يبدو أن رسوم ترامب الجمركية الصادرة على الواردات إلى أمريكا أثرت بشكل كبير على مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية، بعد تباين ردود الفعل بين فريديتش ميرز المستشار المحتمل وحزبه الاتحاد المسيحي، وبين أولاف شولتس الخاسر في الانتخابات وحزبه الديمقراطي الاجتماعي، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ولا يزال الحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، في مفاوضات معمقة لتشكيل الائتلاف الحاكم، إذ تُشكل السياسة الضريبية والمالية المستقبلية واحدة من أكبر نقاط الخلاف بين الائتلاف الحاكم، وبعد حرب الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب والزلزال الذي أعقبها في سوق الأوراق المالية، يدعو "ميرز" إلى إعادة التفكير.
وفي أعقاب انهيار أسعار الأسهم في البورصات العالمية، دعا زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريتش ميرز، إلى عواقب واضحة على مفاوضات الائتلاف بين الاتحاد والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وقال المستشار المحتمل: "إن الوضع في أسواق الأسهم والسندات العالمية دراماتيكي ويهدد بالتصعيد أكثر، وأصبح من الأكثر إلحاحًا من أي وقت مضى أن تستعيد ألمانيا قدرتها التنافسية الدولية، ويجب أن تكون هذه القضية محور مفاوضات الائتلاف.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تخفيضات ضريبية للشركات والمواطنين، وتقليص كبير للبيروقراطية، وخفض أسعار الطاقة، واستقرار تكاليف أنظمة الضمان الاجتماعي".
ويدعو الاتحاد أيضًا إلى خفض الضرائب على الشركات والدخل، بينما يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي أيضًا خفض الضرائب على أصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة، لكنه يدعو إلى فرض ضرائب أعلى على أصحاب الدخول المرتفعة لتمويل هذا، وهو ما يرفضه الاتحاد.
وواصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي محادثاتهم، أمس الاثنين، بهدف التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع. ولم يظهر ميرز علنًا في الأيام الأخيرة، لكنه ركز على المفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ودعا العديد من السياسيين في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ميرز إلى البقاء صارمًا في المفاوضات مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والدفع نحو تغيير جذري في سياسات الهجرة والاقتصاد.
وقبل وقت قصير من الاجتماع في المستشارية، قال ستيفن هيبسترايت، المتحدث باسم المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، إن انهيارات أسواق الأسهم الأخيرة كانت بمثابة "جرس إنذار" بأن هذا المسار لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى إنتاج الخاسرين، ويتعين على ألمانيا وأوروبا أن تتصرفا "بذكاء" و"بوضوح" لمنع "حرب تجارية".
ويريد الاتحاد التوقيع على اتفاق الائتلاف المزمع مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، 14 أبريل الجاري، وانتخاب زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريتش ميرز، مستشارًا جديدًا، 23 أبريل 2025.