الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

منعا لانهيار ائتلافه الهش.. استئناف الحرب على غزة إنقاذ لـ"نتنياهو"

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

هدّد مسؤولون إسرائيليون، باستئناف إطلاق النار في غزة، خلال الأسابيع المقبلة، في أعقاب نشوب أزمة داخلية في حكومة دولة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو التي شهدت استقالات عدد من الوزراء رفضًا لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يقفون وراء هدفهم المتمثل في تفكيك الجناح العسكري لحماس، مضيفين أن تل أبيب قد تستأنف الحرب على قطاع غزة بعد إطلاق سراح المحتجزين الثلاثين المتبقين، من بين نحو 100 محتجز لا يزالون في غزة، خلال الأسابيع المقبلة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "أمام الضغوط الدولية، تشير التحليلات إلى أن إسرائيل قد تواجه صعوبة في استئناف الحرب بشكل فعال، خاصة إذا لم يكن هناك استعداد دولي أو خطة واقعية للسيطرة على غزة".

وقالت إنه "في داخل غزة، يختلف الرأي بين أنصار حماس من جهة، والعديد من سكان القطاع الذين يخشون من أن بقاء الحركة في السلطة سيؤدي إلى استمرار حكمها القاسي وإلى اندلاع حرب جديدة في المستقبل القريب".

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، يوم الأحد الماضي، بعد عدوان دموي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، خلف أزمات إنسانية خانقة في كافة نواحي الحياة، وقضى على الخدمات الأساسية ومقومات البنية التحية فيها، ودمر عشرات الآلاف من المنازل والوحدات السكنية، وأسفر عن استشهاد 47 ألفًا و107 فلسطينيين على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفًا و147 آخرين، في حين لا يزال نحو 11 ألف مفقود تحت الركام وفي الطرقات.

انهيار ائتلاف نتنياهو

وجاءت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، وسط هشاشة ائتلاف نتنياهو، والاستقالات المتتالية في الحكومة، بعدما أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزراء حزبه استقالاتهم، احتجاجًا على إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ووصف بن جفير الاتفاق بـ"غير الشرعي"، مشيرًا إلى أنه يتضمن إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، ما قد يُعد نصرًا لحماس ويهدد أمن إسرائيل، وفق تعبيره.

وأكد "بن جفير"، في بيانٍ له أن "استقالته لن تعني انهيار الحكومة، إذ أوضح أنه لن يعمل على إسقاطها، كما أن الائتلاف الحاكم يمتلك الأغلبية حتى في غيابه".

ومع ذلك، أضاف أن حزبه "عوتسما يهوديت" سيعود للمشاركة في الحكومة إذا استؤنفت الحرب ضد حماس وحققت أهدافها. ورغم أن مكتب نتنياهو أعرب عن رغبته في استمرار بن جفير بالحكومة، إلا أن التركيز الأكبر كان على رئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، باعتباره شخصية محورية في هذه الأزمة.

وأشارت مصادر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن مكتب نتنياهو يبذل جهودًا لتفكيك الخلافات مع سموتريتش، الذي اعتُبر موقفه نابعًا من قناعات أيديولوجية وليس مجرد تكتيك سياسي.

استقالات قد تطال القادة السياسيين

كذلك أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن استقالة مسؤولين كبار في جيش الاحتلال "تنذر بمرحلة مقبلة ستتوجه فيها الأنظار إلى القادة السياسيين". وطوال فترة الحرب، تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقضاء على حماس.

وذكر مايكل ميلشتاين، وهو محلل سابق في الاستخبارات العسكرية ومتخصص في الشؤون الفلسطينية: "في حين أن حماس أضعف كثيرًا مما كانت عليه قبل 7 أكتوبر، إلا أنه من الواضح تمامًا أنها قادرة على فرض سيادتها في كل مكان في غزة".

وقال المحللون إن حماس كانت تحاول في تحركاتها الأخيرة توضيح أنها يجب أن يكون لها دور مؤثر في المناقشات حول "اليوم التالي"، في إشارة إلى الإدارة المستقبلية لغزة.

وقال غيث العمري، الخبير في الشؤون الفلسطينية: "رسالتهم للجميع هي، لا يمكنك استبعادنا من اليوم التالي".

وفي حين يقول بعض المحللين إن إسرائيل قد تزيل حماس من السلطة في نهاية المطاف، يرى آخرون أنها ستواجه صعوبة في استئناف الحرب في مواجهة الضغوط الدولية، وحتى لو فعلت ذلك، يقول هؤلاء المحللون، إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ستواجه تحديات هائلة في اقتلاع حماس من غزة دون تنفيذ احتلال مباشر.