الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أكثر من 10 مليارات يورو.. تعهدات أوروبية لدعم أوكرانيا في مؤتمر روما

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني

القاهرة الإخبارية - طه العومي

اتجهت أنظار العالم إلى العاصمة الإيطالية روما اليوم الخميس، حيث انطلق مؤتمر الدول المانحة لدعم أوكرانيا، بهدف حشد الجهود الدولية لإعادة إعمار البلاد بعد الدمار الهائل الذي سببته الحرب مع روسيا.

 تأتي هذه القمة في ظل تصعيد عسكري روسي مكثف على أوكرانيا، ما يعكس الحاجة الملحة للدعم الدفاعي والإنساني والاقتصادي، وشهدت القمة إعلانات مهمة عن تعهدات مالية ودفاعية، بالإضافة إلى تأكيدات على استمرار الدعم الأوروبي والبريطاني لأوكرانيا، مع مطالبات أوكرانية بضرورة استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل جهود إعادة الإعمار.

قمة روما لدعم أوكرانيا

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن المشاركين في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في روما تعهدوا بتقديم أكثر من 10 مليارات يورو (حوالي 11.73 مليار دولار أمريكي) لدعم أوكرانيا. 

وقالت ميلوني في كلمتها الافتتاحية: "أعتقد أننا يجب أن نفخر بالنتيجة التي حققناها معًا اليوم – الدول، المنظمات الدولية، المؤسسات المالية، السلطات المحلية، قطاع الأعمال، والمجتمع المدني".

 وأضافت: "معًا، في مؤتمر اليوم، قدمنا تعهدات بلغ مجموعها أكثر من 10 مليارات يورو." وأكدت ميلوني عزم إيطاليا على توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية مع أوكرانيا والمساهمة في عمليات إعادة الإعمار، مشيرة إلى أن استهداف روسيا للمدنيين دليل على عدم رغبتها في السلام، وداعية إلى تعزيز الضغوط والعقوبات ضد روسيا لتحقيق سلام عادل.

الصندوق الأوروبي

كُشف اليوم الخميس عن تفاصيل إضافية حول الصندوق الأوروبي لإعادة إعمار أوكرانيا، والذي تبلغ قيمته 2.3 مليار يورو (حوالي 2.7 مليار دولار) ويهدف إلى حشد الاستثمار الخاص.

صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، خلال المؤتمر، أن هذه الأموال تشمل 1.8 مليار يورو في شكل ضمانات قروض و580 مليون يورو في شكل منح من مؤسسات مالية عامة دولية وثنائية.

يعد مبلغ الـ 2.3 مليار يورو جزءًا من "إطار الاستثمار الأوكراني" (Ukraine Investment Framework)، والذي تتوقع فون دير لاين أن ينجح في حشد ما يصل إلى 10 مليارات يورو من الاستثمارات في أوكرانيا.

كما أعلنت عن إنشاء صندوق أسهم جديد لإعادة إعمار أوكرانيا، مدعومًا من قبل بنك الاستثمار الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن هذا الصندوق، الذي يبدأ برأس مال أولي قدره 220 مليون يورو، يهدف إلى حشد 500 مليون يورو بحلول عام 2026.

وأكدت فون دير لاين، أن دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا مستمر وثابت، وأن أوروبا وقفت إلى جانب أوكرانيا منذ اليوم الأول للحرب.

وتعهدت بتحقيق "طفرة كبيرة في الإمكانات العسكرية الأوكرانية" ومواصلة تقديم الدعم السياسي والعسكري. وأعلنت عن تخصيص مليار يورو لدعم عسكري إضافي، وصندوق لدعم إعمار أوكرانيا "هو الأكبر على مستوى العالم"، بالإضافة إلى تخصيص 3 مليارات يورو لدعم المنشآت الأوكرانية.

وذكرت أن الاتحاد الأوروبي قدم دعمًا لأوكرانيا بنحو 165 مليار يورو منذ بدء الحرب.

ألمانيا ترحب وتؤكد دعمها الكبير

رحب المستشار الألماني فريدريش ميرز بإطلاق الصندوق الأوروبي، مؤكداً أن "التكلفة الهائلة لإعادة الإعمار لا يمكن تمويلها من الأموال العامة وحدها".

وأوضح أن ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، بولندا، بنك الاستثمار الأوروبي، والمفوضية الأوروبية يطلقون "الصندوق الأوروبي الرائد لإعادة إعمار أوكرانيا"، ودعم هدفه في حشد استثمارات خاصة كبيرة.

شدد ميرز على أن ألمانيا قدمت دعمًا لأوكرانيا في مجالات التدريب والخبراء، وأن 80 شركة ألمانية قدمت دعمًا في مجال إعادة الإعمار، وأن ألمانيا تعد أكبر الداعمين لأوكرانيا في مجال الطاقة. كما أكد دعمه لحصول أوكرانيا على عضوية الاتحاد الأوروبي.

إمدادات دفاعية جديدة

أعلنت بريطانيا اليوم الخميس أنها ستوقع اتفاقية دفاعية مع أوكرانيا تتضمن توريد أكثر من 5000 صاروخ دفاع جوي من شركة "تاليس" (Thales).

وأكدت الحكومة البريطانية أيضًا أنها ستقدم ما يصل إلى 283 مليون جنيه إسترليني كمساعدة ثنائية لأوكرانيا خلال العام المقبل.

مواجهة التصعيد الروسي

من جانبه، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم بزيادة استخدام الأصول الروسية المجمدة للمساعدة في إعادة بناء اقتصاد بلاده الذي دمرته الحرب.

وصرح: "ليس فقط الدخل من هذه الأصول، بل الأصول نفسها يجب أن تُستخدم وبشكل أكثر نشاطًا مما هي عليه الآن للمساعدة في إنقاذ الأرواح".

وفي ظل الهجوم الروسي المكثف على كييف الليلة الماضية، والذي أدى إلى سقوط قتلى ومصابين، دعا زيلينسكي إلى مزيد من الدعم والاستثمارات في الدفاعات الجوية، مؤكدًا أن روسيا غير مستعدة للسلام وتشن هجمات متكررة لتدمير الحياة.

وحث الشركاء على زيادة الاستثمارات في الصناعات الدفاعية لمواجهة الصواريخ والمسيرات الروسية، مشددًا على أن بوتين رفض كل مقترحات السلام ويصعد العنف، وأن أوكرانيا بحاجة إلى خطة شاملة لإعادة الإعمار.