الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"سياحة مقيّدة وسينما محاصرة".. الصين تُصعِّد بأسلوب ناعم لمعاقبة أمريكا

  • مشاركة :
post-title
أصدرت وزارة الثقافة والسياحة الصينية تحذيرا للسياح الصينيين المسافرين إلى الولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في مشهد جديد من مشاهد التوتر بين بكين وواشنطن، بدأت الصين في استخدام أدوات غير تقليدية للرد على السياسات الأمريكية، وهي السياحة والسينما، فبدلًا من الردِّ بالعقوبات الاقتصادية أو التصريحات النارية، لجأت الصين إلى سحب مواطنيها من الفنادق الأمريكية، وتقليص مساحة هوليوود على شاشاتها.

منع السفر لأمريكا

أصدرت وزارة الثقافة والسياحة الصينية تحذيرًا بشأن المخاطر للسياح الصينيين المسافرين إلى الولايات المتحدة، نظرًا لتدهور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بكين وواشنطن، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

ومن المتوقع أن يكون لهذا القرار صدى سلبي في الداخل الأمريكي، خاصة أن السياح الصينيين كانوا يترددون على واشنطن بأعداد كبيرة سنويًا.

وتشير الإحصاءات التي نشرتها الصين إلى أنه ​في عام 2024، زار الولايات المتحدة نحو 1.6 مليون سائح صيني، بزيادة ملحوظة عن 1.1 مليون في عام 2023، إلا أن هذه الأرقام لا تزال أقل بنسبة 60% مقارنة بذروة ما قبل الجائحة في عام 2019، إذ بلغ عدد الزوار الصينيين 2.83 مليون. 

ويُعد السائحون الصينيون من بين الأكثر إنفاقًا في الولايات المتحدة، إذ بلغ متوسط إنفاقهم في عام 2019 نحو4,137 دولارًا لكل زائر، وهو أعلى بنسبة 123.6% من متوسط إنفاق الزوار الدوليين الآخرين.

في ذلك العام، أنفق السياح الصينيون ما مجموعه 15 مليار دولار في الولايات المتحدة، ما ساهم بشكل كبير في دعم قطاعي الفنادق والتجزئة، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

وتقول "فوربس" إن تراجع عدد السياح الصينيين إلى الولايات المتحدة بعد الجائحة، أدى إلى خسائر اقتصادية تُقدّر بأكثر من 20 مليار دولار، وفقًا لتقديرات وزارة التجارة الأمريكية. 

وتُعزى هذه الخسائر إلى عدة عوامل، منها التوترات الجيوسياسية، وارتفاع تكاليف السفر، والقيود على التأشيرات، بالإضافة إلى تحذيرات السفر الصادرة عن الحكومة الصينية.

منع الأفلام الأمريكية

أيضًا، وجّه المتحدث باسم إدارة السينما الوطنية في الصين انتقادات حادة إلى السياسات الأمريكية، مؤكدًا أن "الإجراءات الحمائية الأمريكية وفرض الرسوم الجمركية التعسفية على الصين" سيكون لها أثر سلبي على شعبية الأفلام الأمريكية في البلاد، مضيفًا أن الصين ستلتزم بمبادئ السوق وتحترم خيارات الجمهور، مع تقليص عدد الأفلام الأمريكية المستوردة في المستقبل.

وشدد المتحدث على أن الصين ستواصل الانفتاح على الأفلام العالمية عالية الجودة من مختلف الدول، لضمان تلبية احتياجات السوق المحلي دون الاعتماد المفرط على الإنتاجات الأمريكية، في خطوة من شأنها إعادة التوازن إلى المشهد السينمائي العالمي.

ففي جلسة التداول الأخيرة، هبط سهم شركة "والت ديزني" بنسبة 6.79% ليغلق عند 85.23 دولار، بينما سجل سهم "وارنر براذرز ديسكفري" تراجعًا حادًا بنسبة 12.53%، كما تأثرت شركات أخرى في القطاع، إذ انخفض سهم "كومكاست" بنسبة 4.26%، و"باراماونت جلوبال" بنسبة 1.97%، بينما تراجع سهم "نتفليكس" بنسبة 2.57%. 

فيما كان التراجع الأدنى من نصيب "سوني" بنسبة 0.22%، بحسب البيانات الواردة من صحيفة "الشعب" اليومية التابعة للحكومة الصينية.

ورغم النجاح الكبير الذي حققته بعض الأعمال الأمريكية على شباك التذاكر العالمي، مثل فيلم "Inside Out 2" لشركة ديزني والذي تصدر إيرادات 2024 بنحو 1.7 مليار دولار على مستوى العالم، إلا أن نصيب الصين من هذه الإيرادات بلغ فقط 47.4 مليون دولار، مقارنةً بـ653 مليون دولار في السوق الأمريكية. وبالمثل، جاء فيلم "Dune 2" من إنتاج وارنر براذرز في المرتبة السابعة بإجمالي إيرادات عالمية بلغ 714.6 مليون دولار، منها 282 مليون دولار في أميركا، و49 مليون دولار فقط من الصين.