الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحالف الراغبين.. سلاح الجو البريطاني يستعد لـ "تغطية" سماء أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء البريطاني ووزير دفاعه خلال اجتماع القادة العسكريين لدول "تحالف الراغبين"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

تستعد طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) للقيام بمهمة مراقبة سماء أوكرانيا، وذلك بموجب المقترحات التي يناقشها "تحالف الراغبين" الذي يقوده رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

وأشار تقرير لصحيفة "ذا تليجراف" أن كبار المخططين العسكريين البريطانيين ناقشوا إرسال طائرات من طراز Typhoon البريطانية إلى أوكرانيا لتوفير الغطاء الجوي، عندما اجتمعوا في المقر العسكري المشترك الدائم، أمس الخميس.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يستكشف فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدائل لخطته مع رئيس الوزراء البريطاني لوضع قوات أوروبية على الأرض لحماية اتفاق السلام المستقبلي في أوكرانيا. حيث يدرس الرئيس الفرنسي إمكانية أن تتولى الأمم المتحدة قيادة المهمة.

وأثار ماكرون الموضوع في قمة المجلس الأوروبي، الخميس، بينما حضر ستارمر محادثات منفصلة في نورثوود، قادها الفريق أول نيك بيري، رئيس العمليات المشتركة البريطانية، إلى جانب أكثر من 30 دولة اجتمعت لمناقشة كيفية تمكن "تحالف الراغبين" من مساعدة أوكرانيا.

دعم ومراقبة

حسب "ذا تليجراف"، تعهد كير ستارمر بنشر قوات بريطانية على الأرض "إذا نجح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التفاوض على اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في سلاح الجو الملكي أن الغطاء الجوي البريطاني كان سيُناقش في الاجتماع "لأنه في حال دخول الجنود البريطانيين إلى أوكرانيا ستكون هناك حاجة إلى غطاء جوي".

وشدد: "لن نرسل قوات بريطانية بريًا أبدًا دون أن نوفر لها غطاء جوي".

ومن المقرر أن يوفر سلاح الجو البريطاني إما طائرات Typhoon أو طائرات F-35 الأمريكية، حيث أن كليهما يوفران "قدرة ممتازة على مراقبة العمليات الجوية".

وأشار التقرير إلى أن "عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوفر أي غطاء جوي في أوكرانيا أدى إلى ضرورة تولي بريطانيا زمام المبادرة".

وقال ستارمر، الخميس، إن التخطيط العسكري لـ "تحالف الراغبين" تم تقسيمه إلى البحر والجو والبر والحدود وتجديد أوكرانيا.

وأوضح: "إن الزخم السياسي الذي بنيناه يتم ترجمته هنا إلى تخطيط عسكري وتخطيط عملياتي، ويتم تقسيمه على نطاق واسع إلى مناطق مختلفة. لذا فإننا ننظر إلى البحر في سيناريو واحد، والسماء، والأرض والحدود بالطبع، والتجديد".

ونقلت عنه الصحيفة خلال زيارة المقر المشترك الدائم: "نأمل أن يكون هناك اتفاق، ولكن ما أعرفه هو أنه إذا كان هناك اتفاق، فإن وقت التخطيط هو الآن. وليس بعد التوصل إلى اتفاق".

ولفت رئيس الوزراء البريطاني إلى أنه "من المهم للغاية أن نقوم بهذا العمل لأننا نعلم شيئًا واحدًا على وجه اليقين، وهو أن أي اتفاق لا يدعمه أي شيء هو أمر سوف ينتهكه بوتين. نعلم ذلك لأنه حدث سابقًا. أنا متأكد تمامًا أنه سيحدث مجددًا".

غطاء جوي

في حين أن جميع الدول في مختلف أنحاء أوروبا لديها القدرة على إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة وفرنسا فقط هما القادرتان على إرسال طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً والتي توفر المراقبة الحرجة، بما في ذلك الكشف عن الصواريخ.

ومع ذلك، نقلت "ذا تليجراف" عن مصدر في سلاح الجو الملكي البريطاني إن "الجيش البريطاني وسلاح الجو الملكي البريطاني سيكونان جزءًا من الطليعة الأولى التي ستتوجه إلى أوكرانيا".

وقال: "من المرجح أن يكون البريطانيون من أوائل الدول التي تلتزم، لأن الجميع يتبعون البريطانيين. إذا لم يُملِ الأمريكيون على الناس ما يجب فعله، فالأمر متروك لكير ستارمر ليقوله".

وأضاف المصدر أن عددًا من الدول ستشارك في إرسال غطاء جوي في أي وقت، وسيتم تشغيله على أساس التناوب. بينما أكد مصدر في مكتب رئيس الوزراء البريطاني أنه لم يتم الالتزام بأي شيء أو تأكيده فيما يتعلق بالغطاء الجوي.

وقد وافقت بريطانيا بالفعل على إرسال ست طائرات Typhoon إلى بولندا للقيام بمهام مراقبة جوية للمرة الأولى في الأسابيع المقبلة، كجزء من قوة التواجد المتقدم المعزز التابعة لحلف شمال الأطلسي.

ونقلت الصحيفة عن المصدر أنه "من الممكن إرسال المزيد" إذا كانت هناك حاجة لإعادة توجيه طائرات Typhoon إلى أوكرانيا لأنها ستكون في الجزء الأيمن من أوروبا الشرقية.

كما نقلت عن مصدر دفاعي إن المناقشات التي جرت يوم الخميس كانت تشمل أيضا شكل الغطاء الجوي، والدول التي يمكنها توفير الطائرات، والأماكن التي سيتم تمركزها فيها وتزويدها بالوقود.

وفي محادثات الدفاع التي عقدت في باريس الأسبوع الماضي، والتي حضرها جون هيلي وزير الدفاع البريطاني، والأدميرال توني رادكين رئيس الأركان، أصرت مصادر عسكرية رفيعة المستوى على أن تحالف الراغبين سيكون أشبه بـ "قوة طمأنة" وليس وجودًا لحفظ السلام.

وأكد مصدر عسكري بريطاني كبير لـ "ذا تليجراف" أن الأولويات الرئيسية للتحالف تتمثل في تأمين المجال الجوي الأوكراني وإعادة البحر الأسود إلى المياه الدولية.