يواجه نجم الكرة الإنجليزية جاري لينيكر، غضبًا متزايدًا يُهدد بإنهاء مسيرته المهنية كمقدم برامج تليفزيونية، بسبب انتقاده الحكومة الإسرائيلية علنًا على خليفة حربها ضد غزة، ودعمه المتواصل لفلسطين.
متهم بمعادية السامية
كان من المفترض أن يكون الحدث الأبرز في أسبوع جاري لينيكر، تقديمه لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، السبت المقبل، على هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قبل أسبوع من استضافته الأخيرة لبرنامج "مباراة اليوم"، إلا أنه وجد نفسه يُكافح من أجل سمعته ومسيرته المهنية بعد نشره منشورًا مؤيدًا لفلسطين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، تضمن رمزًا تعبيريًا للفأر استُخدم تاريخيًا كإهانة معادية للسامية، وفقًا لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.
وكان رد الفعل سريعًا، إذ طالب مجلس نواب اليهود البريطانيين بإقالته بدلًا من مغادرته بشروطه الخاصة، وثارت ضجة بين الموظفين اليهود في "بي بي سي"، وقدّم لينيكر اعتذارًا غير مسبوق وواضحًا بعد توضيحه عدم معرفته بمعنى الرمز.
وحتى الآن، يُدلي لينيكر بتعليقات علنية عن غزة، في حين أن الكثيرين يتهموه بأنه يفتقر إلى المعلومات الكافية.
هاجم الحكومة
قال لينيكر في حفل توزيع جوائز كرة القدم، إذ حصل على جائزة لمساهمته المتميزة في اللعبة، قبل ثلاثة أيام من إعادة نشر الفيديو الذي يظهر فيه رمز الفأر، "إنه لأمر مُريع، ما يمرون به لا يُصدق. لديَّ أطفال. لقد كبروا الآن، لكن الناس يفقدون أطفالهم وإخوانهم وأخواتهم كل يوم".
وأضاف: "لا أعرف كيف يُنظر إلى هذا الأمر على أنه مقبول. يبدو أننا ما زلنا إلى جانب من يفعلون هذا. ما زلنا نزودهم بالسلاح والغالبية العظمى من الناس يرون الأمر على حقيقته الآن".
وذكر: "للأسف، الحكومة لا تُحرك ساكنًا حيال ذلك، الأمر يتعلق بالسلطة والمال. لكن ما نسمح بحدوثه أمر مُستهجن".
دعم غزة
منذ بداية الحرب على غزة، يتضامن لينيكر مع الفلسطينيين، وذكر في مقابلة له مع إحدى الصحفيات: "كان الرد الإسرائيلي غير متناسب تمامًا مع ما حدث في 7 أكتوبر، من الواضح أنه كان مروعًا، لكن من المهم جدًا معرفة التاريخ ودراسة المجازر التي حدثت قبله، وكثير منها ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "نعم، للإسرائيليين الحق في الدفاع عن أنفسهم. لكن يبدو أن الفلسطينيين لا يملكون ذلك - وهنا يكمن الخطأ".
وتابع: "يحاصر الفلسطينيون في هذا السجن المفتوح في غزة، والآن هو سجن يقصفونه. تقول إسرائيل إنه دفاع عن النفس، ولكن حقًا؟ دفاع عن النفس ضد ماذا الآن؟، أفهم أنهم كانوا بحاجة إلى الانتقام، لكنني لا أعتقد أنهم ساعدوا في وضع المحتجزين على الإطلاق، "يقول الناس إنها قضية معقدة، لكنني لا أعتقد ذلك".
مسيرته على المحك
عندما أكدت الصحفية نيكول لامبرت، له أنه سيُثير حتمًا ردود فعل سلبية بهذه التصريحات، ردّ بسرعة: "لا أهتمّ برد الفعل السلبي. ما يهمّني هو فعل الصواب، أو ما أراه صحيحًا. قد يختلف معي البعض، لا بأس. لكن عليَّ أن أنظر إلى نفسي في المرآة. أعتقد أن الصمت عن هذه القضايا يُشبه التواطؤ".
وأضاف: "حتى بعض أتباعهم تغيروا مؤخرًا، الأبطال الحقيقيون هم اليهود الذين انتقدوا الحرب على غزة. أنا أنتقد الحكومة الإسرائيلية، وليس اليهود".
وتابع: "ليس هناك شك في أن الضجة الأخيرة ستطغى على خروج لينيكر من برنامج "مباراة اليوم"، البرنامج الذي يُقدّمه، منذ عام 1999، وإتقان هذه الحيلة المقتضبة وبكل سهولة جعله الأعلى دخلًا في "بي بي سي"، براتب سنوي قدره 1.35 مليون جنيه إسترليني، حتى وإن لم يكن متأكدًا تمامًا من كيفية تحقيق ذلك بطريقة أخرى.