قال ولي عهد مملكة البحرين، رئيس مجلس الوزراء، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إن مصر هي العمق الأصيل للعالم العربي، وقوة مصر قوة للعرب جميعًا.
وأضاف ولي العهد البحريني: "لا أقول إن مصر هي بلدي الثاني، بل مصر هي بلدي، ونحن دائمًا نفخر بمصر أم الحضارات".
جاء ذلك خلال ترأس رئيس الوزراء المصري، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد ورئيس مجلس الوزراء البحريني، اليوم، جلسة مباحثات موسعة بمقر مجلس الوزراء، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وأشاد ولي عهد مملكة البحرين برؤية الدولة المصرية التنموية، كما ثمّن قرار بناء العاصمة الإدارية الجديدة ووصفها بأنها مدينة المستقبل والفرص، قائلًا: "هذه الرؤية التي يتم تنفيذها تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلقت واقعًا جديدًا بعزم وإرادة المصريين".
وأشار ولي عهد مملكة البحرين إلى أن رجال الأعمال البحرينيين لديهم شراكات مهمة وكبيرة في السوق المصرية.
وأعرب عن استعداده لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع الجانب المصري في الكثير من المجالات من بينها قطاعات التجارة والخدمات المصرفية والاستشارات الهندسية.
وأكد توافق الرؤى والسياسات بين القاهرة والمنامة فيما يخص القضايا الإقليمية، قائلًا: "سياساتنا تركز على الدفاع عن مصالح بلداننا وضمان عيش أفضل لشعوبنا".
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، تقدير القيادة السياسية المصرية الشديد للبحرين، قائلًا: "كان هذا جليًا من خلال حفاوة الاستقبال التي حظي بها ولي عهد المملكة والوفد المرافق له من قِبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه بهم صباح اليوم".
كما أكد المكانة الكبيرة التي تحظى بها البحرين في مصر على المُستويين الرسمي والشعبي، مشيرًا في هذا الصدد إلى العلاقة القوية التي تربط الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وثمّن مدبولي العلاقات التاريخية الممتدة بين القاهرة والمنامة، مؤكدًا استمرار هذه العلاقات المتميزة رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم وإقليم الشرق الأوسط.
وقال رئيس الوزراء المصري: "لدينا رغبة حقيقية في تعزيز التعاون المشترك بين بلدينا في العديد من المجالات، لا سيّما أن البحرين أصبحت الآن مركزًا إقليميًا، بل وعالميًا للكثير من الصناعات المتقدمة".
وفي الوقت نفسه، أشار "مدبولي" إلى أنه تم التوافق مع الجانب البحريني على مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين، خلال عامين، إذ يبلغ الآن نحو 400 مليون دولار، مؤكدًا أن ذلك يأتي ضمن المستهدفات المُتوافق عليها بين الجانبين.
وأكد رئيس الوزراء المصري، خلال جلسة المباحثات الموسّعة، تقديم جميع التسهيلات الممكنة التي تسهم في تشجيع استثمارات الشركات البحرينية في مصر.
وأضاف أن الشركات البحرينية يمكنها الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الموقعة بين مصر وعدد من البلدان والتكتلات حول العالم.
وقال رئيس الوزراء المصري، إن هذه الزيارة تعد انطلاقة لزيادة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين القاهرة والمنامة، وأن هناك فرصًا كثيرة للتعاون بين البلدين في القطاع المصرفي، وكذلك في مشروعات الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، لا سيّما مع اهتمام دول العالم أجمع بهذه النوعية من المشروعات.
كما أشاد "مدبولي" بالرؤية الحكيمة للقيادة السياسية في البلدين وتوافق مواقفهما إزاء القضايا المختلفة، وجهودهما المُشتركة في إرساء ركائز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكذلك بما حققته البحرين من إنجازات بارزة في مُختلف المجالات، لا سيّما التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والبنية التحتية، والتعليم، والصحة.
وثمّن رئيس الوزراء المصري ما حققته اللجنة الحكومية المصرية البحرينية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي برئاسة وزيري المالية على مدار الدورتين السابقتين (نوفمبر 2023 وفبراير 2025)، وما تُمثله هذه الآلية من قوة دفع مُهمة لتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات ذات الأولوية.
وفي ختام المباحثات، وجّه مدبولي الدعوة للأمير سلمان، وللملك حمد بن عيسى آل خليفة، لحضور احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير.