الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سبب الأحداث الدموية في السويداء السورية.. من هم الدروز؟

  • مشاركة :
post-title
شيوخ الدروز

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

شهدت محافظة السويداء جنوب سوريا، مواجهات دامية بين عشائر وفصائل محلية، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص ومئات المصابين حتى اليوم الأربعاء، مما دفع الحكومة السورية إلى التدخل. في حين تدخلت القوات السورية بهدف السيطرة على الوضع والإشراف على وقف لإطلاق النار، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات مكثفة على مناطق متفرقة في البلاد، زاعمة التزامها بحماية الدروز.

من هم الدروز؟

وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، الدروز طائفة عربية يبلغ تعدادها حوالي مليون نسمة، يعيشون بشكل رئيسي في سوريا ولبنان وإسرائيل.

في سوريا، يتركز الدروز حول ثلاث محافظات رئيسية قريبة من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل في جنوب البلاد.

يعيش أكثر من 20 ألف درزي في مرتفعات الجولان، وهي هضبة استراتيجية استولت عليها إسرائيل من سوريا خلال حرب الأيام الستة عام 1967، قبل أن تحتلها رسميًا عام 1981.

ويتقاسم الدروز هذه المنطقة مع حوالي 25 ألف مستوطن يهودي، منتشرين في أكثر من 30 مستوطنة.

يُعرّف معظم الدروز المقيمين في الجولان أنفسهم بأنهم سوريون، وقد رفضوا عرضًا بالحصول على الجنسية الإسرائيلية عندما استولت إسرائيل على المنطقة.

أما من رفضوا، فقد مُنحوا بطاقات إقامة إسرائيلية، لكنهم لا يُعتبرون مواطنين إسرائيليين.

انقسام درزي

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، تعهد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بالشمولية وحماية جميع الطوائف السورية المتنوعة.

ومن القضايا الرئيسية التي تُوتر العلاقات بين الحكومة السورية الجديدة والدروز نزع سلاح الميليشيات الدرزية ودمجها، إذ لم يتمكن الشرع، الذي يسعى إلى توحيد الفصائل المسلحة تحت جيش موحد، من التوصل إلى اتفاقات مع الدروز، الذين يُصرّون بشدة على الاحتفاظ بأسلحتهم.

في حين أكد الزعيم الروحي الدرزي الذي يمثل أحد الفصائل في السويداء، يوسف جربوع، التوصل إلى اتفاق، لكن حكمت الهجري - وهو شخصية درزية بارزة أخرى - رفض وقف إطلاق النار، داعيًا أنصاره إلى مواصلة القتال.

وصرح جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، بأن مئات الأشخاص من الأقلية الدرزية عبروا من مرتفعات الجولان إلى سوريا، استجابةً على ما يبدو لمناشدات من قادة الدروز لدعم طائفتهم.

هجوم إسرائيلي

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، غارات جوية استهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، ومقر قيادة الجيش السوري.

وصف توم باراك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، الاشتباكات بأنها "مقلقة من جميع الأطراف، وقال: "نحن نسعى للتوصل إلى حل سلمي وشامل للدروز والقبائل البدوية والحكومة السورية والقوات الإسرائيلية".

وصرّح مراسل موقع "أكسيوس" الأمريكي ومحلل "سي إن إن"، باراك رافيد، بأن إدارة ترامب طلبت من إسرائيل وقف ضرباتها على القوات السورية في جنوب البلاد، نقلاً عن مسؤول أمريكي لم يكشف عن هويته.

وأضاف المسؤول أن إسرائيل وعدت بوقف الهجمات مساء الثلاثاء. لكن يوم الأربعاء، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بأن "الجيش سيكثف هجماته على القوات الحكومية في السويداء إذا لم تنسحب من المنطقة".

ماذا حدث؟

تجددت الاشتباكات في محافظة السويداء السورية لليوم الرابع على التوالي منذ اندلاعها الأحد الماضي. وشهدت الساعات الأخيرة اشتباكات عنيفة وقصفًا مدفعيًا في بعض أحياء المدينة، حيث تسعى قوات مشتركة من الجيش السوري والأمن الداخلي إلى استكمال فرض سيطرتها على المدينة.

دخل الجيش السوري محافظة السويداء، معقل الدروز في جنوب البلاد، يوم الثلاثاء بعد اندلاع اشتباكات خلال عطلة نهاية الأسبوع بين القوات الدرزية وعشائر بدوية، مما أثار مخاوف من هجمات ضد الأقليات.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على مواقع متفرقة في سوريا شملت دمشق ومحافظة السويداء، في مواصلة لخروقاته المتكررة التي استهدفت البلاد على مدى الأيام الأخيرة.

أعلنت وزارة الخارجية السورية مقتل عدد من المدنيين وعناصر الأمن في الغارات. ووصفت الوزارة الهجمات الإسرائيلية بأنها "انتهاك صارخ لسيادة الجمهورية العربية السورية".