الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أمام استراتيجية الإغراق المدمرة.. هل ينجح جدار المسيرات الأوكراني في صد الهجوم الروسي؟

  • مشاركة :
post-title
أوكرانيا ترد على استراتيجية روسيا الجديدة بجدار آمن للمسيرات

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في محاولة للسيطرة الكاملة على حدودها مع روسيا، على طول خط المواجهة البالغ مئات الكيلومترات، تعكف أوكرانيا على إنشاء ما يُعرف بـ"جدار الطائرات المسيرة"، ردًا على استراتيجية الكرملين الجديدة.

وخلال الأسابيع الأربعة الماضية، شهدت أوكرانيا أسوأ غارات جوية، منذ بداية الحرب، عام 2022، إذ شن الجيش الروسي عدة هجمات ضخمة باستخدام مئات الطائرات المسيرة دفعة واحدة لأول مرة.

خسائر دامية

ومن المنتظر أن تستمر تلك الضربات خلال الأيام والأسابيع المقبلة، إذ تهدف الاستراتيجية الروسية، وفق ترجيحات معهد دراسات الحرب الأمريكي، إلى إغراق الدفاعات الأوكرانية بعشرات الطائرات دفعة واحدة، لضمان نجاح الضربات الصاروخية المتزامنة.

ولكن في المقابل، نجحت القوات الأوكرانية عبر استخدام طائرات الدرون الخاصة بها والمنتشرة في ساحة المعركة، من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف المسيرات الروسية، إلا أن الطائرات الناجية تسببت في خسائر دامية بالبنية التحتية والمنازل.

خسائر دامية بالبنية التحتية والمنازل الأوكرانية
ممرات دفاعية

ومع خطورة استمرار تلك الهجمات المتوقعة، خلال الأشهر المقبلة، تعمل الحكومة الأوكرانية على توسيع صناعة الطائرات المسيّرة، بحسب شبكة سي إن إن، بالتوزاي مع إنشاء ممرات دفاعية على طول خط المواجهة أطلقوا عليه اسم "جدار الطائرات المسيرة".

وتهدف الخطة الأوكرانية لتوفير ممرات دفاعية مستمرة وآمنة للطائرات المسيرة على طول الحدود الأوكرانية البالغة ألف كيلو متر، خاصة الأكثر ضعفًا منها، في ظل النقص العددي الكبير للقوات الأوكرانية.

ميزان القوى

ويميل ميزان القوى البشرية في الحرب الحالية لصالح روسيا، رغم خسائرها الكبيرة، التي تبلغ 100 جندي لكل كيلومتر مربع، إذ يستطيع الرئيس الروسي تجنيد 60 ألف متطوع شهريًا للخدمة في الجيش.

ولكن في المقابل، تعاني أولوية الجيش الأوكراني نقصًا حادًا في العدد، وفي أحد تصريحاته لرويترز، أكد قائد الجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، أن كييف واجهت خلال مايو، 640 ألف روسي يتمركزون في اتجاهات معينة، في مقابل 880 ألف أوكراني فقط يقومون بتأمين كامل أوكرانيا.

الدفاعات الأوكرانية

وأمام هذا النقص تعتمد الدفاعات الأوكرانية اعتمادًا كبيرًا على طبقات من الطائرات المسيرة، التي بسببها تمكنت في مرات عديدة من إلحاق الهزيمة بالقوات الروسية على عدة جبهات، وصد هجمات الدراجات النارية والمدرعات.

ويتعين على جدار الطائرات الجديدة، أن يُسهم في صد المزيد من الهجمات، لكنه يحتاج إلى تنسيق كامل بين الجيش وفرق الدرون والمدفعية، إضافة إلى تطويرها للعمل بالذكاء الاصطناعي لتصحب قيادة حرب إلكترونية متكاملة.

تطور كبير

وأصبح ذلك الأمر ملحًا بالنسبة للقوات الأوكرانية، خاصة بعدما كشف معهد دراسات الحرب، أن روسيا طورت طائرات مسيرة قادرة على تفادي التشويش الأوكراني، وتحلق على ارتفاعات أعلى وأسرع من النماذج السابقة، وتعمل بالألياف الضوئية.

ويأمل قادة الجيش الأوكراني أن يتمكنوا من شن ما وصفوه بحرب بقاء عالية التقنية، تلعب فيها الطائرات المسيرة دورًا حاسمًا، لجعل العبء الاقتصادي للحرب لا يطاق بالنسبة للرئيس الروسي، الذي يبدو أنه لن يتراجع حتى تحقيق أهدافه وضم المناطق الأربع إما بالاستسلام أو بالنصر.