أثار برج مثلث غامض في "المنطقة 51" بصحراء ولاية نيفادا الأمريكية، انتشرت صوره على الإنترنت بعد رصده على خرائط جوجل، تساؤلات حول ماهيته، إذ دفع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التكهن بشأن ارتباطه بتقنية فضائية.
شديد السرية
وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يقع المبنى في منطقة نائية بولاية نيفادا، على بُعد نحو 130 كيلومترًا شمال غربي لاس فيجاس، أكبر مدن الولاية.
كما يقع البرج بجوار شبكة واسعة من المباني والسيارات والمدرجات التي تُشكل منطقةً شديدة السرية، تُعرف رسميًا باسم مطار هومي أو بحيرة جروم.
ويحيط بالبرج ما يشبه كومة ترابية طويلة ومتعرجة على شكل حبل مشنقة، كما يحيط به ظلٌّ مهيب من شمس نيفادا، ما دفع أحد مستخدمي فيسبوك إلى وصفه بأنه "مزولة دقيقة للغاية".
ومن الغريب أن خرائط جوجل لا تُسمي المبنى، وعند نقر المستخدمين عليه، تظهر لهم نافذة منبثقة لإحداثياته فقط.
وعلى خرائط جوجل، يُمكن تحديد موقع هذا المبنى غير المألوف ببساطة عن طريق إدخال إحداثياته في شريط البحث - "37.24624° شمالًا، 115.82334° غربًا".
تابع لكائنات فضائية
تسبب موقعه في "المنطقة 51" إلى دفع مُنظري المؤامرة إلى التكهن بأنه متورط بطريقة ما في اتصال مع الكائنات الفضائية.
وغالبًا ما ترتبط القاعدة الجوية الأمريكية شديدة السرية والمنشأة العسكرية النشطة، بنظريات الأجسام الطائرة المجهولة والقصص الخيالية.
بعد نشر صورة للبرج على موقع "ريديت" الإخباري، قال أحد المستخدمين: "إنه المكان الذي تختبر فيه الكائنات الفضائية مساحيقها البيضاء المختلفة".
وكتب آخر: "من الواضح أنها تقنية فضائية.. تظهر فجأةً عندما تنتهي الأرض"، وأضاف آخر: "لقد بُني خصيصًا لإثارة نقاش نظري".
كما سخر مستخدمو موقع "فيسبوك" من هوية البرج، ووصفه أحدهم بأنه "نسخة جديدة من لعبة جينجا"، وهي لعبة لوحية بريطانية شهيرة.
وعلّق آخر: "هذا جهاز التحكم عن بُعد الخاص بتلفزيون سامسونج"، بينما قال آخر: "هذا برج البيتزا المائل".
وقارنه آخرون بمكيفات الهواء المنزلية الدوارة الشاهقة من أمثال "دايسون"، وقال أحدهم إنه يُستخدم "كعلاج للاحتباس الحراري".
وكما لاحظ معلقون آخرون، يُشبه البرج هالة الكتلة الصخرية الغامضة في فيلم الخيال العلمي "2001: ملحمة الفضاء" للمخرج ستانلي كوبريك.
تفسير علمي
مع ذلك، يبدو أن هناك تفسيرًا منطقيًا لوجود البرج، ولا علاقة له بالكائنات الفضائية، أو الاحتباس الحراري، أو أفلام الخيال العلمي.
يُستخدم البرج لاختبار المقطع العرضي للرادار (RCS)، حيث تُركّب الطائرات أو النماذج لقياس مدى قابليتها للرصد بواسطة الرادار.
وأوضح أحد مستخدمي "فيسبوك": "يتطابق ظلها وموقعها المرتفع مع المظهر المعروف لهذا النوع من هياكل الأبراج المستخدمة في تركيب نماذج أو نماذج أولية للطائرات بالحجم الكامل".
يبلغ ارتفاع البرج بين 150 إلى 190 قدمًا، ويُقال إنه شُيّد قبل 20 عامًا، لكن الحكومة الأمريكية لم تُقرّ به إلا عام 2013.
نظرًا للسرية التي تُحيط بها الحكومة الأمريكية جهودها العسكرية، فمن المرجح أن يظل الموقع مصدرًا لنظريات بعيدة المنال لفترة طويلة.