الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تنصل من المسؤولية.. المتأخرات الأمريكية لدى الأمم المتحدة "موضع اتهام"

  • مشاركة :
post-title
علما أمريكا والأمم المتحدة

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

سلطت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، الضوء على تأخر الولايات المتحدة الأمريكية في دفع 2.8 مليار دولار، منها 1.5 مليار دولار للميزانية العادية للأمم المتحدة، واصفة ذلك بأنه "مثال سلبي على القيادة الدولية". 

واتهمت الصحيفة واشنطن، باعتبارها أحد أهم أعضاء الأمم المتحدة، عدم الدفع بأنه يمثل مرة أخرى مثالًا سلبيًا على "القيادة الدولية".

التنصل من المسؤولية

وبالنسبة لقوة عظمى قادرة على إنفاق مليارات الدولارات لدعم الحروب، فإن مبلغ 2.8 مليار دولار المستحق للأمم المتحدة يبدو رقمًا تافهًا، لكنه يعكس الموقف الانتقائي للولايات المتحدة، إذ إنها تدعم أولئك الذين يخدمون مصالحها الخاصة بينما تتهرب من المسؤوليات التي تليق بمكانتها كقوة عظمى.

وقال شيانج، الخبير في الدراسات الأمريكية، زميل الأبحاث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لصحيفة "جلوبال تايمز": "المتأخرات الأمريكية في الميزانية العادية للأمم المتحدة تضعف دور الأمم المتحدة"، خاصة وأن عمليات الأمم المتحدة تعتمد بشكل كبير على عائدات الاشتراكات، وقد يعيق التمويل غير الكافي قدرتها على تعزيز المساعدات الإنسانية وعمليات حفظ السلام وغيرها من الأجندات العالمية بشكل فعّال.

ويعد سداد الاشتراكات في الوقت المناسب أحد أهم المسؤوليات الأساسية للدول الأعضاء في إطار الأمم المتحدة.

خدمة مصالحها الخاصة

كانت الضائقة المالية مشكلة مستمرة للأمم المتحدة، خاصة وأن الولايات المتحدة لا تدفع مستحقاتها إلا عندما تحتاج إلى دعم الأمم المتحدة، كما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر عندما دفعت الولايات المتحدة متأخراتها.

ومع فشل الأمم المتحدة في تلبية مطالب الولايات المتحدة بشأن القرارات المتعلقة بأزمة أوكرانيا والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ظلت المستحقات غير مدفوعة حتى أجل غير مسمى.

وتستخدم واشنطن قوتها الاقتصادية ومكانتها داخل الأمم المتحدة كذريعة لإجبار الأمم المتحدة على التوافق بشكل أوثق مع مواقف الولايات المتحدة ومصالحها بشأن القضايا الدولية.

الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن
تناقض المعايير

في أواخر 2024، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية حزمة مساعدات أمنية بقيمة 988 مليون دولار لأوكرانيا، ليصل إجمالي مساعداتها منذ بداية الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى 62 مليار دولار.

وفي هذا الصدد؛ قال "شيانج"، إنه إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد لتخصيص جزء صغير فقط من الأموال التي تنتهي في نهاية المطاف في جيوب تجار الأسلحة الأمريكيين للأمم المتحدة، فإن ذلك من شأنه أن يقدم مساهمة أكبر بكثير للعالم".

وعلى جبهة أخرى، ترى "جلوبال تايمز" أن الولايات المتحدة تتجاهل الوفاء بواجباتها كقوة عظمى، وتعمل بشكل انتقائي. وهذا التناقض لا يلقي الضوء على فقدان المسؤولية الدولية للولايات المتحدة فحسب، بل يعزز أيضًا إدراك العالم المتزايد لعدم اكتراث الولايات المتحدة بالتعددية.

وأكدت الصحيفة الصينية، أن هذا التناقض أيضًا يضر بسمعة الولايات المتحدة، ويعمق عدم ثقة البلدان النامية تجاه الولايات المتحدة، ويؤدي إلى تآكل مصداقيتها وأساسها الأخلاقي على مستوى العالم.