الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اعتبرتها دولة معادية.. تفاصيل إغلاق سفارة إسرائيل في إيرلندا

  • مشاركة :
post-title
السفارة الإسرائيلية في دبلن

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في خطوة غير مسبوقة تعكس تدهور العلاقات بين البلدين، أعلنت إسرائيل إغلاق سفارتها في إيرلندا، متهمة دبلن بمعاداة السامية واتباع سياسات مناهضة للدولة اليهودية.

جاء القرار في سياق تصاعد التوتر بين الطرفين بعد اعتراف إيرلندا بالدولة الفلسطينية وانضمامها إلى دعوى قضائية دولية ضد إسرائيل، هذا التحرك يفتح باب التساؤلات حول تداعياته على المشهد الدبلوماسي، ودوره في رسم ملامح جديدة للسياسة الخارجية الإسرائيلية في أوروبا.

إغلاق السفارة

بحسب ما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن، متهمًا الحكومة الأيرلندية باتباع سياسات "معادية لإسرائيل تتجاوز كل الخطوط الحمراء". وصرّح "ساعر" قائلًا: "الأفعال والخطابات المعادية للسامية التي تستخدمها أيرلندا تقوم على نزع الشرعية وشيطنة الدولة اليهودية".

كما أضاف أن الموارد الدبلوماسية لإسرائيل ستُخصص لتعزيز العلاقات مع الدول التي تظهر مواقف أكثر إيجابية تجاه الدولة العبرية.

ردود الفعل الأيرلندية

في المقابل، أعربت وزارة الخارجية الأيرلندية عن أسفها للقرار، مؤكدة أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسي. وأضاف البيان: "موقف أيرلندا بشأن الصراع في الشرق الأوسط يسترشد بمبادئ القانون الدولي والالتزام بالإنسانية".

كما انتقدت دبلن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر معتبرة أنها تنتهك القانون الدولي وتفرض عقابًا جماعيًا على الفلسطينيين.

توترات ممتدة

أحد أبرز نقاط الخلاف كان انضمام أيرلندا إلى دعوى رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية. هذا التطور اعتبرته إسرائيل تصعيداً خطيرًا، ودليلًا إضافيًا على ما وصفه ساعر بـ"عداء أيرلندا السافر".

وتصاعدت التوترات في أكتوبر الماضي عندما رفض الجنود الأيرلنديون، الذين يعملون ضمن قوات اليونيفيل، إخلاء مواقعهم بناءً على طلب إسرائيل. أثار هذا الموقف مواجهة حادة بين السفارة الإسرائيلية والرئيس الأيرلندي مايكل هيغينز، الذي وصف المطالب الإسرائيلية بأنها "فضيحة".

مواقف متباينة في الداخل الإسرائيلي

وهاجم زعيم المعارضة يائير لابيد قرار ساعر، معتبرًا أنه يمثل "استسلاماً لمعاداة السامية"، وقال لابيد في تغريدة على منصة إكس: "الطريقة للتعامل مع النقد ليست بالهروب، بل بالبقاء والقتال".

رداً على لابيد، نشر ساعر تغريدة وصف فيها مواقف المعارضة بالعار، قائلًا: "ما تواجهه إسرائيل من إيرلندا ليس نقدًا، بل معاداة واضحة للسامية ونزع الشرعية".

كما أضاف أن السياسة الخارجية الإسرائيلية ستُوجه نحو دول تُظهر استعدادًا لتعزيز علاقاتها مع إسرائيل، مشيرًا إلى افتتاح سفارة جديدة في مولدوفا كدليل على هذه السياسة الجديدة.

تحولات في الدبلوماسية الإسرائيلية

منذ عودة السفيرة الإسرائيلية في دبلن، دانا إرليخ، للتشاور في إسرائيل قبل أشهر، استمرت في إدارة العلاقات مع إيرلندا من مواقع دبلوماسية خارج البلاد. أقامت إرليخ في البداية في لندن، قبل أن تُنقل إلى مدريد. ورغم التحديات، واصلت السفيرة إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأيرلندية والدفاع عن موقف إسرائيل بشراسة.

بالتزامن مع إغلاق السفارة في دبلن، أعلنت إسرائيل عن افتتاح سفارة جديدة في مولدوفا، كجزء من استراتيجية تهدف إلى توجيه الموارد الدبلوماسية نحو الدول التي ترغب في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل.

عزلة إسرائيل

علّق رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس على القرار الإسرائيلي قائلًا: "نحن ندعم السلام وحقوق الإنسان، ولن نصرف النظر عن موقفنا المؤيد لحل الدولتين".

من جهة أخرى، يشير المحللون إلى أن هذه الخطوة قد تزيد من عزلة إسرائيل في بعض الأوساط الأوروبية، خاصة في ظل الانتقادات المتزايدة لسياستها تجاه الفلسطينيين.

يمثل إغلاق السفارة الإسرائيلية في إيرلندا تحولًا مهمًا في السياسة الخارجية الإسرائيلية، يعكس تصعيدًا في المواجهة مع الدول التي تُظهر مواقف نقدية تجاهها. وبينما تحاول إسرائيل توجيه جهودها نحو بناء علاقات مع دول صديقة، يبقى السؤال: هل ستساهم هذه الخطوة في تعزيز مكانتها الدبلوماسية أم أنها ستؤدي إلى مزيد من العزلة في أوروبا؟