الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

معا لمقاومة ترامب.. رئيس الصين يأمل التحالف تجاريا مع أوروبا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما تتصاعد الحرب التجارية بينه وبين البيت الأبيض، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينج أن يعمل الاتحاد الأوروبي وبكين معًا لـ"مقاومة دونالد ترامب"، في الوقت الذي يشن فيه الرئيس الأمريكي حربًا تجارية عالمية.

ونقلت "بوليتيكو" عن الرئيس الصيني خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في العاصمة بكين، إنه "يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي الوفاء بمسؤولياتهما الدولية، وحماية اتجاه العولمة الاقتصادية وبيئة التجارة الدولية العادلة بشكل مشترك، ومقاومة الممارسات الأحادية الجانب والترهيبية بشكل مشترك".

وانخرطت واشنطن وبكين في حرب رسوم جمركية متصاعدة، إذ رفعت الصين صباح الجمعة الرسوم على الواردات الأمريكية إلى 125%، ردًا على الرسوم الجمركية الأمريكية المتزايدة، التي وصلت إلى 145%.

وفي حين أصدر ترامب قرارًا بوقف مؤقت لتطبيق أشد نظام تعريفات جمركية فرضه على دول أخرى في جميع أنحاء العالم -بما في ذلك الحلفاء والاتحاد الأوروبي- تبحث الصين عن شركاء لمساعدتها في مواجهة الضغوط التجارية الهائلة القادمة من البيت الأبيض.

علاقات وثيقة

خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الصيني، كرر سانشيز دعوة شي إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والقوة العظمى الآسيوية في وقت يواجه فيه العالم "تحديات غير عادية".

كما دافع "شي" عن العلاقات الوثيقة مع إسبانيا، التي قال إنها تزداد أهميةً "مع ازدياد اضطراب الوضع الدولي وتقلباته".

ووفقًا لسانشيز، تحدث الزعيمان مطولًا عن التعاون العالمي وعزم الاتحاد الأوروبي على ضمان "سلام عادل" في أوكرانيا.

وقال رئيس الوزراء الإسباني، في إشارة ضمنية إلى الحرب التجارية العالمية التي يشنها ترامب: "إن المشهد العالمي المعقد يجعل من الضروري بالنسبة لنا الرهان على المزيد من الحوار والتعاون وتعزيز علاقاتنا مع الدول الأخرى والكتل الإقليمية".

وأضاف: "الصين شريك أساسي لنا في مواجهة أكبر تحديات العالم.. تغير المناخ، والتنمية العالمية، ومكافحة عدم المساواة.. كلها قضايا محورية بالنسبة لنا".

وأثارت زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى بكين غضب واشنطن، وقارن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت محاولات مدريد لتوثيق العلاقات التجارية مع الصين بـ"قطع الحلق".

في المقابل، أصرّ سانشيز على أن "سياسة إسبانيا الخارجية لا تُعارض أحدًا"، مضيفًا أن بلاده عازمة على القيام بـ"دور فعال" في تعزيز العلاقات عبر الأطلسي "ذات المنفعة المتبادلة".

لكن، وفق "بوليتيكو"، كان من السهل اعتبار دفاعه المتكرر عن "النزاهة في التجارة الدولية" انتقادًا لإجراءات ترامب العقابية التجارية الأخيرة.

معضلة أوروبية

تسلط رحلة سانشيز إلى العاصمة الصينية الضوء على الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول كيفية الرد على نظام التعريفات الجمركية العدواني الذي يفرضه الرئيس الأمريكي.

ويدعو بعض زعماء الكتلة الأوروبية إلى الابتعاد عن الولايات المتحدة وإقامة علاقات أوثق مع شركاء عالميين مختلفين، لكن آخرين يزعمون أن الكتلة من الأفضل أن تلتزم بشكل وثيق بواشنطن.

ومن المقرر أن تسافر رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي تصر على أن أوروبا يجب أن تحتفظ " بنهج عملي وبناء ومنفتح " تجاه البيت الأبيض، إلى المكتب البيضاوي الأسبوع المقبل؛ لإثبات جدارتها كـ"هامسة ترامب " المحتملة، (أي ناصحته) حسب التقرير.

وفي وقت سابق، صرح رئيس الوزراء الإسباني بأنه تحدث مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش قبل الزيارة.

والجمعة، أفادت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، ومقرها هونج كونج، أن قادة الاتحاد الأوروبي يخططون للقاء شي في الصين في يوليو المقبل.

وعُقدت آخر قمة من هذا النوع في بكين عام 2023، ويقتضي البروتوكول عادةً أن تُعقد القمة التالية في بروكسل.

لكن، يشير استعداد الاتحاد الأوروبي لاستضافة الصين مجددًا إلى حرص قادة أوروبا على إرضاء الرئيس الصيني، واستغلال القمة التي تتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، لتوطيد العلاقات مع القوة الآسيوية العظمى.