وسط الجمود في مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وارتفاع حدة التوترات في الشرق الأوسط، وجّه المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، تهديدًا جديدًا إلى حركة حماس، مستشهدًا بالضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن.
التحذير الأمريكي يأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحركة للاستجابة لمطالب الوسطاء، وسط احتمالات متزايدة باستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة.
تصعيد في التهديدات
في تصريحات مثيرة للجدل، قال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، اليوم الأحد، إن رفض حماس إطلاق سراح رهينة واحد على قيد الحياة، وأربعة آخرين قتلى، أمر غير مقبول، وأضاف: "هناك نافذة فرصة تضيق، عليهم أن يروا ما فعلناه مع الحوثيين".
يأتي هذا التصريح في أعقاب تهديد أمريكي سابق لحماس بمهلة نهائية غير معلنة، بينما تترقب إسرائيل ردّ الحركة على اقتراح جديد يقضي بإطلاق سراح 11 محتجزا أحياء، و16 آخرين قتلى، كجزء من صفقة تبادلٍ أوسع.
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الليلة الماضية اجتماعًا مع فريق التفاوض العائد من الدوحة، لمناقشة الجمود في المحادثات، وناقش الاجتماع إمكانية استئناف القتال، سواء من خلال عملية عسكرية "ثلاثية"، أو عبر "عمليات مفاجئة" لم تعترف بها حماس حتى الآن.
في ختام الاجتماع، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا أكد فيه أن النقاش كان "معمقًا"، وأن نتنياهو وجّه فريق التفاوض للاستعداد لاستئناف المحادثات وفقًا لرد الوسطاء على مقترح ويتكوف، والذي يتضمن الإفراج الفوري عن 11 محتجزا أحياء، ونصف عدد القتلى المحتجزين لدى حماس.
اقتراح أمريكي لتمديد الهدنة
تُشير التقارير إلى أن "ويتكوف" قدّم اقتراحًا خلال محادثات في قطر يقضي بتمديد وقف إطلاق النار ليشمل شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، بهدف إتاحة مزيد من الوقت للتفاوض على هدنة دائمة، وبموجب الاقتراح، ستفرج حماس عن محتجزين أحياء مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وفق الصيغ السابقة.
وتصرّ حماس على مطالب وصفتها الولايات المتحدة بأنها "غير عملية"، حيث ترفض تقديم أي تنازلات دون اتفاقٍ شامل لوقف إطلاق النار، وقال ويتكوف في هذا السياق: "حماس تراهن رهانًا سيئًا للغاية باعتقادها أن الوقت في صالحها، هذا ليس صحيحًا، المهلة النهائية واضحة، وإذا لم تستجب الحركة، فإنها ستواجه تبعاتٍ خطيرة".
تهديد بضربات الحوثيين
تأتي تهديدات ويتكوف بعد أيام من تنفيذ الجيش الأمريكي ضربات جوية واسعة ضد مواقع الحوثيين في اليمن، في أكبر موجة من العمليات العسكرية الأمريكية هناك منذ تولي دونالد ترامب منصبه. وأكدت مصادر أمريكية أن الضربات لم تكن ضربةً منفردة، بل بداية لحملة عسكرية "متواصلة" تستهدف الحوثيين، وقد تستمر لأسابيع.
الرسالة الأمريكية إلى حماس واضحة، وهي إذا لم تستجب الحركة لمطالب الوسطاء، فقد تجد نفسها أمام تصعيدٍ عسكريٍ واسع، سواء من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة.
في ظل تصاعد التهديدات، كشفت مصادر دبلوماسية أن واشنطن أطلعت إسرائيل مسبقًا على الضربات في اليمن، وهو ما يعكس مستوى عالٍ من التنسيق العسكري بين الطرفين.
كما أكدت مصادر إسرائيلية أن إدارة ترامب تتبنى نهجًا صارمًا تجاه حماس، وأن أي مماطلة من قبل الحركة قد تدفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات أشد.