أصدر سلاح الطب العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات لأفراد الخدمة الذين وقّعوا على عريضة الأسبوع الماضي، تدعو إلى إطلاق سراح المحتجزين حتى وإن كان على حساب إنهاء الحرب على غزة، مهددًا باتخاذ إجراءات تأديبية وحتى الفصل.
إلغاء التوقيع
وفقًا لصحيفة "جورزاليم بوست" العبرية، طلبت قيادة هيئة الأطباء في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، من أطباء الاحتياط الذين وقّعوا على وثيقة تدعو إلى إنهاء الحرب على غزة وعودة المحتجزين سحب توقيعاتهم، محذرة إياهم بالطرد.
وقّع الرسالة 208 أطباء احتياطيين، وأُرسلت إلى وزير دفاع دولة الاحتلال إسرائيل كاتس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليلة عيد الفصح. ومنذ ذلك الحين، أُضيف نحو مئة توقيع آخر.
وادّعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يسعى إلى طرد الأطباء فورًا، بل حثّهم على حذف أسمائهم من العريضة، حسبما أوردت الصحيفة العبرية.
موقف متهاون
وصفت "جورزاليم بوست" موقف جيش الاحتلال مع الأطباء، بـ"الأكثر تساهلًا"، مقارنةً بطياري سلاح الجو الإسرائيلي، الذين تم فصلهم من مناصبهم بعدما وقّعوا عريضة مماثلة.
قال أحد منظمي الوثيقة لهيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان): "تلقيت اتصالاً قبل ساعة. أُبلغت أن رئيس الأركان وجّه كبير الأطباء لإجراء محادثات مع الأطباء وتوضيح أنه من غير المشروع خلط السياسة بالجيش، وذلك على الرغم من توضيحنا أننا سنلتحق بخدمة الاحتياط".
فصل الموقعين على الوثيقة
أوضح طبيب احتياطي آخر للهيئة الإذاعية أنه سُئل عما إذا كان سيرفض الالتحاق بالخدمة. فقال: "أجبتُ بالنفي، وكان ذلك كافيًا بالنسبة لهم. أوضحتُ منذ البداية أن سحب توقيعي ليس خيارًا مطروحًا"
وأضاف: "الوثيقة لا تدعو إلى الرفض، بل تنص صراحةً على أننا سنلتحق بالخدمة. نحن نطالب بإعادة المحتجزين وإنهاء الحرب، التي لا تخدم سوى تحقيق مصالح شخصية وسياسية تُعرّض حياة المحتجزين والجنود للخطر".
في حين قال مُنظّمو الوثيقة إنه تم فصل ضابطًا طبيًا واحدًا على الأقل من الموقعين على الوثيقة من الخدمة، بينما نفى جيش الاحتلال الإسرائيلي ذلك، وفقًا لما ذكرته "كان".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان له: "يُقدّر الجيش جنود الاحتياط الذين أظهروا في الهيئة الطبية تفانيًا استثنائيًا، ويُحافظ قادة الجيش على تواصل مفتوح معهم".
وأضاف: "لم يُفصل أي طبيب من جنود الاحتياط. وسيواصل الجيش الإسرائيلي العمل لتحقيق أهدافه، ولن يسمح للخلافات الداخلية بالتأثير على صفوفه"، بحسب زعمه.