بعد ثلاثة أيام من موجة المُظاهرات الحاشدة التي عمت أرجاء فرنسا، التي دعت لها أكبر 8 نقابات عمالية في 19 يناير الجاري، انطلقت اليوم السبت مسيرة حاشدة نظمتها عشرات المنظمات الشبابية في باريس؛ لمعارضة إصلاح نظام التقاعد، بدعم نشط من حزب "فرنسا الأبية".
انطلقت المسيرة في الساعة الثانية ظهرًا، من أمام ساحة الباستيل في العاصمة باريس، بمشاركة قرابة الـ150 ألف شاب، وفقًا لما أشار إليه منظمو التظاهرة، فيما أعلن مقر الشرطة عن اعتقال ثلاثة أشخاص لحملهم سلاحًا غير قانوني، بعد إجراء ما يقرب من 1700 عملية تفتيش للمشاركين، وفقًا لصحيفة "لو باريزيان".
قلق الطلاب
تقول نويمي ستيكان، ممثلة اتحاد طلاب المدارس الثانوية، إن الشباب قلقون بشأن «انخفاض عدد الوظائف».. ويريدون توصيل رسالة للحكومة مفادها "توقف عن هذا الإجراء المعادي للمجتمع"؛ لتأخير التقاعد حتى سن 64.
وهاجم زعيم حزب فرنسا الأبية "جان لوك ميلينشون" الرئيس الفرنسي ماكرون من أعلى الشاحنة التي تقل منظمي الاحتجاج، مؤكدا انه أن الرئيس الفرنسي يريد "تحويل وجودنا كله إلى بضاعة"، وفقًا لما أشارت إليه قناة "فرانس إنفو".
وصرح "ميلينشون": "نحن ندافع عن الحق في العيش بشكل كامل وإنساني في وقت فراغ، في وقت يتم اختياره بأنفسنا، وماذا يريدون أن يفعلوا؟ أصر المرشح الرئاسي السابق على أنهم "يريدون تحويل أي شيء حي أو جماد إلى سلعة".
استغلال الشباب لأغراض خاصة
وحذر "ستانيسلاس غيريني" وزير التحول والخدمة العامة، من تحرك حزب فرنسا الأبية اليوم، خلال مداخلة على قناة "بي إف إم تي في"، مُؤكدًا أنه "يجب إخبار الشباب بعدم استغلالهم، هذه المظاهرة يقودها في الواقع حزب فرنسا الأبية، الذي يسعى لاستعادة مكانته على الساحة".
بشكل عام، أكد الوزير أنه من الضروري الاستمرار في الإقناع، وتقديم مشروع الحكومة لإصلاح نظام التقاعد بشكل شامل.
أرى شبابًا لا يثقون في نظام التقاعد، ويقولون إنهم غير متأكدين في نهاية حياتهم المهنية من أنهم سيحصلون على تقاعد، وبالنسبة لهذه الأجيال القادمة على وجه التحديد، فإننا نجري إصلاحًا، نُدرك أنه ليس شعبيًا، وأنه يتطلب جهدًا من جانب الجميع للعمل لفترة أطول قليلًا.
وأضاف "ستانيسلاس": "هذا الإصلاح يتم للحفاظ على نظام التوزيع والتضامن بين الأجيال، هذه ليست تضحية الأجيال القادمة".
شدد الوزير على أنه إذا لم يتم تمرير هذا الإصلاح، فإن تقاعد الأجيال القادمة هو الذي سينخفض تلقائيًا.
الخميس الأسود
كانت فرنسا قد شهدت إضرابات ضخمة واحتجاجات واسعة النطاق الخميس الماضي، وصفتها وسائل الإعلام بـ"الخميس الأسود"، إذ انطلقت في كل القطاعات الرئيسية في البلاد، للتعبير عن معارضة خطط الحكومة لرفع سن التقاعد عامين لتصل 64 عامًا.
بينما كانت قد اتفقت النقابات الفرنسية الرئيسية الثماني، على موعد جديد للاحتجاج يوم الثلاثاء 31 يناير الجاري، بعد أن كشف ممثلوهم في مقر حركة "سوليدير"، عن الموعد النهائي التالي في مؤتمر صحفي، والذي اختتم يومًا من الإضراب والمظاهرات التي جمعت أكثر من مليوني شخص، وفقًا لفيليب مارتينيز، الأمين العام للاتحاد الفرنسي العام للعمال الفرنسيين CGT، و1.12 مليون مُتظاهر، بحسب ما أعلنته وازرة الداخلية.