في وقت تتصاعد فيه نذر المواجهة في الشرق الأوسط، بدأت إيران في الكشف عن أوراقها الدفاعية من خلال إعادة رسم خرائط تموضعها العسكري.
وكشفت صور أقمار صناعية حديثة عن تحركات مقلقة لطهران، حيث شرعت في توسيع شبكة راداراتها المتطورة من طراز "غدير" في مواقع استراتيجية على حدودها في خطوة توحي بأن طهران تتوقع الأسوأ. ولم تكتفِ بهذا القدر، بل أيضًا رفع الجيش حالة التأهب القصوى، بحسب موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
إيران تحرك راداراتها
أظهرت صور الأقمار الصناعية من برنامج Google Earth توسيع نشر إيران شبكة رادار "غدير"، والتي تم تصميمها لاكتشاف الصواريخ والطائرات المُسيرة القادمة على مسافات طويلة.
ومن خلال نشر هذه الرادارات الجديدة في مناطق رئيسية، مثل الشمال الغربي بالقرب من تبريز وعلى طول ساحل الخليج الفارسي، تهدف إيران إلى تعزيز دفاعاتها الجوية ضد الضربات المحتملة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويؤكد توسيع نظام رادار "غدير" على الجهود المستمرة التي تبذلها إيران لتحديث بنيتها التحتية العسكرية في ظل الحرب المتصاعدة التي تشهدها إيران مع إسرائيل في مناطق مختلفة.
رادار غدير
رادار غدير، وهو نظام عالي التردد يعمل فوق الأفق، قادر على رصد التهديدات خارج نطاق الرؤية. هذا يعني أنه قادر على تتبع الطائرات القادمة وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية على مسافة تصل إلى 680 ميلاً للصواريخ الباليستية و370 ميلاً للطائرات.
إن قدرة الرادار على رصد الأهداف المنخفضة التحليق والخفية تجعله جزءًا لا يتجزأ من البنية التحتية الدفاعية الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، يتميز النظام بمقاومته للحرب الإلكترونية؛ مما يسمح له بالبقاء في الخدمة حتى في البيئات المتنازع عليها.
وكشفت طهران النقاب عن رادار غدير لأول مرة عام 2011، وهو حجر الزاوية في شبكة الدفاع الجوي الإيرانية، التي تشمل أيضًا أنظمة إس-300 روسية الصنع وبطاريات صواريخ محلية الصنع.
وتقع هذه الرادارات في مواقع استراتيجية على طول الحدود الإيرانية والمناطق البحرية الرئيسية، بما في ذلك ممرات الشحن الحيوية في الخليج العربي، يُمكّن هذا الموقع إيران من رصد التهديدات الجوية والبحرية والتصدي لها.
الجيش في حالة تأهب
وضعت إيران جيشها في حالة تأهب قصوى بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي؛ ردًا على التهديدات الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران، بحسب تقرير لوكالة "رويترز"، نقلاً عن مسؤول إيراني.
ومع استمرار أمريكا في تعزيز تواجدها العسكري في الشرق الأوسط، أوضحت طهران أن أي دعم لضربة عسكرية أمريكية، بما في ذلك استخدام المجال الجوي أو البري، سيُعتبر عملًا عدائيًا، وله عواقب وخيمة.
سبق ورفضت إيران إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، لكنها تظل منفتحة على إجراء محادثات غير مباشرة عبر وسطاء آخرين، بحسب "نيوزويك".
وأكد المسؤول الإيراني، الذي تحدث إلى "رويترز"، أن مثل هذه المحادثات تُتيح "فرصة لتقييم جدية واشنطن بشأن حل سياسي مع إيران".
وتشير تلك التصريحات إلى أنه؛ رغم أن الطريق إلى الحل قد يكون شاقًا، إلا أن المناقشات الدبلوماسية قد تُستأنف إذا أبدت الولايات المتحدة نيتها في ذلك، بحسب "نيوزويك".
واشترطت إيران ألا تُجرى أي محادثات مباشرة إلا بعد رفع سياسة "الضغط الأقصى" التي يتبعها ترامب على طهران.