الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحالف محتمل بتحديات عميقة.. أسهم "ميرز" تعزز العلاقات الفرنسية الألمانية

  • مشاركة :
post-title
فريدريش ميرز زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تأخذ العلاقات الفرنسية الألمانية منعطفًا جديدًا مع تصدر فريدريش ميرز، زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، استطلاعات الرأي في سباق الانتخابات الألمانية المرتقبة، وتوقعت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية، تحولًا ملحوظًا في العلاقة بين القوتين الأوروبيتين، على عكس الوضع الحالي بين الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.

مؤشرات إيجابية

ووفقًا للصحيفة، تظهر مؤشرات إيجابية على التقارب بين ماكرون وميرز، ونقلت عن مصادر مطلعة في قصر الإليزيه تأكيدها وجود تفاهم كبير بينهما، تجلى في محادثاتهما المطولة خلال مؤتمر حوار برلين العالمي.

وفي خطوة لافتة، أشاد "ميرز" علنًا بالنهج الاقتصادي لماكرون، مستشهدًا بمثال شركة "بيونتيك" وكيف كان يمكن الحفاظ عليها في أوروبا إذا اتبعت ألمانيا نهجًا مماثلًا لما فعلته فرنسا.

تهديدات تعطل التقارب

غير أن هذا التقارب الظاهري يخفي تحديات اقتصادية جوهرية، ويرى شاهين فاليه، الباحث في الاقتصاد السياسي بالمعهد الألماني للشؤون الخارجية، أن الصحوة الألمانية المرتقبة قد تكشف عن هشاشة الوضع الاقتصادي الفرنسي.

وقالت "إكسبريس" إن التباين في السياسات الاقتصادية يتعمق، ففي حين تتجه فرنسا نحو فرض ضرائب استثنائية على الشركات الكبرى، يقترح المحافظون الألمان خفضًا هائلًا للضرائب وتقليصًا للنفقات الاجتماعية.

كما توقعت الصحيفة تحولًا جذريًا محتملًا في السياسة المالية الألمانية، إذ يُبدي ميرز انفتاحًا غير مسبوق لمناقشة تعديل "فرامل الديون" الدستورية، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية الأوروبية.

وحذر ستيفان ديو، كبير مديري صندوق "إليفا كابيتال"، من أن زيادة الاقتراض الألماني قد يؤدي إلى صعوبات في تمويل الدين الفرنسي البالغ 300 مليار يورو في 2025، ما قد يرفع تكلفة الاقتراض على باريس.

خلافات جوهرية

ولفتت "إكسبريس" إلى تباينات عميقة في الرؤى الاستراتيجية بين البلدين، فبينما يدعم ميرز بقوة مبادئ التجارة الحرة، تتخذ فرنسا موقفًا أكثر حمائية، خاصة في ما يتعلق باتفاقية "ميركوسور" مع دول أمريكا اللاتينية.

وأوضح يان فيرنرت، مدير معهد جاك ديلور في برلين، أن هذا التباين قد يتفاقم في ظل التهديدات التجارية الأمريكية المتزايدة.

وفي المجال الدفاعي، يظهر خلاف جوهري في تصور "أوروبا الدفاع"، فبحسب الصحيفة، تسعى فرنسا لاستثمار هذا المشروع لصالح صناعتها العسكرية، كما يتضح في مشروع طائرة القتال المستقبلية (سكاف)، بينما تميل ألمانيا للحلول السريعة عبر شراء الأسلحة من الولايات المتحدة وكوريا وإسرائيل.

وأكد البروفيسور هانس شتارك، من معهد العلوم السياسية في باريس، أن عامل الوقت يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل هذه المواقف المتباينة.

دور التحديات العالمية

فيما أشارت "إكسبريس" إلى أن المشهد الدولي المتوتر قد يدفع نحو تعزيز التعاون الفرنسي الألماني، إذ أظهرت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس العدائية في مؤتمر ميونخ للأمن مدى هشاشة العلاقات عبر الأطلسي.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن "ميرز" تعهده باستثمار العامين المتبقيين من ولاية ماكرون لتعزيز السيادة الأوروبية.

واختتمت الصحيفة الفرنسية بأن التحدي الأكبر يبقى في كيفية تجاوز الخلافات الهيكلية بين البلدين، إذ إن التوازن بين الطموحات الفرنسية في الحماية الصناعية والتوجهات الليبرالية الألمانية سيتطلب مهارة دبلوماسية فائقة، خاصة مع تصاعد التحديات العالمية وتغير موازين القوى الدولية.

وأكدت "إكسبريس" أن نجاح هذا التحالف سيكون حاسمًا لمستقبل المشروع الأوروبي في مواجهة التحديات المتزايدة.