الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ألقونا للكلاب.. صرخات 7 أكتوبر جرح غائر في نفوس رجال شرطة إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
رجال شرطة إسرائيليون يشكون من التهميش والحرمان من الدعم النفسي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

يشكو رجال الشرطة الإسرائيلية واقعًا مأساويًا يعانون فيه من إهمال مؤسسي ومعاملة جافة من الحكومة الإسرائيلية، إذ نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، شهادات صادمة لرجال شرطة الذين شاركوا في أحداث 7 أكتوبر، بدءا من التهديد بالفصل، والتهميش والحرمان من الدعم النفسي، وغيرها من الإجراءات القاسية والتجاهل الصارخ لمعاناتهم النفسية والجسدية.

منسيون في النظام

يرى رجال الشرطة الإسرائيلية الذين شاركوا في أحداث السابع من أكتوبر أن النظام الذي خدموه لأعوام طويلة أدار لهم ظهره بمجرد أن بدأوا يعانون من آثار الصدمة.

أحد الضباط في المنطقة الجنوبية بإسرائيل يروي كيف خاض معركة شرسة خلال الأحداث، مشيرًا إلى أنه واجه كمينًا وقاتل لعدة ساعات وأنقذ جرحى من دبابة عسكرية وصلت إلى المكان، وبعد تلك الليلة الدامية، اضطربت حالته النفسية وعاد إلى عمله معتقدًا أن الأمور ستتحسن، لكنها ساءت أكثر.

ويقول: "في البداية، أظهر المسؤولون تفهمًا، لكن بعد تغيير الضابط المسؤول، انقلبت الأمور، تم فرض إجراءات صارمة ضدي، طُلب مني العلاج، لكن بدلًا من تلقي الدعم، بدأوا يلوحون بإمكانية تقليص راتبي. وفي النهاية، تم تحويلي إلى التقاعد الإجباري دون أن يمنحوني فرصة للتحسن"، مضيفا "يرسلونك في مهام صعبة دون تفكير، لكن عندما تتعطل، يلقون بك للكلاب".

هذه ليست حالة فردية، بل نمط متكرر يعيشه كثير من رجال الشرطة الإسرائيليين الذين شاركوا في القتال خلال أحداث هجوم 7 أكتوبر من 2023.

عقاب على الحالة النفسية

يروي أحد المراسلين العاملين في الشرطة كيف كان يستمع طوال يوم 7 أكتوبر إلى نداءات الاستغاثة المباشرة عبر شبكة الاتصالات، تلك التجربة تركت آثارًا نفسية عميقة عليه، لكنه لم يجد أي تفهم من رؤسائه.

فيقول: "طلبت فقط ألا يتم تكليفي بالعمل في أماكن مزدحمة تُعيد إليّ الذكريات القاسية، لكن بدلاً من ذلك، تلقيت عقوبات تأديبية، وتم خصم جزء من راتبي، والآن أواجه خطر الفصل".

ونقلت الصحيفة العبرية عن محاميه: "إن شرطة إسرائيل تتجاهل بشكل ممنهج المحنة التي يعيشها هذا الشرطي وغيره، وتستمر في ممارسة العقوبات ضدهم دون أي اعتبار لحالتهم النفسية".

تهديدات بالفصل

يشير ضابط شرطة آخر إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعامل رجال الشرطة كأرقام وليس كأشخاص لديهم مشاعر وتأثيرات نفسية، فيقول: "لا يوجد دعم حقيقي، أطباء الشرطة يلغون تقارير الأطباء النفسيين بدون صلاحية واضحة، وأي شرطي ينهار نفسيًا يجد نفسه مضطرًا للعودة إلى العمل، حتى لو لم يكن مستعدًا لذلك، ومن يرفض، يُهدَّد بالفصل أو بقطع راتبه".

ويحذر هذا الضابط من أن هذا النهج قد يؤدي إلى المزيد من المآسي، كما حدث مع شرطي أقدم على الانتحار بعد تعرضه لضغوط نفسية هائلة دون تلقي أي دعم.

أحد الضباط الذين طلبوا الدعم النفسي بعد أحداث 7 أكتوبر واجه ردًا صادمًا من قادته: "عندما أدركت أنني بحاجة إلى علاج نفسي، طلبت الدعم من الشرطة، لكن الرد كان بسيطًا: ’إذا لم تكن بخير، استقل، لم يسألني أحد كيف يمكن مساعدتي، بل تعاملوا معي كعبء يجب التخلص منه".

ويحكي الضابط عن حادثة أخرى وقعت عندما تم سؤال رجال الشرطة إن كان أي منهم غير قادر على تنفيذ المهام الصعبة بعد الهجوم، عندما رفع يده وأعلن أنه لا يستطيع، كان الرد: "لا يوجد شيء يمكن فعله، عليك الذهاب".

تنصل من المسؤولية

تشير إحدى ضابطات الشرطة الإسرائيلية المتقاعدات قسريًا إلى أن الشرطة تتنصل بشكل ممنهج من مسؤولياتها تجاه رجالها، فتقول: "أردت الاستمرار في الخدمة، لكنني أدركت أنه من الأفضل لي المغادرة بدلًا من التعرض للمزيد من الإساءة، لم أجد أي دعم نفسي، حتى عندما طلبت المساعدة لإنقاذ زواجي الذي انهار بعد الصدمة، قوبل طلبي بالرفض".

وتضيف، "أن هناك ضباطًا لا يعرفون حتى حقوقهم، وأنه عندما حاول إحضار محامٍ لشرح حقوق رجال الشرطة، صُدم الكثيرون عندما اكتشفوا أنهم يتعرضون للحرمان من حقوقهم الأساسية".

في ردها على هذه الشهادات، أكدت الشرطة الإسرائيلية أنها "تولي أهمية قصوى لعلاج رجال الشرطة المصابين أثناء أداء الواجب، خصوصًا في أعقاب أحداث 7 أكتوبر"، وأشارت إلى إطلاق برنامج "صمود"، الذي يهدف إلى تقديم دعم شامل يشمل العلاج النفسي والمساعدة في إعادة التأهيل.