في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، ومن قلب المعارك في أراضي منطقة كورسك، أُعلن عن أسر جنديين اثنين من كوريا الشمالية، في حادثة تعد الأولى من نوعها.
واقعة وثّقت بالصوت والصورة، لتثير سؤال: كيف وصل هؤلاء الجنود إلى هذا المكان؟.. وما الدور الذي تلعبه كوريا الشمالية في هذه الحرب؟.
أسر مفاجئ
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الأوكرانية تمكنت من أسر جنديين كوريين شماليين في منطقة كورسك الروسية، وأوضح زيلينسكي عبر بيان بثه على منصة "إكس"، أن الجنديين تم نقلهما إلى العاصمة كييف، حيث يتم التحقيق معهما بواسطة جهاز الأمن الأوكراني، وقد أرفق البيان بصور للجنديين المصابين.
وقال زيلينسكي: "أسر جنودنا عسكريين كوريين شماليين مصابين في منطقة كورسك، وتم نقلهما إلى كييف، حيث يتواصلان الآن مع جهاز الأمن الأوكراني".
دور كوريا الشمالية
تشير التقديرات الأوكرانية والغربية إلى وجود نحو 11 ألف جندي كوري شمالي في منطقة كورسك، وقد احتلت القوات الأوكرانية عدة مئات من الكيلومترات المربعة عقب توغل عبر الحدود في أغسطس من العام الماضي.
وفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مقتل أو إصابة أكثر من ألف جندي كوري شمالي في كورسك خلال ديسمبر الماضي.
وأكد زيلينسكي أن الجنود الأسرى خضعوا لتدريبات قصيرة الأجل في روسيا قبل إرسالهم إلى جبهات القتال.
معاملة إنسانية
ونشر جهاز الأمن الأوكراني مقطع فيديو يظهر الجنديين الأسيرين، حيث يتلقيان الرعاية الطبية، وأكد الجهاز أن أحد الجنديين تم القبض عليه بواسطة القوات الخاصة الأوكرانية، فيما قبضت قوات المظليين على الآخر. وأوضح الفيديو أن الجنديين يتواصلان مع السلطات الأوكرانية بمساعدة مترجمين.
وأشار التقرير إلى أن أحد الجنديين كان يحمل بطاقة هوية عسكرية روسية صادرة باسم شخص من "توفا" في روسيا، فيما لم يكن الآخر يحمل أي وثائق. وأكد أحدهما أنه كان يعتقد أن مهمته تقتصر على التدريب في روسيا وليس القتال.
ردود دولية
بينما يتواصل القتال على الجبهات، تكثّف كل من موسكو وكييف جهودهما لتثبيت مواقعهما التفاوضية قبيل أي محادثات سلام محتملة. وذكر الرئيس زيلينسكي أن هجوم كورسك يمنع روسيا من إعادة توجيه قواتها إلى مناطق أخرى في أوكرانيا.
وفيما يبدو أن الحرب تستنزف كلا الطرفين بعد ثلاث سنوات من الصراع، فإن القبض على الجنود الكوريين الشماليين يشكل منعطفًا جديدًا قد يحمل تأثيرات كبيرة على الساحة الدولية، وسط دعوات متزايدة لاحترام اتفاقيات جنيف التي تحمي حقوق الأسرى.