الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معركة قد يحسمها الحلفاء.. إيران تهدد بريطانيا وأمريكا وباكستان تدعم طهران

  • مشاركة :
post-title
الحرب بين إيران وإسرائيل

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

ثلاثة أيام من الحرب بدأتها إسرائيل ضد إيران، التي تلقت الضربات وبادلتها بوابلٍ من النيران، أحرقت سماء تل أبيب وأرضها، في أربع موجات قد لا تكون الأخيرة، في حال تحذير طهران من رد أعنف إذا تدخلت إحدى الدول لمساندة إسرائيل، في معركة قد يحسمها الحلفاء.

وبعد الضربات الموجعة لإسرائيل، صرحت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، بأن بريطانيا قد تدعم إسرائيل في صراعها مع إيران، لكن قرار إرسال طائرات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط اتُّخذ أساسًا لحماية القواعد والأفراد البريطانيين، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

بريطانيا تلمّح لدعم إسرائيل

وعندما سُئلت عمّا إذا كانت بريطانيا ستُقدّم المساعدة لإسرائيل إذا طُلب منها ذلك، قالت ريفز: "لقد دعمنا إسرائيل في الماضي عندما كانت الصواريخ تتساقط".

وأضافت: "نرسل معدات لحماية أنفسنا، وربما لدعم حلفائنا أيضًا"، إلى جانب دعوتها إلى تهدئة الصراع، وقالت إن قرار إرسال طائرات إضافية إلى المنطقة كان "خطوة احترازية".

ورغم تصريحات وزيرة المالية البريطانية، قال وزير الخارجية الألماني يوهانس فيديبول، إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مستعدة لإجراء محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، في محاولة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط.

وفي العام الماضي، تعاونت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب حلفاء واشنطن الإقليميين، في المساعدة على وقف هجومين ضخمين بالصواريخ والطائرات بدون طيار أطلقتهما إيران على إسرائيل، وسط امتداد الحرب في قطاع غزة.

تحذير إيراني لبريطانيا وأمريكا

بدورها، حذّرت إيران الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا من أن قواعدها وسفنها في المنطقة ستكون مستهدفة إذا ساعدت في وقف هجمات طهران على إسرائيل، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية.

وتُطلق إيران وابلًا كثيفًا من الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي، عندما شنّت الأخيرة حملة صادمة من الضربات على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية.

وفشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في اعتراض معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية؛ ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا على الأقل وإصابة المئات أثناء ضربها المناطق الحضرية.

باكستان تدعم طهران

على الجانب الآخر، أعلنت باكستان وقوفها إلى صف إيران، بعد أن شنّت إسرائيل سلسلة من الهجمات العنيفة على البرنامج النووي في طهران.

قال وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، إن على جميع الدول الإسلامية أن تتحد ضد "العدوان الإسرائيلي"، و"نقف إلى جانب إيران بكل ما أوتينا من قوة، وسنحمي مصالحها".

ومع تبادل الضربات، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه تم الهجوم على أكثر من 170 هدفًا وأكثر من 720 منشأة عسكرية في أقل من ثلاثة أيام، وهاجم البنية التحتية وأهدافًا للمشروع النووي الإيراني.

وأفاد المتحدث بأن الهجوم طال أكثر من 80 هدفًا، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع الإيرانية، ومقر قيادة المشروع النووي، وأهداف أخرى كان النظام الإيراني يُخفي فيها الأرشيف النووي.

إدانة روسية لإسرائيل

تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وعرض المساعدة في تهدئة الصراع.

في اتصاله مع بزشكيان، أدان بوتين الضربات الإسرائيلية وقدم تعازيه، وأشار إلى أن روسيا طرحت مبادرات محددة تهدف إلى حل الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها "غير مقبولة قطعيًا"، وحذّرت من أن "جميع عواقب هذا الاستفزاز ستقع على عاتق القيادة الإسرائيلية"، وحثت الطرفين على "ضبط النفس لمنع تصعيد التوترات ومنع المنطقة من الانزلاق إلى حرب شاملة".

لكن، وعلى الرغم من الإدانة القاسية لأفعال إسرائيل، فإن موسكو لم تُصدر أي إشارة إلى أنها قد تُقدّم أي شيء يتجاوز الدعم السياسي لطهران، على الرغم من معاهدة الشراكة بين البلدين.

وفي اتصاله مع نتنياهو، أكّد بوتين "أهمية العودة إلى عملية التفاوض، وحل جميع القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني حصرًا من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية"، وعرض وساطته "من أجل منع المزيد من تصعيد التوترات"، بحسب بيان الكرملين.

تورّط أمريكي محتمل

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد، إن طهران لديها أدلة تثبت أن القوات الأمريكية دعمت حملة القصف المكثف التي شنّتها إسرائيل ضد إيران.

وقال عراقجي، في لقاء مع دبلوماسيين أجانب بُثّ على التلفزيون الرسمي: "لدينا أدلة دامغة على دعم القوات الأمريكية والقواعد الأمريكية في المنطقة لهجمات القوات العسكرية للنظام الصهيوني".

نفت الولايات المتحدة مشاركتها المباشرة في الهجمات الإسرائيلية، وصرح الرئيس دونالد ترامب، يوم السبت، بأنه إذا هاجمت إيران الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، فستواجه قوة الجيش الأمريكي "بمستويات غير مسبوقة".

مفاوضات مرهونة

وكان ترامب قد حذّر منذ فترة طويلة من ضربات عسكرية محتملة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وقالت طهران، في المقابل، إن أي هجوم عليها من شأنه أن يجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط.

بدأت المفاوضات بشأن اتفاق جديد، بقيادة المبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وبإدارة عُمانية، في أبريل، وكان آخر اجتماع للمجموعة في 23 مايو بروما – قبل ثلاثة أيام من إعلان نتنياهو للمشرعين الأمريكيين عزمه على شنّ هجوم – وكان من المقرر عقد جولة سادسة يوم الأحد في مسقط.

يوم الخميس، وقبل ساعات من بدء الضربات الإسرائيلية، اجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة رقابية نووية تابعة للأمم المتحدة، واعتمد قرارًا يُعلن أن إيران تُخالف التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، وقد أُقرّ القرار في النهاية بأغلبية 19 دولة، مقابل ثلاث دول معارضة، وامتناع 11 دولة عن التصويت.