الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تهديدات متبادلة بين ترامب وبوتين.. عقوبات على روسيا وخنق الشركات الغربية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض عقوبات على موسكو، هدد نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"خنق" الشركات الغربية العاملة في بلاده.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن ترامب يدرس فرض عقوبات على روسيا خلال أيام، مع تصاعد الإحباط في البيت الأبيض من استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا وبطء وتيرة مفاوضات السلام.

وقال مصدر للصحيفة، إن العقوبات المحتملة من المتوقع ألا تشمل النظام المصرفي الروسي، لكن يُجرى بحث خيارات أخرى للضغط على بوتين من أجل تقديم تنازلات على طاولة التفاوض، من بينها وقف لإطلاق النار لمدة 30 يومًا.

ولم تستبعد مصادر الصحيفة، أن يتراجع ترامب في نهاية المطاف عن فرض أي عقوبات جديدة، مشيرة إلى تصريحه: إنه "يفكر بالتأكيد" في فرض عقوبات جديدة، وأضاف: "إنه يقتل الكثير من الناس، لا أعرف ما خطبه، ماذا حصل له بحق الجحيم؟"، في إشارة إلى بوتين.

وأضافت مصادر للصحيفة، أن الرئيس الأمريكي بدأ يشعر بالضيق من مسار مفاوضات السلام، ويفكر جديًا في الانسحاب منها تمامًا إذا لم تنجح "محاولته الأخيرة" في تحقيق تقدم، الأمر الذي يُعد تحولًا لافتًا في موقف رئيس تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الصراع في يومه الأول في البيت الأبيض.

ولا تزال تبعات أي انسحاب أمريكي من جهود السلام غير واضحة، بما في ذلك ما إذا كان ترامب سيواصل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "الرئيس ترامب كان واضحًا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق سلام عن طريق التفاوض.. كما أنه يتصرف بذكاء بإبقائه كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

وتُظهر التطورات الأخيرة تدهورًا جديدًا في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، رغم التقلبات التي شهدتها تلك العلاقة خلال الأشهر الماضية، وتولى ترامب منصبه، وهو يعتقد أنه يتمتع بعلاقة شخصية قوية مع بوتين، تؤهله لتحسين العلاقات بين البلدين، لكن حتى الآن، لم يتمكن ترامب من انتزاع أي تنازلات كبرى من بوتين بشأن اتفاق سلام مع أوكرانيا.

وأثرت ثلاثة عوامل رئيسية على طريقة تفكير ترامب؛ أولها عدم ارتياحه تجاه الرئيس الأوكراني، إذ يرى أن زيلينسكي ساهم في تصعيد الصراع عبر دعواته المتكررة لفرض مزيد من العقوبات على روسيا، رغم موافقته على وقف إطلاق النار، وعبّر مؤخرًا عن استيائه من زيلينسكي عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إن الرئيس الأوكراني "لا يخدم بلاده بالطريقة التي يتحدث بها".

وثانيًا، يشكك ترامب في فعالية العقوبات الإضافية على روسيا، ويعتقد أنها لن تُضعف قدرتها على مواصلة القتال، بل ستُعيق فرص إعادة بناء العلاقات الاقتصادية بين موسكو وواشنطن. أما العامل الثالث، فيتمثل في إيمان ترامب بقدرته الشخصية على إقناع بوتين بإنهاء الحرب، حيث يعتقد أن العلاقة التي تجمعه بالرئيس الروسي قد تدفع الأخير إلى تقديم تنازلات.

وتزامنًا مع تهديد ترامب بفرض عقوبات على روسيا، هدد بوتين بـ"خنق" الشركات الغربية التي تبقى في روسيا وتعمل ضد مصالحها، كجزء من جهود موسكو لتعزيز تطوير البرمجيات المحلية.

وقال بوتين ردًا على دعوة رجل أعمال للحد من أنشطة شركتي التكنولوجيا الأمريكيتين "زووم" و"مايكروسوفت"، اللتين لا تُقدّمان حاليًا سوى خدمات محدودة في روسيا: "نحن بحاجة إلى خنقهم، أوافق تمامًا، وأقول هذا دون تردد".

وغادر العديد من الشركات الغربية روسيا أو قلّصت أنشطتها بشكل كبير في البلاد، بعد أن بدأت موسكو عملياتها العسكرية على أوكرانيا؛ مما دفع حلفاء أوكرانيا إلى فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية عليها.

وقال الرئيس الروسي في اجتماع مع رجال الأعمال: "لم نطرد أحدًا.. لقد وفرنا لهم الظروف الأكثر ملاءمة للعمل في سوقنا، وهم يحاولون خنقنا"، دون أن يُقدّم تفاصيل بشأن الكيفية التي تضر بها الشركات الغربية بروسيا، وفق صحيفة "يابان تايمز".

وأضاف الرئيس الروسي، الذي شدد بشكل كبير شروط خروج الشركات التي تسعى لمغادرة روسيا، مما أجبر العديد منها على بيع أصولها بخصومات كبيرة: "يجب علينا الرد بالمثل، ومحاكاة أفعالهم".

وثارت تكهنات إعلامية متزايدة بأن بعض الشركات قد تفكر في العودة إلى السوق وسط جهود ترامب لإعادة ضبط العلاقات مع روسيا وتحقيق سلام سريع في أوكرانيا.

وصرّح كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي والمبعوث الخاص لبوتين للتعاون الاقتصادي، في أبريل الماضي، بأن صندوقه تلقى العديد من الطلبات من شركات أمريكية ترغب في العودة. وحتى الآن، لم تُعلن أي شركة غربية كبرى علنًا عن خططها للعودة إلى روسيا.

وتمكنت بعض الشركات من تأمين خيارات إعادة الشراء بعد بيع أصولها إلى الإدارة المحلية، مما يترك الباب مفتوحًا للعودة المحتملة إلى البلاد.

وقال بوتين إن الشركات التي غادرت روسيا بشكل كامل، مثل سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية "ماكدونالدز"، لن تتلقى ترحيبًا حارًا إذا قررت العودة. وأضاف: "لقد وضعوا -يقصد ماكدونالدز- الجميع في موقف صعب، والآن، إذا أرادوا العودة، فهل يُفترض بنا أن نفرش لهم السجادة الحمراء؟ لا، بالطبع لا".