الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم معارضة ميرز.. ميول في ألمانيا للعودة إلى الغاز الروسي

  • مشاركة :
post-title
فريدريش ميرز

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

بعد ما يزيد على ثلاث سنوات، من الحرب الروسية الأوكرانية، وما أعقبها من توقف إمدادات الغاز الروسي، عن القارة الأوروبية، تناقش ألمانيا بعد فوز حزب الاتحاد المسيحي بالانتخابات الألمانية؛ العودة من جديد للغاز الروسي، في ظل رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

وأثار سياسيو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ضجة بتصريحاتهم حول استئناف استيراد الغاز من روسيا في المستقبل، على الرغم من رفض زعيم الحزب فريدريش ميرز الفائز في الانتخابات الأخيرة على حساب المستشار الألماني أولاف شولتس.

وخلال ترشحه للانتخابات قال فيرديش ميرز في وقت سابق، إن ألمانيا لا تخطط للعودة إلى إمدادات الغاز من روسيا في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست في 11 فبراير.

وأشار ميرز إلى أنه لن تكون هناك عودة إلى الغاز الروسي في المستقبل القريب، لكنه أضاف أن ألمانيا منفتحة على إبرام عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وبحسب قوله، من المقرر بناء ما لا يقل عن 50 محطة كهرباء جديدة تعمل بالغاز في البلاد.

وقال نائب رئيس المجموعة البرلمانية للحزب الديمقراطي المسيحي في برلمان ولاية شمال الراين - وستفاليا، يان هاينيش الذي قال: "إذا تمكنا ذات يوم من التوصل إلى سلام عادل وآمن، فيجب أن يُسمح لنا بالحديث عن شراء الغاز الروسي مرة أخرى".

وأضاف، أن روسيا هي أحد الموردين المحتملين من بين العديد من الموردين في العالم، ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا سيحدث عن طريق البحر أو عن طريق خط الأنابيب.

فريدريش ميرز

وكان من المقرر أن يهدف مشروع "نورد ستريم 2" إلى نقل الغاز من روسيا أهم مورد سابق لألمانيا، إلى البلاد عبر بحر البلطيق، وبعد وقت قصير من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، أوقف تحالف إشارة المرور المشروع، وتم تدمير أحد خطوط الأنابيب في هجوم في سبتمبر 2022، وكذلك خطوط أنابيب خط أنابيب نورد ستريم 1، الذي كان قيد التشغيل بالفعل.

وقد يصبح تشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" من روسيا إلى ألمانيا جزءًا من اتفاق أمريكي روسي لتسوية الحرب في أوكرانيا، وربما يشمل مستثمرًا أمريكيًا، بحسب صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية.

وقال توماس باريس، عضو البرلمان الألماني عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ولاية بادن فورتمبيرج، إنه عندما يعود السلام وتعود العلاقات إلى طبيعتها وترفع الحظر عاجلًا أم آجلًا، "فبطبيعة الحال يمكن للغاز أن يتدفق مرة أخرى، ربما هذه المرة في خط أنابيب تحت السيطرة الأمريكية".

وقالت وزارة الاقتصاد الاتحادية برئاسة روبرت هابيك المنتهية ولايته، إن خط الأنابيب غير معتمد وغير مسموح به قانونيًا، ولذلك فإن مسألة استخدام خط الأنابيب ليست مطروحة.

وأثارت تصريحات الاتحاد انتقادات من جانب الخضر، حيث قالت جوليا فيرليندن، نائبة زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الخضر: "يهدد التحالف الأسود والأحمر بإلحاق أضرار جسيمة بالبلاد إذا ما أقدم على تعريض الاستقلال الأكبر الذي تحقق بشق الأنفس عن الوقود الأحفوري من روسيا للخطر".

ويحذر خبير الطاقة والجيوسياسية جاكوبو ماريا بيبي من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية من أن خط الأنابيب الذي يديره مستثمر أمريكي لن يكون في مصلحة ألمانيا بل سيؤدي إلى تبعية مزدوجة.

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في 30 يناير الماضي، أن الاتحاد الأوروبي يناقش استئناف إمدادات الغاز من روسيا في إطار تسوية الصراع في أوكرانيا، وحظيت الفكرة بدعم بعض المسؤولين من ألمانيا والمجر ودول أخرى، ويرى المؤيدون لاستئناف إمدادات الغاز من روسيا أن ذلك من شأنه تسهيل الالتزام باتفاق محتمل بشأن وقف الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا.