في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد الحب في 14 فبراير من كل عام، يخصّص الصينيون يومًا آخر للحب، لا يرتبط بتقليد غربي ولا بأسطورة رومانسية، بل برمز رقمي خالص وهو "520".
في كل عام، وتحديدًا في 20 مايو، تتحول وسائل التواصل الاجتماعي في الصين إلى ساحة اعترافات عاطفية، وتُزهر المتاجر والمطاعم بالعروض الخاصة، في احتفال بات يُعرف محليًا باسم "عيد الحب الرقمي".
لماذا 520؟
يعود أصل "520" إلى التشابه الصوتي بين نطق الرقم بالصينية وبين كلمة "أنا أحبك". هذا التشابه جعل من الرقم رمزًا شائعًا للحب، وخاصة بين الشباب، الذين يستخدمونه بكثرة في الرسائل النصية ومنشورات الإنترنت وحتى في المعاملات المالية كهدايا رقمية رمزية.
ويُعد 20 مايو مناسبة مثالية للاحتفال بهذا الرمز، إذ تحوّل إلى ما يشبه "عيد حب غير رسمي" في البلاد، ينافس في شعبيته عيد الحب الغربي.
الأرقام في الصين ليست مجرد أدوات للعد، بل حوامل لمعانٍ ثقافية وعاطفية. وعلى عكس الثقافات التي تحتفي بالكلمات والمناسبات الصريحة، تميل الثقافة الصينية إلى الرمز والتلميح، ما جعل من "520" وسيلة مثالية للتعبير عن الحب بلمسة ذكية وعصرية.
تقول "لي شوان"، أستاذة علم الاجتماع في جامعة بكين:
"ثقافة الإنترنت في الصين دمجت بين التكنولوجيا والتقاليد، فظهر هذا النمط من المناسبات الرقمية التي تعكس حاجة الشباب للتعبير عن مشاعرهم بطريقة تتماشى مع عصرهم، دون كسر الأعراف الاجتماعية المحافظة".
مظاهر الاحتفال
بات "520" فرصة ذهبية لقطاع التجارة الإلكترونية، حيث تتسابق الشركات لطرح تخفيضات على الهدايا، والمجوهرات، والزهور. كما تُطلق المطاعم والمتاجر باقات خاصة تحت مسميات رومانسية. ومن اللافت أن شركات الدفع الرقمية، تسمح بإرسال مبالغ رمزية بـ"520 يوان" أو "1314 يوان" (رمزًا لـ"الحب الأبدي") كهدايا نقدية للحبيب.
حتى بعض حفلات الزفاف تُحدد في هذا التاريخ، لما يحمله من دلالة حب، بينما تسجل مواقع الزواج الإلكترونية ارتفاعًا في نشاط المستخدمين.
ورغم الطابع الحديث لعيد "520"، يرى البعض أنه يعكس جانبًا أعمق في الثقافة الصينية، حيث تُقدّر الرموز والدلالات، كما أنه يشير إلى الطريقة التي يتكيف بها المجتمع الصيني مع الحداثة، عبر إعادة تفسير المناسبات والتقاليد من منظور محلي وشبابي.