يواجه سكان مدينة غزة وضعًا إنسانيًا كارثيًا، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق، حيث تتعرض أحياء مثل الشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطئ لقصف عنيف ومتكرر.
وأكد مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، يوسف أبو كويك، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمَّر بشكل مباشر مدرسة أبو عاصي في مخيم الشاطئ، بعد أن أبلغ النازحين بإخلائها، في خطوة تشكل "خرقًا واضحًا" لقوانين حماية المرافق المدنية.
وأشار إلى أن مدارس أخرى في المنطقة تلقت تهديدات بالإخلاء، ما يزيد من حالة الذعر بين آلاف النازحين.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه وسَّع وتيرة هجماته في مدينة غزة "لحسم المعركة مع حماس"، فيما أكد أن أكثر من ربع مليون فلسطيني نزحوا من المدينة حتى الآن.
وطالب المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيانٍ اليوم السبت، سكان مدينة غزة بالانتقال "فورًا" إلى "المنطقة الإنسانية" في المواصي والمخيمات الوسطى، زاعمًا أنهم سيتمتعون هناك "باستجابة إنسانية أفضل بكثير".
كما زعم أن محاولات حماس لمنع السكان من الانتقال "تثبت استعدادها للمخاطرة بحياتهم".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، استشهاد 12 في مناطق متفرقة من القطاع، معظمهم نقلوا إلى مستشفيات الشفاء والأهلي العربي والعودة.
واستشهد 4 فلسطينيين آخرون برصاص قوات الاحتلال في أثناء وجودهم قرب نقطة لتوزيع المساعدات في منطقة وادي غزة.
وتواصل قوات الاحتلال عمليات القصف ونسف المنازل والأبراج السكنية في شمال القطاع، بهدف إجبار الأهالي على النزوح القسري وتهجيرهم إلى وسط وجنوب القطاع.
وكانت مصادر طبية فلسطينية أعلنت أمس استشهاد 70، مما رفع الحصيلة الإجمالية للشهداء إلى 64,756، والإصابات إلى 164,059 منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023.
ويقول جيش الاحتلال إنه يسيطر عمليًا على 40% من مدينة غزة، بينما تستعد القوات البرية لمحاربة ما وصفه نتنياهو بـ"آخر معقل مهم" لحماس.
وأكد جيش الاحتلال أنه مصمم على "حسم المعركة ضد حماس، وسيتصرف بقوة شديدة في منطقة مدينة غزة".
تأتي هذة التطورات، فيما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الجمعة، أن الجيش يستعد لبدء عملية الاجتياح البري الكامل لمدينة غزة.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه من المقرر انتشار المئات من ناقلات الجند المدرعة والدبابات وجرافات D9 في الحقول القريبة من شمال غزة.
وذكرت أن جحافل هذه المركبات المدرعة والدبابات التابعة للفرقتين 98 و162 "ستتقدّم وتنتقل إلى داخل قطاع غزة".
وتأتي هذه التحركات العسكرية في إطار عملية "عربات جدعون"، التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في مايو الماضي، وشملت عمليات برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة، والتي شهدت قصفًا مكثفًا أدى إلى استشهاد وإصابة مئات المدنيين الفلسطينيين، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية في القطاع.
وتشير التقارير إلى أن العملية البرية المرتقبة تهدف إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة، بمشاركة نحو 130 ألف جندي احتياطي وخمس فرق نظامية، ضمن خطة تمتد حتى عام 2026.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة عقب خرقه اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي، بعد توقف دام شهرين، مستهدفًا مناطق متفرقة من القطاع الذي يواجه أصلًا مأساة إنسانية غير مسبوقة بعد 22 شهرًا من الحرب.