الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استبداد تجاري.. الصين ترفض الركوع أمام الرسوم الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
علما الولايات المتحدة الأمريكة والصين

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في مشهد يعكس تصاعد التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، تتوالى ردود الفعل الغاضبة من وسائل الإعلام الصينية تجاه الخطوة الأمريكية الأخيرة بمضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات من الصين. وبينما تتجه واشنطن نحو مزيد من السياسات الحمائية، تؤكد بكين – عبر صحفها الكبرى – أنها لن تستسلم لـ"الاستبداد التجاري"، وأن الرد سيكون حازمًا ومتزنًا في الوقت ذاته.

"تشاينا ديلي"

أشارت صحيفة "تشاينا ديلي" إلى أن الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية كسلاح قسري لإجبار الصين على الركوع في حرب تجارية لم تبدأها بكين. ووصفت الصحيفة هذا النهج بأنه "استبداد تجاري" ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، ويحمل في طياته مخاطر زعزعة استقرار النظام الاقتصادي العالمي.

وأضافت الصحيفة أن رهان واشنطن على الإكراه لا يمثل استراتيجية رشيدة، إذ إن الحروب التجارية بطبيعتها لا تُنتج فائزين، بل تلحق الضرر بجميع الأطراف. ولفتت إلى أن الاستخدام المفرط والمسيء للرسوم الجمركية من جانب الولايات المتحدة لا يضر فقط بالمصالح المشروعة للصين، بل يطال أيضًا دولًا أخرى تعتمد على الاستقرار التجاري.

وأكدت الصحيفة أن الاقتصاد الصيني بات أكثر تنوعًا وقدرة على التكيف، وأن تقليص الاعتماد على السوق الأمريكية لن يكون نهاية المطاف، بل فرصة لإعادة توجيه التبادل التجاري نحو أسواق جديدة.

"جلوبال تايمز"

من جهتها، اعتبرت صحيفة "جلوبال تايمز" أن الرضوخ للضغوط الأمريكية "خارج نطاق التفكير بالنسبة لبكين"، مستندة إلى الدروس التاريخية التي علمت الصين ألا تتراجع أمام الترهيب أو تُخدع بالادعاءات المغلوطة.

وقالت الصحيفة إن الصين تدرك أن البيئة الدولية القادمة ستكون أكثر تعقيدًا، لكنها مستعدة للمواجهة من خلال "التمسك بالمبادئ والعمل بشجاعة". وشددت على أن الولايات المتحدة لا تُظهر في الوقت الراهن أي نية حقيقية للحوار البناء، بل تكتفي بلغة التهديد والإهانة في محاولة لتشويه صورة الصين محليًا ودوليًا.

وأكدت "جلوبال تايمز" أن الصين ستواصل الدفع باتجاه التحديث والانفتاح، ولن تسمح بأن تُفرض عليها إرادة خارجية تتناقض مع مصالحها الوطنية.

"ساوث تشاينا مورنينج بوست"

أما صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" التي تصدر من هونج كونج، فقد سلطت الضوء على استعداد الصين الكامل للرد على مضاعفة الرسوم الأمريكية، مشيرة إلى أن الرد الصيني قد يطال قطاعات حساسة تعتمد عليها الولايات المتحدة، مثل صناعة المعادن النادرة، وهي مواد أساسية في الصناعات التكنولوجية والعسكرية.

وحذّرت الصحيفة من أن مضاعفة الرسوم الجمركية تمثل "مؤشرًا واضحًا على تعمّق أزمة العلاقات التجارية"، وقد تسهم في تباطؤ النمو العالمي، لا سيما في حال فشل الطرفين في العودة إلى طاولة