الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم انفتاحه على المفاوضات.. ترامب يبدد آمال خفض التعريفات التجارية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الإعلان عن التعريفات الجمركية الجديدة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الأسابيع التي سبقت "يوم التحرير" الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تدفق الدبلوماسيون والمسؤولون الأجانب عبر واشنطن لتأمين "الكأس المقدسة"، وهي صفقة لا يستطيع الرئيس رفضها، واتفاقية من شأنها أن تنقذهم من التعريفات الجمركية؛ حسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ووفق الصحيفة، لم يُفلح أيٌّ من عروض الحلفاء لإثناء الرئيس الأمريكي عن رغباته، حيث استخدم ترامب سلطات الطوارئ، التي نادرًا ما استُخدمت، لفرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و50% على معظم دول العالم، مستهدفًا نظامًا تجاريًا عالميًا قال إنه "نهب" الولايات المتحدة لعقود.

وأشارت إلى تساؤل عالمي عما إذا كان ترامب يريد الإبقاء على التعريفات الجمركية أم أنه يبحث فقط عن التفاوض، وهو السؤال الذي أصبح أكثر إلحاحًا مع الانخفاض الحاد في أسواق الأسهم العالمية في أعقاب إعلان ترامب.

لا مفاوضات

بعد يومين من إعلان الرئيس عن تعريفاته الجمركية واسعة النطاق في حديقة البيت الأبيض الوردية، أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن الصفقات مع الحكومات الأجنبية ليست من أولوياته، على الرغم من أن ترامب تحدث مع الزعيم الفيتنامي تو لام أمس الجمعة.

ووصف ترامب مكالمته الأولى مع أي زعيم أجنبي، منذ إعلان الأربعاء، بأنها "مثمرة"، بعد أن عرض "لام" خفض الرسوم الجمركية التي تفرضها هانوي على السلع الأمريكية إلى الصفر، لكن مسؤولين في البيت الأبيض حذروا من أن انفتاح الرئيس على "الرد على الهاتف" مع زعيم أجنبي، لا ينبغي أن يختلط مع المفاوضات الجادة التي من شأنها أن تؤدي إلى خفض التعريفات الجمركية.

وأضافوا أن البيت الأبيض يركّز على تنفيذ الرسوم، مشيرين إلى أن واشنطن ستضع معايير عالية لأي اتفاق لتخفيف الإجراءات.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول في البيت الأبيض: "الرئيس ترامب مستعد دائمًا لتلقي مكالمة هاتفية من أي زعيم أجنبي ومناقشة الصفقات المحتملة، لكن الأمر لا يصبح مفاوضات إلا إذا كانت بهذا المعنى".

عجز وتنازلات

رغم الغضب العالمي، بدا أن ترامب يضاعف من تعريفاته الجمركية الضخمة "على الرغم من أنه تسبب في أسوأ هزيمة في بورصة وول ستريت منذ أزمة جائحةكوفيد-19" في عام 2020"، حسب "فايننشال تايمز".

كتب الرئيس الأمريكي على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال": "إلى العديد من المستثمرين القادمين إلى الولايات المتحدة والذين يستثمرون مبالغ طائلة، سياساتي لن تتغير أبدًا"، مضيفًا: "هذا وقت مثالي للثراء، أغنى من أي وقت مضى".

وفي أعقاب تعنته، بذل المسؤولون الأمريكيون جهودًا مضنية لتأكيد أن الرسوم الجمركية -التي تم تطبيقها باستخدام قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية للولايات المتحدة- كانت ردًا على عقود من ممارسات التجارة غير العادلة المزعومة من قبل شركاء واشنطن وحلفائها الرئيسيين، وأنها مصممة لإعادة التصنيع الأمريكي إلى الداخل وتعزيز الوظائف في الولايات المتحدة.

وأكد مسؤول كبير في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، أن "هذه ليست مفاوضات، بل حالة طوارئ وطنية".

ونقلت الصحيفة عن "شخص مطلع على تفكير الإدارة الأمريكية" -حسب وصفها- أن ترامب أدرك أن إغراء الشركات بنقل عملياتها التصنيعية إلى الولايات المتحدة يتطلب أن تكون الرسوم الجمركية دائمة.

وأضاف: "تحتاج الشركات إلى التأكد من أن هذه هي البيئة السياسية الجديدة".

كما قال مسؤول البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لا تتفاوض مع دول أخرى بشأن "تنازلات محددة"، مضيفًا أن "ما ندرسه هو العجز التجاري".

ورفض وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أمس الجمعة، إمكانية إجراء مفاوضات سريعة مع كبار الشركاء التجاريين لخفض الرسوم.

وقال "بيسنت" في مقابلة مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون تم بثها أمس: "أعتقد أن ما سيكون أكثر أهمية من المناقشة مع الدول هو المناقشة مع الشركات".

ردود ومحاولات

في مقابل التعريفات الأمريكية الجديدة التي طالت الصين بـ34%، ردّت بكين، أمس الجمعة، بإجراء مضاد من جانبها بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية إلى الصين.

ولجأ ترامب إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبه، وكتب على موقعه "تروث سوشيال": "أخطأت الصين في تقدير الموقف. لقد أصابهم الذعر، وهو الشيء الوحيد الذي لا يستطيعون تحمّله".

أمّا في الغرب، فلم تمنع رسائل إدارة ترامب الدبلوماسيين ورجال الأعمال من محاولة التفاهم مع الرئيس الأمريكي في الأيام الأخيرة، فقد أجرى ماروش شيفتشوفيتش، كبير الدبلوماسيين التجاريين في الاتحاد الأوروبي، اتصالًا هاتفيًا مع وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، وأكد لهما أن الاتحاد "ملتزم بإجراء مفاوضات جادة"، وفقًا لبيان صادر عن الاجتماع.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن إيفرت إيسنستات، المسؤول التجاري السابق خلال الفترة الأولى لترامب في البيت الأبيض أن "الرئيس الأمريكي منفتح على إبرام الصفقات".

وحذّر قائلًا: "أعتقد أيضًا أنه في نهاية المطاف فإن التعريفات الجمركية ستكون أعلى، لذلك ربما ننتهي بطريقة فريدة للغاية مثل الرئيس ترامب، مع تعريفة عالمية تتمتع بمرونة في التفاوض".