تجددت الاشتباكات بين جماعات مسلحة من الدروز وأفراد من عشائر بدوية في محافظة السويداء جنوب سوريا، اليوم الجمعة، في الوقت الذي تستعد فيه القوات الحكومية للانتشار مجددًا في المنطقة بعد انسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تجددت المواجهات ظهر اليوم بين أفراد من عشائر بدوية ومقاتلين دروز في مدينة السويداء.
وجاء ذلك بالتزامن مع سماح إسرائيل "بدخول محدود" للقوات السورية إلى محافظة السويداء لمدة 48 ساعة بالنظر لحالة عدم الاستقرار في المنطقة، وفقًا لموقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري.
واتفقت قوات الأمن الحكومية مع بعض الفصائل الدرزية على إعادة دخول المنطقة لفرض الاستقرار وحماية مؤسسات الدولة، حسبما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية عن مسؤولين سوريين.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن ميليشيات درزية شنَّت هجمات انتقامية ضد تجمعات بدوية، ما أدى إلى موجة نزوح.
من جهته، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، إلى وقف إراقة الدماء، قائلاً إن "حماية جميع الناس يجب أن تكون الأولوية القصوى".
وطالب بإجراء "تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة في جميع الانتهاكات"، مضيفًا أنه "يجب محاسبة المسؤولين في أعمال العنف التي أودت بحياة ما يقرب من 600 شخص منذ الأحد الماضي".
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع هو من أمر القوات الحكومية بالانسحاب، قائلًا إن وساطة الولايات المتحدة ودول أخرى ساعدت في تجنب "تصعيد واسع النطاق" مع إسرائيل.
أفادت تقارير استخباراتية أمريكية رفيعة المستوى بأن الحكومة السورية غير متورطة في أي انتهاكات ارتُكبت في مدينة السويداء بجنوب سوريا، وفقًا لموقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي.
وجاء ذلك في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي كبير ضد أهداف تابعة للحكومة السورية في جنوب سوريا وفي العاصمة دمشق، مدفوعًا بمزاعم إسرائيلية بحدوث انتهاكات بحق الدروز على يد مجموعات تابعة لدمشق، بحسب "أكسيوس".
كان من المفترض أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس الخميس، لكن مكتب الشرع اتهم المقاتلين الدروز بانتهاكه.
تضررت السويداء بشدة جراء القتال، وحُرم سكانها من المياه والكهرباء، بينما قُطعت خطوط الاتصالات. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن ما يقرب من 2000 عائلة أُجبرت على ترك منازلها في محافظة السويداء.
وقال ريان معروف، رئيس تحرير موقع "السويداء 24" الإخباري المحلي، إن الوضع الإنساني كارثي"، مضيفًا: "لا نستطيع إيجاد حليب للأطفال".
اندلعت أعمال العنف الأخيرة الأحد الماضي، ويمثل قتال هذا الأسبوع أخطر اندلاع للعنف منذ أن خاضت القوات الحكومية معارك مع مقاتلين دروز في محافظة السويداء وحول دمشق في أبريل ومايو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.