أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بدء عملية واسعة لاجتياح مدينة غزة، رغم التحذيرات الدولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من الإقدام على هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف يجرون إسرائيل إلى كارثة دبلوماسية وأمنية أخرى يصعب الخروج منها هذه المرة، وناشدت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لإنهاء هذا الوضع، باعتباره الرجل الوحيد صاحب النفوذ على نتنياهو.
قالت الصحيفة إن نتنياهو دفع إلى اجتياح مدينة غزة، رغم معارضة رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو نسف صفقة المحتجزين التي تم التوصل إليها قبل شهرين من تنصيب ترامب، واستأنف الحرب على غزة في مارس الماضي، بدلًا من التفاوض على شروط المرحلة التالية من الصفقة.
وأيدت قيادة الجيش الإسرائيلي المداولات التي جرت نهاية أغسطس بشأن استئناف مفاوضات صفقة المحتجزين بدلًا من توسيع نطاق المجهود الحربي، كما عارضت أغلبيتهم توقيت الهجوم على قطر الأسبوع الماضي، والذي فشلت فيه إسرائيل في محاولة اغتيال قيادة حماس الخارجية أثناء اجتماعها لمناقشة صفقة الإفراج عن المحتجزين.
كما حذر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر باستمرار في الأسابيع الأخيرة من عواقب حرب موسعة، ويشير إلى تزايد عزلة إسرائيل الدولية، وإلى مخاطر تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل محاولات إسرائيل تهجير نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة ومحيطها إلى جنوب القطاع، حيث تزداد الأوضاع صعوبة، نظرًا لتكدس النازحين هناك، وانعدام الحلول الإنسانية الدنيا. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن ربع السكان فقط قد نزحوا من مدينة غزة إلى جنوب القطاع حتى الآن.
إلى جانب ساعر، يعد زامير أبرز الأصوات المعارضة لتوسيع نطاق الحرب، إذ بدا رئيس الأركان قلقًا من أنه بمجرد توغل القوات في عمق المناطق المأهولة، سيكون من الصعب جدًا إنهاء المناورة بسرعة، ما سيجر الجيش إلى مواجهات مع فرق "حرب العصابات" التي نشرتها حماس، مختبئة تحت الأرض في الأنفاق وبين الأنقاض.
وتقضي خطة اجتياح مدينة غزة بنشر عشرات الآلاف من الجنود في غزة، معظمهم من الوحدات النظامية، ويقترح رئيس الأركان الإسرائيلي العودة إلى المفاوضات، مما سيسمح بالإفراج عن 10 محتجزين أحياء على الأقل وحوالي نصف جثث القتلى في المرحلة الأولى، كما سيترك شهرين من الوقت لإجراء مفاوضات إضافية، على أمل إتمام صفقة وإنهاء الحرب. حتى لو فشلت المفاوضات لاحقًا، كما قال زامير، يمكن للجيش الإسرائيلي استئناف القتال.
وتشير "هآرتس" إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع ضمان سلامة المحتجزين العشرين الأحياء، من بين 48 لا يزالون محتجزين لدى حماس، والذين يحتجز جزء كبير منهم في مناطق أعلنت إسرائيل أنها تخطط للسيطرة عليها، وتحديدًا مدينة غزة ومحيطها، وألمحت حماس مؤخرًا إلى أنها نقلت المحتجزين الأحياء عمدًا إلى هذه المنطقة.
كما تشير الصحيفة إلى الخوف من قتل المحتجزين عن طريق الخطأ في تفجيرات، حيث لا توجد معلومات استخباراتية كافية حول موقعهم الدقيق.
ووصفت "هآرتس" اجتياح مدينة غزة بالمغامرة العسكرية التي قد تعرض حياة الكثيرين للخطر، فإلى جانب المحتجزين، يواجه العديد من الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين خطرًا متزايدًا.
وأكدت الصحيفة أن الرجل الوحيد القادر على إيقاف نتنياهو هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يتخذ حتى الآن أي خطوات من شأنها إنقاذ إسرائيل من المأزق الذي وقعت فيه.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الأمريكي هو الوحيد القادر على إيقاف نتنياهو، مضيفة أن هذه هي الفرصة الأخيرة، وحان وقت مناشدته.