انجرفت إسرائيل نحو شلال من الخسائر الاقتصادية - جرف الأخضر واليابس في ميزانيتها - بسبب حربها الوحشية في قطاع غزة، قبل عام ونصف العام، إضافة إلى 12 يومًا من الصراع الدامي مع إيران، أدت إلى زيادة غير مسبوقة في الدين الحكومي، بحسب موقع "والا" الإسرائيلي.
وانتهى عام 2024 بعجز قدره 6.8% وارتفاع حاد في الإنفاق الحكومي الإسرائيلي، عقب زيادة حادة في ميزانية الدفاع وزيادة غير مسبوقة في الدين الحكومي، في الوقت نفسه، نما الاقتصاد بنسبة ضئيلة بلغت 0.9% مع خفض التصنيف الائتماني لإسرائيلي، وتعتمد توقعات السنوات المقبلة على الاستقرار الأمني وضبط الميزانية.
كان عام 2024 من أكثر الأعوام الاقتصادية تعقيدًا التي شهدتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتكشف البيانات المالية الموحدة، التي نشرتها اليوم الأحد دائرة المحاسب العام بوزارة المالية، الصورة الكاملة للأضرار الاقتصادية، إلى جانب تعامل الحكومة مع تداعيات الحرب، والتضخم، وتقلبات أسعار الفائدة، والضغوط الجيوسياسية.
183 مليار دولار خسائر
ووفقًا لتقارير موقع "والا" العبري، بلغ صافي الإنفاق الحكومي "باستثناء الائتمان" عام 2024 نحو 620.5 مليار شيكل نحو (183 مليار دولار)، بزيادة قدرها 20.3% مقارنة بـ516 مليار شيكل عام 2023، وهو ما يُشكّل 31% من الناتج المحلي الإجمالي، نتيجة لزيادة الإنفاق، بلغ عجز الموازنة 6.8% من الناتج المحلي الإجمالي، أي 135.6 مليار شيكل، أي ما يُقارب ضعف العجز، عام 2023، الذي بلغ 4.1% "77.1 مليار شيكل".
وإلى جانب خسائر حرب غزة، قدرت وزارة المالية الإسرائيلية حجم الأضرار، التي لحقت بالبلاد جراء الضربات العسكرية، التي شنها جيشها ضد إيران، واستمرت 12 يومًا، بضعف الخسائر المالية التي تكبدتها إسرائيل، خلال حربها التي استمرت 21 شهرًا مع حماس في غزة.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يستعد لهذا الصراع منذ نحو عقدين من الزمن، هجومًا واسع النطاق على المراكز العسكرية والنووية والإدارية الإيرانية، قال رئيس قسم التعويضات في إدارة الضرائب التابعة لوزارة المالية الإسرائيلية، إن التعويضات التي يطالب بها الأفراد وأصحاب الأعمال هي "ضعف" قيمة التعويضات من حرب غزة، وقد تصل 5 مليارات شيكل "ما يعادل 1.428 مليار دولار".
أضرار هائلة في الممتلكات
وفي تقرير قدمه للجنة المالية في الكنيست، قال أمير دهان، إنه تم حتى الآن تسجيل نحو 40 ألف دعوى تتعلق بأضرار في الممتلكات، وهذا العدد قد يصل إلى 50 ألف دعوى.
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فقد تم رفع نحو 70 ألف قضية للحصول على تعويضات مالية خلال حرب غزة، والعملية العسكرية التي شنتها إسرائيل لمدة عام ضد حزب الله في لبنان، والهجمات الحوثية على البلاد في اليمن، لكن المبلغ الإجمالي أقل من حجم الأضرار التي لحقت بها في حربها مع إيران.
إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإنهاء الحرب المستمرة منذ 20 شهرًا ضد حركة حماس في قطاع غزة، بعد نجاح الحرب التي استمرت 12 يومًا ضد إيران، وسط دعوات في إسرائيل لنفس الشيء.
وذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان" أن طلب ترامب بإلغاء المحاكمة الجنائية لنتنياهو كان مرتبطًا أيضًا بهذا المسعى، وقال التقرير إن مسؤولًا إسرائيليًا كبيرًا لم يكشف عن هويته مقربًا من نتنياهو، أكد أن منشور ترامب على موقع "تروث سوشيال"، الذي يطالب فيه بعدم إجبار نتنياهو على المثول للمحاكمة بتهم جنائية متعددة "لم يُرسل دون سبب".