في الوقت الذي يستعد فيه الاتحاد الأوروبي اليوم لمناقشة مقترحات خاصة بتعليق بنود من اتفاقيات التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، تقود حكومة بنيامين نتنياهو معركة دبلوماسية خلف الكواليس في محاولة لاحتواء تلك الخطوة، التي من شأنها أن تُلحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الإسرائيلي.
وأثار نتنياهو ضجة كبيرة خلال الساعات الماضية عندما أطلق تصريحات وُصفت بـ"الصادمة" في الأوساط السياسية والاقتصادية، حيث أكد أن الإسرائيليين مضطرون بشكل متزايد للتكيّف مع العقوبات الاقتصادية المنتظرة، في ظل مساعيهم لاحتلال مدينة غزة.
خلف الكواليس
ووفقًا لقواعد الاتحاد الأوروبي، يُشترط موافقة 15 دولة تُمثّل ما لا يقل عن 65% على هذه الخطوة المنتظرة، ومن أجل ذلك، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، تدور معركة دبلوماسية خلف الكواليس تتضمن محادثات ماراثونية يجريها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر لمنع ذلك.
ومن المتوقع أن يقوم القادة الأوروبيون اليوم الأربعاء خلال اجتماعهم بمناقشة مقترح آخر لفرض عقوبات شخصية على وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش المتطرفان، اللذان يؤيدان الإبادة الجماعية في غزة وتهجير الفلسطينيين من هناك.
بنود الشراكة
ولكن حاليًا تُعرقل معارضة ألمانيا وإيطاليا، وهما دولتان رئيسيتان، الجهود الأوروبية لإلغاء بنود الشراكة الإسرائيلية مع الاتحاد، كما أبدت كرواتيا ورومانيا واليونان والمجر وجمهورية التشيك والنمسا معارضتها، وهي الدول التي يتواصل معها ساعر وأجرى معها محادثات لتمسكها بموقفها.
وهددت رئيسة مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كاليس، الاحتلال الإسرائيلي بأن حجم التجارة مع إسرائيل وصل إلى 42.6 مليار يورو في عام 2024، يستفيد 37% منها من الإعفاءات الجمركية والضريبية، وإذا تم تعليق اتفاقيات الشراكة، فستكون تكلفتها باهظة على الاقتصاد الإسرائيلي.
طريق الانهيار
وبحسب الصحيفة العبرية، يوجد انقسام داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية حول ذلك الأمر، حيث زعم مسؤولون إسرائيليون أن الضرر يقتصر بشكل رئيسي على المساعدات الخارجية الضئيلة، إلا أن آخرين حذروا من أنه إذا تحققت التهديدات الأوروبية وتأثرت التجارة، فإن إسرائيل تسير على طريق الانهيار.
وبحسب نتنياهو، قد يجد الإسرائيليون أنفسهم في وضع تُعرقل فيه صناعاتهم العسكرية، ووقتها لن يحتاجوا فقط إلى البحث والتطوير أو إلى تكنولوجيا ممتازة، بل إلى القدرة على إنتاج كل ما يحتاجونه بكميات كبيرة، حيث لا خيار أمامهم، على الأقل في السنوات القادمة عندما يُضطرون إلى مواجهة محاولات العزل.