الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخاوف من انتقام الصين.. المزارعون الأمريكيون في مقدمة ضحايا الرسوم الجمركية

  • مشاركة :
post-title
يخشى أصحاب المزارع العائلية ومربي الماشية الأمريكيون أن يتحملوا وطأة هذه الحرب التجارية العالمية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي يدرس فيه كبار شركاء واشنطن التجاريين اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الحرب التجارية المتوسعة والمتزايدة التي يشنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدا من شبه المؤكد أن المزارعين الأمريكيين سيقعون في فخ هذه الحرب.

ويلفت تقرير لمجلة "فورين بوليسي" إلى أن أحد أهم الأسئلة المطروحة الآن هو: هل سيستهدف كبار شركاء واشنطن التجاريين القطاع الزراعي الأمريكي عند ردّهم على ترامب؟

ويتمحور جزء كبير من القلق الأمريكي حول بكين، التي تُعدّ من أكبر مستوردي السلع الزراعية في العالم؛ ففي عام 2023، كانت الصين هي السوق الرئيسية للصادرات الزراعية الأمريكية، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.

مشكلة كبرى

في الثاني من أبريل الجاري، كشف ترامب عن أقسى رسوم جمركية أمريكية منذ ما يقرب من قرن، على الأصدقاء والأعداء على حد سواء.

تقول "فورين بوليسي": كانت خطوة مذهلة قلبت الأسواق رأسًا على عقب، وأحدثت صدمة في أكثر من 180 دولة ومنطقة مستهدفة.

وابتداءً من اليوم السبت، سيفرض البيت الأبيض رسومًا جمركية على معظم أنحاء العالم، تتراوح بين 10% و50%، مع تركيز بعض أشد الإجراءات صرامة في آسيا، حيث تواجه الصين الآن رسومًا جمركية إضافية بنسبة 34% مما يرفع فعليًا قيمة إجمالي متوسط ​​الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة عليها إلى أكثر من 70%.

وينقل التقرير عن جوزيف جلاوبر، كبير الاقتصاديين السابق في وزارة الزراعة الأمريكية، والذي يعمل حاليًا في المعهد الدولي لبحوث سياسات الغذاء، قوله إن "المشكلة الحقيقية الآن هي كيف ستستجيب دول مثل الصين، وبعض الأسواق الكبرى للسلع الزراعية".

في المقابل، لم تنتظر الصين طويلًا للردّ، حيث تأكّدت العديد من أسوأ مخاوف القطاع الزراعي الأمريكي أمس الجمعة، عندما أعلنت بكين أنها ستُطبّق سياسة ترامب برسوم جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات من الولايات المتحدة، "وهي إجراءات ستُوجّه ضربة قاصمة للمزارعين الأمريكيين".

وفي بيان لها صرّحت وزارة المالية الصينية أن الزيادة الأمريكية "لا تتماشى مع قواعد التجارة الدولية، وتُقوّض بشكل خطير حقوق الصين ومصالحها المشروعة، وتُمثل ممارسة تنمر أحادية الجانب نموذجية".

وحتى قبل إعلان ترامب الأربعاء الماضي، كان شركاء تجاريون رئيسيون يردّون على سياسة ترامب التجارية باستهداف القطاع الزراعي الأمريكي، مما قد يُمهّد الطريق لردّ أكثر صرامة قريبا.

وردّ الاتحاد الأوروبي والصين وكندا على إجراءاته السابقة بفرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية الأمريكية، حيث كشفت بكين تحديدًا عن رسوم جمركية تتراوح بين 10% و15% على القمح والدجاج وفول الصويا والذرة ولحم الخنزير ولحم البقر.

خسائر جديدة

ليست هذه هي المرة الأولى التي يكتوي فيها المزارعون الأمريكيون -الذين دعموا ترامب بأغلبية ساحقة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة- بتوابع قراراته.

خلال فترة ولاية ترامب الأولى، كلّفت حربه التجارية مع الصين القطاع الزراعي خسائر في الصادرات الزراعية تجاوزت 27 مليار دولار بين عامي 2018 و2019، ودفعت المشترين القدامى إلى البحث عن موردين بديلين، مثل البرازيل.

وكانت تداعيات هذه الحرب مؤلمة للغاية لدرجة أن إدارة ترامب الأولى خصصت في نهاية المطاف خطة إنقاذ بقيمة 28 مليار دولار للمزارعين لتخفيف وطأة الصدمة.

وقرارات ترامب الأخيرة من الرسوم الجمركية، التي أصبحت أكبر حجمًا ونطاقًا من ذي قبل، تُهدد بإلحاق المزيد من الضرر بالقطاع الزراعي الأمريكي.

وقال روب لارو، رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين، في بيان: "هناك أمر واحد مؤكد: سيتحمل أصحاب المزارع العائلية ومربي الماشية الأمريكيون وطأة هذه الحرب التجارية العالمية".

وأضاف: "لقد وصل الضغط الاقتصادي وعدم اليقين الذي يواجهه المزارعون إلى نقطة الانهيار".

كما ردّد زيبي دوفال، رئيس اتحاد المزارعين الأمريكيين -أكبر منظمة زراعية عامة في البلاد- هذه المخاوف، حيث حذّر في بيان له من أن "زيادة التعريفات الجمركية تهدد الاستدامة الاقتصادية للمزارعين الذين خسروا أموالهم على معظم المحاصيل الرئيسية خلال السنوات الثلاث الماضية".