على الرغم من الصعود الملحوظ للمؤشر الرئيسي ببورصة وول ستريت الأمريكية، محفوفة بآمال المستثمرين بتخفيف ترامب لموقفه وتأجيل الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية، إلا أنه مع الإغلاق تراجع المؤشر بصورة كبيرة آخذًا معه كافة المؤشرات الأخرى، بعد التصعيد الكبير مع الصين.
وأثارت الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخاوف من احتمال حدوث ركود اقتصادي وأدت إلى زعزعة النظام التجاري العالمي وهزات في البورصات الرئيسية، وتتمثل رؤية ترامب في إعادة انتاج أمريكا لمعظم وارداتها الحالية إلى أراضيها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى سد العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة مع بقية العالم.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 4% في وقت سابق من يوم الثلاثاء، بحسب شبكة إن بي سي نيوز، إلا أنه مع الإغلاق سجل أكبر خسارة له في أربعة أيام منذ إنشاء المؤشر في الخمسينيات نحو 5.83 تريليون دولار من قيمته السوقية وأغلق دون 5000 نقطة.
وكان المستثمرون يأملون في أن يخفف ترامب من موقفه أو يؤجل الموعد النهائي المقرر يوم الأربعاء لفرض الرسوم الجمركية التي أعلنها على الصين بنسبة 104%، ولكن تلك الآمال تلاشت مع تصريحات البيت الأبيض بأن تلك الرسوم ستدخل حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الثلاثاء بتوقيت الولايات المتحدة.
وسجلت الأسواق العالمية سواء الأوروبية أو الآسيوية، مكاسب في وقت سابق على أمل أن يكون ترامب على استعداد للتفاوض بشأن خفض مجموعة الحواجز التجارية الخاصة بالدول، لكن البيت الأبيض أيضًا أوضح أن الرسوم الجمركية الخاصة بكل دولة والتي تصل إلى 50% ستدخل حيز التنفيذ كما هو مخطط لها.
يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه 73% من الأمريكيين ارتفاعًا وشيكًا للأسعار في الأسواق في ظل الحرب التجارية التي يخوضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب استطلاع استمر ثلاثة أيام، أجرته إبسوس لصالح وكالة رويترز.
ويعتقد معظم الأمريكيين أن الأسعار، في الأشهر الستة المقبلة، سترتفع بالنسبة للسلع التي يشترونها كل يوم تقريبًا، بعد سريان الضرائب الجديدة على جميع الواردات تقريبًا، بخلاف 4% توقعوا أن الأسعار سوف تنخفض، بينما توقع البقية عدم حدوث تغيير.
وقال نحو 57% من المشاركين، ربعهم من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، إنهم يعارضون التعريفات الجمركية الجديدة، التي تشمل فرض رسوم بنسبة 10% على الأقل على الواردات من كل دولة تقريبًا.
كما أيد نحو 39% الرسوم الجمركية الجديدة، وقال 52% إنهم يتفقون مع حجة إدارة ترامب بأن دولا أخرى تستغل الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالتجارة الدولية.