الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حرب الـ12 يوما.. كيف اخترقت إسرائيل النظام المالي الإيراني؟

  • مشاركة :
post-title
الهجمات الإلكترونية بين إيران وإسرائيل

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

بينما كانت إسرائيل والولايات المتحدة تقصفان المواقع النووية الإيرانية، ظهرت ساحة معركة أخرى خلف الكواليس، مهاجمة البنية التحتية المالية التي تبقي طهران على اتصال بالعالم، بحسب "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

واستهدفت السلطات الإسرائيلية، ومجموعة قرصنة إلكترونية مؤيدة لإسرائيل تُدعى "بريداتوري سبارو"، مؤسسات مالية يستخدمها الإيرانيون لنقل الأموال والالتفاف على الحصار الاقتصادي، الذي تقوده الولايات المتحدة لعقود، بسبب برنامج طهران النووي بغية عزل إيران عن النظام المالي الدولي، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأشخاص مطلعين.

تعطيل بنك "سيباه" الإيراني الحكومي

أعلنت مجموعة "بريداتوري سبارو"، التي تعمل بشكل مجهول وتنشر تحديثات عن أنشطتها على موقع "إكس"، الأسبوع الماضي، أنها عطلت بنك "سيباه" الإيراني الحكومي، الذي يخدم القوات المسلحة الإيرانية ويساعدها في سداد مستحقات الموردين بالخارج، ما أدى إلى تعطيل خدماته المصرفية عبر الإنترنت وأجهزة الصراف الآلي، وأقرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بالضرر.

الشارع الإيراني
اختراق أكبر بورصة عملات رقمية

وف "وول ستريت جورنال"، اخترقت المجموعة أيضًا منصة "نوبيتكس"، أكبر بورصة عملات رقمية في إيران، التي تحظى بشعبية لدى السكان المحليين لتحويل الأموال إلى الخارج، واستولوا على نحو 100 مليون دولار من الأموال، وأجبروا المنصة على الإغلاق، وفقًا للبورصة.

ولتأثير الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية، أوقفت الحكومة الإيرانية معظم الأنشطة الإلكترونية في البلاد، لمنع المزيد من الهجمات وكبح جماح المعارضة، حُجبت المواقع الإلكترونية غير الإيرانية، وتحذير المواطنين من استخدام الهواتف أو منصات المراسلة الأجنبية، التي زعمت أنها قد تجمع بيانات الصوت والموقع الجغرافي لصالح جواسيس إسرائيليين، ومُنع المسؤولون الحكوميون من استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة والساعات الذكية.

وصرحت شركة "بريداتوري سبارو" بأن عمليتي الاختراق استهدفتا "شريان الحياة المالية" للحرس الثوري الإسلامي، الذي يُسيطر أيضًا على قطاعات واسعة من الاقتصاد. وغردت قائلة: "يا شعب إيران النبيل! اسحبوا أموالكم قبل فوات الأوان".

الشارع الإيراني

ولا تزال الشركتان المستهدفتان تعانيان صعوبات مالية، وأعلنت شركة "نوبيتكس" أنها تواجه تحديات كبيرة في استعادة خدماتها، وأنها تهدف إلى استئناف التداول، الأسبوع المقبل، وأفاد بعض مستخدمي بنك سيباه عبر الإنترنت أنهم ما زالوا لا يتلقون ودائعهم.

وأثرت الهجمات الإلكترونية على اقتصاد مُنهك أصلًا بفعل العقوبات الأمريكية، التي تمنع شراء النفط الإيراني أو التعامل مع بنوكه، ويعتمد اقتصاد إيران اعتمادًا كبيرًا على عدد محدود من الشركاء التجاريين، لا سيّما الصين، ووفقًا للبنك الدولي، يتجاوز معدل التضخم السنوي 40%.

هجوم إلكتروني إيراني

صرّح مسؤولون في المكتب الوطني الإسرائيلي لمكافحة تمويل الإرهاب، بأنهم لا يملكون معلومات عن وجود صلات بين "بريداتوري سبارو" والسلطات الإسرائيلية، وأضافوا أن إسرائيل تستهدف بشكل واسع البنية التحتية الاقتصادية التي تُمكّن إيران من تمويل جيشها ووكلائها، حيث فرضت عقوبات في وقت سابق من هذا الشهر، على بنكها المركزي وبنوك أخرى يستخدمها الحرس الثوري الإيراني، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وردّت مجموعات إلكترونية موالية لإيران، مستهدفةً مواقع الحكومة الإسرائيلية بهجمات حجب الخدمة، إذ يهدف المتسللون إلى إغراق أجهزة الكمبيوتر التي تُوجّه حركة الإنترنت بسيل من الطلبات، وإرسال رسائل تصيد احتيالي إلى الإسرائيليين في محاولة لاختراق هواتفهم، وأفادت المديرية الوطنية للأمن الإلكتروني في إسرائيل، بأن الهجمات الإلكترونية الإيرانية لم تُسبب أي أضرار في الأسابيع الأخيرة.

بنك سبه الإيراني

تعطل مصالح الإيرانيين

أدى اختراق بنك سيباه، الثلاثاء الماضي، إلى توقف المدفوعات، بما في ذلك رواتب المتقاعدين العسكريين، وفقًا لوكالة أنباء فارس، الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، وتوقفت العديد من ماكينات الصرف الآلي التابعة للبنك عن العمل.

وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية، العام الماضي، أن بنك سيباه، الذي يملك فروعًا في قواعد عسكرية إيرانية، يساعد وزارة الدفاع الإيرانية في سداد مستحقات الموردين الأجانب عبر شبكة مصرفية موسعة.

وتوقفت منصة "نوبيتكس" للعملات الرقمية عن العمل في اليوم التالي، وعالجت منصة تداول العملات الرقمية، التي تتخذ من طهران مقرًا لها، معاملات تجاوزت قيمتها نحو 22 مليار دولار أمريكي للمستخدمين، منذ إطلاقها عام 2017، وفقًا لشركات أبحاث بلوكتشين ومسؤولين من NBCTF الإسرائيلية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة نوبيتكس، أمير راد، في مقطع فيديو نُشر عبر قناتها على "تليجرام": "كان لهذا الهجوم دوافع سياسية لإحداث ضائقة عاطفية وإلحاق الضرر بممتلكات الشعب الإيراني".

كما هو الحال في روسيا ودول أخرى معزولة عن التمويل الدولي، برزت العملات المشفرة، خاصة العملات المستقرة المرتبطة بالدولار مثل تيثر، كحل مؤقت حيوي في إيران، إذ توفر وسيلة يمكن للمستخدمين من خلالها تحويل الأموال بين البنوك المحلية والأجنبية.

يستخدم عملاء نوبِتكس، البالغ عددهم 11 مليون عميل، منصتهم لاستبدال الريال الإيراني بعملة تيثر، التي يمكنهم تحويلها إلى عملات تقليدية أخرى في الخارج. وصرّح "راد" عبر حسابه على "لينكدإن"، بأن هدف نوبتكس هو السماح للإيرانيين بتداول العملات المشفرة رغم "ظلال العقوبات".

وقال أميت ليفين، المدعي العام الإسرائيلي السابق، المحقق السابق في بورصة بينانس للعملات المشفرة، الذي يقدم الآن المشورة للشركات بشأن الامتثال للجرائم المالية: "كانت شركة نوبيتكس الخيار الرئيسي للإيرانيين لتخطي العقوبات".