الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من معركة كورسك إلى التفجير الذاتي.. الجنود الكوريون الشماليون في صراع من أجل البقاء

  • مشاركة :
post-title
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في إحدى معارك هذا الأسبوع بمنطقة كورسك الروسية المكسوة بالثلوج، عثرت القوات الأوكرانية على جثث لأكثر من عشرة جنود كوريين شماليين، لقوا حتفهم أثناء المواجهات مع القوات الأوكرانية.


وبينما كان الجنود الأوكرانيون يواصلون فحص الجثث، اكتشفوا جنديًا كوريًا شماليًا ما زال على قيد الحياة. وعندما اقتربوا منه، فجر هذا الجندي قنبلة يدوية؛ مما أسفر عن مقتله على الفور. وأكدت قوات العمليات الخاصة الأوكرانية أن الجنود الأوكرانيين الذين كانوا قريبين من التفجير نجوا دون إصابات.


يأتي هذا الحادث في إطار الأدلة المتزايدة من ساحة المعركة، والتقارير الاستخباراتية، وشهادات المنشقين التي تكشف عن وجود تدابير متطرفة يلجأ إليها بعض الجنود الكوريين الشماليين، بما في ذلك التفجير الذاتي والانتحار، في دعمهم للجهود الحربية الروسية ضد أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.


ووفقًا لجندي سابق في الجيش الكوري الشمالي يدعى "كيم"، الذي انشق إلى كوريا الجنوبية في 2022، فإن الانتحار والتفجير الذاتي هو جزء من الواقع القاسي في كوريا الشمالية. وأوضح كيم في تصريحات لوكالة "رويترز" أنه "تم غسل أدمغة هؤلاء الجنود الذين غادروا وطنهم للقتال في روسيا، وهم مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل كيم جونج أون".


وكان "كيم" قد عمل لعدة سنوات في روسيا، تحديدًا حتى عام 2021، ضمن مشاريع بناء تابعة للجيش الكوري الشمالي، وذلك بهدف جمع العملة الأجنبية لصالح النظام، وفقًا لتقارير قدمتها منظمة "جمعية أسر ضحايا السجون في كوريا الشمالية".


من جهة أخرى، أشارت التقارير الأوكرانية والغربية إلى أن كوريا الشمالية أرسلت حوالي 11 ألف جندي لدعم القوات الروسية في منطقة كورسك غرب روسيا، والتي استولت عليها أوكرانيا في عملية مفاجئة العام الماضي. وأكدت كييف أن أكثر من 3,000 جندي كوري شمالي قد لقوا حتفهم أو أصيبوا خلال المعارك المستمرة.


وفي وقت لاحق، نشرت أوكرانيا مقاطع فيديو تُظهر اثنين من الجنود الكوريين الشماليين الذين تم أسرهم. وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أحد الجنود أبدى رغبته في البقاء في أوكرانيا، بينما أبدى الآخر رغبة في العودة إلى كوريا الشمالية.


وتعد مشاركة كوريا الشمالية في الحرب الروسية هي أول تدخل كبير لها في صراع عسكري منذ حرب كوريا 1950-1953، رغم أنها كانت قد أرسلت قوات صغيرة للمشاركة في حرب فيتنام. وقد حذرت الولايات المتحدة من أن الخبرة المكتسبة من الحرب الروسية قد تجعل كوريا الشمالية "أكثر قدرة على خوض الحروب ضد جيرانها".


وفي تعليق من عضو في البرلمان الكوري الجنوبي، أكد المسؤول الذي أُطلع على تقارير وكالة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية أن "العديد من الجنود الكوريين الشماليين المصابين والقتلى على ساحة المعركة يظهرون أنهم غير مهيئين للقتال الحديث، مثل الهجمات بالطائرات المسيرة، وقد يتم استخدامهم كـ "وقود للمدافع" من قبل روسيا".


الأمر الأكثر إثارة للقلق هو وجود دلائل على أن هؤلاء الجنود قد تم توجيههم إلى الانتحار إذا كانوا مهددين بالقبض عليهم من قبل القوات الأوكرانية. وأشار لي سونج كيون، عضو لجنة الاستخبارات في البرلمان الكوري الجنوبي، إلى أن أحد الجنود الكوريين الشماليين كان في خطر الوقوع في الأسر على يد الجيش الأوكراني، فصرخ مناشدًا كيم جونج أون، ثم سحب قنبلة يدوية ليقوم بتفجير نفسه، ولكنه قتل قبل أن يتمكن من تنفيذ ذلك.


وأضاف "لي" أن الوثائق التي عثر عليها بحوزة الجنود الكوريين الشماليين القتلى تُظهر أن السلطات الكورية الشمالية كانت تشدد على ضرورة الانتحار قبل الوقوع في الأسر.


وفي هذا السياق، أكد كيم، الجندي المنشق، أن العودة إلى كوريا الشمالية ستكون "مصيرًا أسوأ من الموت"، حيث يُعتبر الجنود الذين يتم أسرهم "خونة"، ويُطلب منهم "ترك رصاصة أخيرة"، في إشارة إلى أن الموت هو الخيار الأفضل لحماية شرفهم وعائلاتهم.


إن هذه الحوادث تثير العديد من التساؤلات حول الطريقة التي يتم بها استخدام الجنود الكوريين الشماليين في النزاع الروسي الأوكراني، وكذلك حول الدوافع التي تحركهم للمضي في هذه الحرب، بما في ذلك ضغوط النظام الكوري الشمالي على جنوده، حسبما ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية.