الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد عزل الصين.. ترامب يضع بريطانيا في "الموجة الثانية" للصفقات التجارية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت مصادر مطلعة داخل البيت الأبيض، عن توقعات بإبرام اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في غضون ثلاثة أسابيع، وذلك بعد تصريحات أدلى بها مسؤولون أمريكيون لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.

وتأتي هذه التوقعات في ظل سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة تشكيل خريطة التجارة العالمية وفرض رسوم جمركية شاملة على عدة دول، من بينها بريطانيا.

الموجة الثانية

أشارت "ذا تليجراف" إلى أن بريطانيا ستكون على الأرجح ضمن الموجة الثانية من إعلانات الاتفاقات التجارية، بعد اليابان والهند وكوريا الجنوبية، التي يسعى ترامب للتوصل إلى اتفاقات معها بهدف عزل الصين اقتصاديًا.

وكشفت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، أن هناك 15 اتفاقية تجارية قيد الدراسة، بعد تواصل أكثر من 75 دولة لإبرام اتفاقات قبل انتهاء فترة التوقف المؤقت البالغة 90 يومًا عن فرض تعريفات جمركية أكثر عدوانية.

وقال مسؤول في البيت الأبيض، للصحيفة البريطانية، إن التوقيع على اتفاق تجاري متوقع "قريبًا"، مضيفًا: "أسبوعان أو ربما ثلاثة"، ما يعكس ثقة الإدارة الأمريكية في إمكانية التوصل إلى تفاهم سريع مع الجانب البريطاني.

ميزات تفاوضية

شهد مؤشر "فوتسي 100" البريطاني ارتفاعًا ملحوظًا عقب تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي أشار إلى أن ترامب سيبرم اتفاقًا تجاريًا رائعًا مع لندن بسبب "التقارب الثقافي" بين البلدين.

وأكدت مصادر في البيت الأبيض، وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا تليجراف"، أن الموقف البريطاني يتمتع بميزات خاصة تسمح بتسريع المفاوضات، إذ إن لندن تستورد سلعًا من الولايات المتحدة أكثر مما تصدر إليها، ما يضعها في وضع تفاوضي مناسب وفقًا لمعايير إدارة ترامب التجارية.

التقارب الثقافي

تحدث "دي فانس" عن العلاقة الخاصة التي تربط البلدين، مشيرًا في تصريحاته لموقع "أنهيرد" إلى أن "هناك تقاربًا ثقافيًا حقيقيًا، وبالطبع، أمريكا في جوهرها بلد أنجلوساكسوني.. أعتقد أن هناك فرصة جيدة بأننا سنتوصل إلى اتفاق رائع يخدم مصلحة البلدين.. نحن بالتأكيد نعمل بجد مع حكومة كير ستارمر".

وأضاف فانس، حسبما نقلت الصحيفة البريطانية، أن بريطانيا والولايات المتحدة تتمتعان بالفعل بـ"علاقة متبادلة"، ما يعزز فرص التوصل إلى اتفاق يحقق المنافع المشتركة.

الأسهل والأسرع

في تصريحات مثيرة للجدل، أكد ستيف بانون، الاستراتيجي السابق للرئيس ترامب، الذي كان له تأثير كبير في الدفع نحو عودة الصناعات التحويلية إلى الأراضي الأمريكية، أن الاتفاق مع المملكة المتحدة سيكون من بين أبسط الاتفاقات وأسرعها للتفاوض.

وقال بانون، وفق ما نقلته صحيفة "ذا تليجراف": "أنتم –بريطانيا- لم تعودوا تصنعون أي شيء.. لا تصنعون أي شيء نحاول إعادته.. هذا هو السبب في أن اليابان وكوريا ستكونان صعبتين.. نعم، أنتم تصنعون سيارات، لكنها ليست شيئًا في الصورة الكبيرة.. إنها مجرد سيارات جاكوار وأستون مارتن المصنوعة حسب الطلب".

هذه التصريحات تشير إلى أن قلة التنافس الصناعي المباشر بين البلدين قد تسهِّل الوصول إلى اتفاق سريع، على عكس الدول الآسيوية التي تملك قطاعات صناعية كبيرة منافسة للصناعات الأمريكية.

تحركات مكثفة

كشفت الصحيفة البريطانية أنه من المتوقع أن تزور راشيل ريفز، وزيرة الخزانة البريطانية، واشنطن الأسبوع المقبل، مع وزراء مالية آخرين لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي الربيعية، ما يشكِّل فرصة مهمة لمناقشة تفاصيل الاتفاق التجاري المحتمل بين البلدين.

في الوقت نفسه، التقى ترامب بمسؤولين يابانيين، وكتب على منصة "تروث سوشيال" قبل المحادثات: "نأمل أن يتم التوصل إلى شيء جيد (رائع) لليابان والولايات المتحدة"، كما من المقرر أن يلتقي وزير المالية الكوري الجنوبي بوزير الخزانة في إدارة ترامب، الأسبوع المقبل.

الرسوم الجمركية

وضع الرئيس الأمريكي التعريفات الجمركية في صميم استراتيجيته الدولية، وروّج لها في أوقات مختلفة كوسائل لزيادة الإيرادات، وإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة، وإجبار المنافسين الأجانب وحتى الحلفاء على تنفيذ إرادته.

وأوضحت صحيفة "ذا تليجراف" أن بريطانيا تعرضت لرسوم جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة تقريبًا، بعد خطوة ترامب التي أطلق عليها "يوم التحرير" لإعادة ضبط التجارة العالمية.

دبلوماسية هادئة ومستقرة

نقلت الصحيفة البريطانية عن متحدث باسم الحكومة البريطانية قوله إن المفاوضات مع الولايات المتحدة مستمرة، مضيفًا: "أوضحنا أن حربًا تجارية ليست في مصلحة أي طرف، وسنواصل اتباع نهج هادئ ومستقر في المحادثات".

يأتي هذا التصريح في وقت تواجه فيه حكومة ستارمر تحديات اقتصادية كبيرة، وتسعى لتعزيز العلاقات التجارية مع شركائها الرئيسيين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.