تفريغ القطاع من سكانه، من خلال التهجير القسري والنزوح المتكرر وتكديس النازحين في مناطق لم تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الإنسانية، وهو المخطط الشيطاني الذي تحطم على صخرة صمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم.
النزوح القسري
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يتعرض قطاع غزة لعدوان واسع وإبادة جماعية من الاحتلال الإسرائيلي؛ ما أسفر عن موجات كبيرة من النزوح القسري، ويقدر عدد النازحين بأكثر من مليوني نازح حتى 11 يوليو 2025، وقد دمرت أحياء ومدن بالكامل، بما في ذلك خيام اللاجئين والأبراج السكنية.
ولا توجد إحصائية لعدد أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، أو المناطق التي صدرت تلك الأوامر بشأنها، إلا أن التقديرات الدولية تشير إلى أن أوامر الإخلاء شملت مساحة كبيرة من مناطق قطاع غزة. وأكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 80% من القطاع خضعت لأوامر الإخلاء الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023.
في 13 أكتوبر 2023، أصدر جيش الاحتلال أول أمر إخلاء لشمال غزة بالكامل، وتهجير 1.1 مليون من السكان هناك نحو جنوب القطاع.
بدأ جيش الاحتلال الاجتياح البري لغزة في 27 أكتوبر 2023. وبحلول أوائل نوفمبر 2024، انتقل ما بين مليون و800 ألف من سكان غزة إلى الجزء الجنوبي من القطاع، بينما بقي ما بين 350 ألفا و400 ألف في الشمال.
اشتدت الأزمة في الأول من ديسمبر 2023، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي في إصدار أوامر إخلاء في جميع أنحاء غزة، وقسمته إلى 620 منطقة، ودفع غالبية الفلسطينيين إلى منطقة تبلغ ثلث مساحة القطاع.
في 11 ديسمبر، صدرت أوامر بإخلاء خان يونس، عندما دخلت دبابات الاحتلال المدينة، في 20 ديسمبر، أمرت إسرائيل بإخلاء مناطق كبيرة من خان يونس. كما أمرت بإخلاء مخيم البريج للاجئين في 22 ديسمبر.
في 23 ديسمبر2023، طالب أمر إخلاء أصدره جيش الاحتلال 150 ألفًا من سكان وسط غزة بالفرار إلى دير البلح. وبعد يومين، تعرضت دير البلح لغارات جوية، وأفادت التقارير أن المدينة كانت مكتظة بالنازحين.
في 4 يناير 2024، حدثت موجة أخرى من النزوح، حيث فرّ الناس من مخيمات البريج والمغازي والنصيرات في وسط غزة.
في 3 فبراير 2024، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورا في وسط غزة جاء فيه: "هذا كله مجرد قطرة في المحيط، استيقظوا، مستقبلكم بين أيديكم".
في أغسطس 2024، أجبر أمر الإخلاء الإسرائيلي الذي أثر على وسط وجنوب غزة النازحين على الفرار من الملاجئ.
وبحلول منتصف عام 2024، تم نقل ما يقرب من ثلثي سكان غزة إلى أقل من خمس القطاع، مع أوامر إخلاء إضافية تضع 83 % من المنطقة بأكملها تحت توجيهات النزوح بحلول يوليو.
الفلسطينيون يرفضون النزوح
وبحلول أغسطس 2024، أصبحت أوامر الإخلاء الإسرائيلية متكررة لدرجة أن بعض السكان توقفوا عن الامتثال، معتقدين أنه لا يوجد جزء من غزة أكثر أمانًا من أي جزء آخر، بينما لم يتمكن آخرون من الامتثال بسبب الاكتظاظ في "المناطق الآمنة" المخصصة.
في 6 أكتوبر2024، أمرت إسرائيل بإجلاء جماعي لما يقدر بنحو 300 ألف شخص متبقين في شمال قطاع غزة، حيث ورد أن جيش الاحتلال "يعمل بشكل منهجي على إخلاء شمال غزة"، وأدت عمليات الإخلاء القسري في شمال غزة المحاصر إلى تكثيف المخاوف من أن إسرائيل كانت تنفذ بنشاط جوانب من "خطة الجنرالات" لتفريغ شمال غزة من الفلسطينيين.
في 24 يناير 2024، أمرت إسرائيل بإخلاء منطقة كبيرة من خان يونس؛ مما أثر على ثلاثة مستشفيات و24 ملجأ للأمم المتحدة وأكثر من 500000 شخص، وأمر الجيش الإسرائيلي سكان غرب خان يونس بالإخلاء إلى المواصي في 26 يناير.
في 14 فبراير 2024، أمرت إسرائيل بإخلاء ما يقرب من 8000 شخص كانوا يحتمون في مستشفى ناصر.
في 3 مارس 2024، ناشد سكان حي القرارة ومدينة حمد في خان يونس الإخلاء الآمن بعد الإبلاغ عن محاصرتهم من قبل القوات الإسرائيلية.
في يوليو 2024، أمرت إسرائيل مرة أخرى بإخلاء خان يونس، أثر أمر الإخلاء على 250 ألف شخص في خان يونس، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا".
وفي منتصف أغسطس 2024، أمرت إسرائيل بإخلاء آخر لوسط وشرق وغرب خان يونس؛ مما أثر على عشرات الآلاف من الأشخاص.
في 6 مايو 2024، أمرت إسرائيل أجزاء من رفح الفلسطينية جنوب غزة بالبدء في النزوح، قبل اجتياح المدينة، واضطر الآلاف إلى النزوح.
في 11 مايو، وسعت إسرائيل نطاق أمر الإخلاء، بعد أن فر أكثر من 100 ألف شخص من رفح الفلسطينية بالفعل.
بحلول 14 مايو، قدرت الأمم المتحدة أن نصف مليون شخص قد فروا من رفح بالفعل، وفي 18 مايو، قدرت الأمم المتحدة أن حوالي 800000 شخص قد فروا من رفح. وبحلول 24 مايو، فر أكثر من 900000 شخص من رفح.
وذكرت الأمم المتحدة في 28 مايو، أن حوالي مليون شخص قد فروا من رفح، ومع تقدم القوات الإسرائيلية إلى وسط رفح، أفاد المدنيون بأنهم غير قادرين على الإخلاء، وتعرضوا لإطلاق النار من طائرات الاحتلال، ومحاصرين بالدبابات.
في 9 يونيو، أفادت الأمم المتحدة بوجود أقل من 100,000 شخص متبقين في رفح. وفي 20 يونيو، قدرت الأمم المتحدة وجود حوالي 65,000 شخص متبقين في محافظة رفح الفلسطينية.
في 22 يوليو 2024، شمل أمر إخلاء إسرائيلي جزءًا من "المواصي" جنوب غزة، والتي حددها جيش الاحتلال "منطقة آمنة".
وأصدر جيش الاحتلال 30 أمر إخلاء لسكان غزة منذ انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في مارس 2025.
في أبريل الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان 6 أحياء في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة.
وفي مطلع سبتمبر العام الجاري، أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء إلى جميع سكان مدينة غزة والمتواجدين في كل أحيائها، وطالبهم بالتوجه عبر محور الرشيد للمنطقة الإنسانية في المواصي، وذلك قبل اجتياح المدينة.
ورفض الفلسطينيون الأوامر الإسرائيلية بإخلاء مدينة غزة، مؤكدين أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع للانتقال إليه، وذلك مع استهداف الجيش الإسرائيلي مبان شاهقة ضمن استعداداته لشن هجوم بري واسع لاجتياح المدينة التي يقطنها نحو مليون فلسطيني، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.