الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جمع الموارد لردع روسيا.. "قمة الجنرالات" بلندن تبحث نشر قوات في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
جنود بريطانيون يشاركون في مناورات لدعم مبادرات الردع التي ينفذها الناتو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المقرر أن يجتمع جنرالات من 27 دولة في العاصمة البريطانية لندن، في وقت لاحق الأسبوع الجاري، لبدء محاكاة حربية بشأن النشر المحتمل للقوات والسفن والطائرات في أوكرانيا، وفق ما أوردت صحيفة "التليجراف" البريطانية.

وأعلن رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، أمس السبت، أن التخطيط لتشكيل قوة لحفظ السلام في حالة وقف إطلاق النار يدخل الآن "مرحلة عملياتية".

وكان ستارمر يتحدث بعد أن ترأس مكالمة فيديو مع زعماء العالم، الذين انضموا إلى "تحالف الراغبين" لفرض أي اتفاق سلام، وقال إنهم اتفقوا على إرسال جنرالات إلى اجتماع مقرر عقده، الخميس المقبل، لمناقشة القدرات العسكرية التي يمكن لكل عضو تقديمها.

وعلمت "التليجراف" أن مجموعة الحلفاء لم تتوصل بعد إلى اتفاق ملموس بشأن نشر أي قوات في أوكرانيا، ونقلت عن أحد القادة العسكريين الأوروبيين إن هناك حاجة إلى مزيد من المناقشات حول ما إذا كان تحالف الراغبين قادرًا على إرسال قوات برية.

وقال السير كير، إن بريطانيا مستعدة للعب "دور قيادي" ونشر "قوات على الأرض وطائرات في السماء"، ومن المرجح أن تنشر البحرية الملكية البريطانية أيضًا سفنًا في البحر الأسود حال موافقة روسيا على اتفاق سلام.

وأمس السبت، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ستارمر من أن روسيا تحشد قواتها لشن هجوم جديد على الخطوط الأوكرانية. وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريد اتخاذ مزيد من الإجراءات ليضع نفسه في "موقف أقوى" للتفاوض على شروط وقف إطلاق النار.

وانضم زعماء 27 دولة إلى مكالمة الفيديو، التي عقدت السبت، إلى جانب رؤساء الاتحاد الأوروبي ومارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، وكان من بينهم جميع الدول الأوروبية الكبرى، إضافة إلى رؤساء وزراء كندا وأستراليا ونيوزيلندا والرئيس التركي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، إن "التزامات جديدة طرحت على الطاولة" خلال الاجتماع، موضحًا "أننا نجمع بنجاح الزخم السياسي والعسكري".  

وأضاف أنه كان هناك "اتفاق على أن ننتقل الآن إلى المرحلة التشغيلية، ولهذا السبب فإن المحادثات الخميس المقبل، ستصبح النقطة المحورية التالية".

وتابع: "أبديت استعداد المملكة المتحدة للعب دور قيادي في هذا وذاك، وإذا لزم الأمر، فسيكون ذلك من خلال إرسال قوات على الأرض وطائرات في السماء". 

وأردف: "تختلف القدرات من دولة لأخرى، ولكن هذه هي المناقشات العملياتية التي تجري فيما يتعلق بما سيكون هذا التحالف من الراغبين قادرًا على تقديمه".

ولا يزال ستارمر يأمل في كسب تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتشكك، وأصر على أن مهمة حفظ السلام يجب أن تتم بالتعاون مع الولايات المتحدة. وقال رئيس الوزراء البريطاني، إن "مكتبه يتحدث إلى الولايات المتحدة بشكل يومي بشأن الخطط".

ويريد ستارمر أن تقدم الولايات المتحدة "خطة دعم"، أي أنها ستأتي لمساعدة التحالف إذا أطلقت روسيا النار على قواته في أوكرانيا.

ومن المقرر أن تركز المحادثات، التي تُعقد الخميس المقبل، على ما إذا كانت المجموعة قادرة على جمع الموارد الكافية لردع موسكو بشكل فعّال عن المزيد من العدوان.

وحسب "التليجراف"، قد تشمل قوة حفظ السلام طائرات مقاتلة وطائرات مراقبة تقوم بدوريات في السماء، وسفن حربية في البحر الأسود للحفاظ على طرق الشحن مفتوحة.

ومن الممكن أيضًا تسريع تدريب الجنود الأوكرانيين من خلال نقل الجهود الدولية إلى البلاد، كما كان الحال قبل بدء الحرب، 24 فبراير 2022.

لكن هناك تساؤلات حول ما إذا كان التحالف لديه القدرة على تنفيذ مثل هذه المهمة، التي يشير بعض المسؤولين إلى أنها قد تتطلب ما يصل 30 ألف جندي.

وبدلًا من نشر قوة حفظ سلام حقيقية، ستركز الاستراتيجية على تعزيز القوة العسكرية الأوكرانية لتكون بمثابة الرادع الرئيسي لروسيا.

وقال أحد القادة العسكريين الأوروبيين: "هناك تفاهم سائد على أنه بمجرد تحقيق السلام في أوكرانيا، يتعين على دول التحالف تعزيز القوات المسلحة الأوكرانية من أجل الحفاظ على هذا السلام".

ولفتت "التليجراف" إلى أن "هناك طرقًا عديدة لتقديم الضمانات والدعم الأمني، ومن بين هذه الضمانات، دوريات الدول الحليفة في المجالين الجوي والبحري الأوكراني، إضافة إلى وجود وحدات في أوكرانيا لإجراء التدريب وتعزيز الردع، لكن لا يزال القادة العسكريون بحاجة إلى مواصلة "رسم خريطة الاحتياجات والقدرات" لتحديد مدى اتساع نطاق أي مهمة سلام".

وجاء ذلك في الوقت الذي حذّر فيه زيلينسكي، الذي كان مشاركًا في مكالمة تحالف الراغبين، من أن القوات الروسية تستعد لمهاجمة منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي، إن بوتين "يؤخر عملية" وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، الذي وافقت عليه كييف بالفعل، لأنهم "يريدون تحسين وضعهم على ساحة المعركة". 

وأضاف الرئيس الأوكراني أن مسألة الأراضي ومكان ترسيم أي حدود جديدة "معقدة" ويجب مناقشتها بالتفصيل في وقت لاحق.