كان لإيران النصيب الأكبر من زيارة أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إلى الشرق الأوسط، قبل أيام والتي بدأت بمصر، وانتهت برام الله، إذ اعتزم بلينكن التنسيق مع إسرائيل بشأن منع إيران من حيازة السلاح النووي، لكبح جماحها ووضح حد لنفوذها المتمدد في المنطقة، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
التمدد الإيراني في الشرق الأوسط
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "بينما ركّز "بلينكن" على ضرورة تهدئة الأوضاع بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة إنعاش العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية بعد فترة من "الركود"، استهدف بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الحديث عن طهران، مؤكدًا أن هناك ضرورة ملحة لعرقلة التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، قائلًا: "إن المجتمع الدولي شاهد وجه إيران الحقيقي".
وأضاف "نتنياهو" خلال اجتماعه مع "بلينكن" في القدس المحتلة يوم الاثنين الماضي: "المجتمع الدولي شاهد الهمجية التي يتصرف بها النظام الإيراني ضد مواطنيه"، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة منذ شهور في إيران عقب مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني، مؤكدًا أن طهران تصدّر العدوان إلى ما بعد حدودها وخارج الشرق الأوسط، مشددًا على ضرورة التكاتف لمنع حصول هذا النظام على أسلحة نووية.
الملف النووي الإيراني
وبدوره، تحدث "بلينكن" خلال الاجتماع عن منع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكنه انتقل بسرعة إلى الطائرات المسيّرة التي تزود بها إيران موسكو، لكن الصحف الإسرائيلية أكدت أن بلينكن ونتنياهو عقدا مباحثات مغلقة عقب الاجتماع، ربما كان "الملف النووي الإيراني" على رأس أجندتها، وذلك في أعقاب الهجوم الجوي على منشأة تابعة لإيران في أصفهان، مساء يوم السبت الماضي، اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف ورائها.
من جانبها، حذّرت إيران، الولايات المتحدة، من أنها لن تتهاون في أي اعتداء على أراضيها ومصالحها وأن ردها على من اسمتهم بـ"المعتدين" سيكون حاسمًا وباعثًا على الندم، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
تحرك إسرائيلي-أمريكي محتمل
وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، إن الحكومة الأمريكية تدرك جيدًا أن إيران لا تتسامح مع أي تعرض واعتداء على أراضيها ومصالحها وترد على المعتدين بشكل حاسم وباعث على الندم.
جاءت تصريحات "كنعاني" بعد يوم من تصريح أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، يوم الأحد الماضي، بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وتؤكد التصريحات الجديدة التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، لشبكة "سي إن إن" فجر أمس الأربعاء، أن المحادثات المغلقة مع وزير الخارجية الأمريكية شملت الحديث عن إيران، فيما أكد نتنياهو أن تل أبيب بصدد اتخاذ إجراءات فعلية ضد تطوير الأسلحة في إيران، لكنه رفض الاعتراف بضلوع إسرائيل في الهجوم الجوي على أصفهان.