بعد تنصيب الرئيس الجديد ميخائيل كافيلاشفيلي، أعرب المتظاهرون أمام مبنى البرلمان في تبليسي مرة أخرى عن غضبهم، ضد حزب الحلم الجورجي.
وقالت سالومي زورابيشفيلي، الرئيسة المنتهية ولايتها، قبل مغادرة القصر الرئاسي، إن الحكومة تعيد جورجيا إلى "الفلك الروسي" وتسهل تنصيب دكتاتورية روسية من خلال عزل البلاد تمامًا.
وكانت زورابيشفيلي تشير إلى إعلان الحكومة أنها ستعلق عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي حتى نهاية عام 2028، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات على مستوى البلاد.
وعلق الاتحاد الأوروبي بالفعل عملية الانضمام في يونيو بعد إقرار قوانين وصفها بالقمعية، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة، أقر برلمان جورجيا قانون "النفوذ الأجنبي".
ولا توجد علاقات دبلوماسية، ومنذ حرب عام 2008، انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في ذلك الوقت، هاجمت روسيا جورجيا، وبعد حرب استمرت خمسة أيام، اعترفت موسكو بإقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين كدولتين مستقلتين.
وعلى عكس رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أو رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، لا يسافر أعضاء الحكومة الجورجية إلى موسكو لإجراء محادثات رسمية، وتقاوم الحكومة حتى الآن الدعوات للمشاركة في اجتماعات صيغة 3+3 الإقليمية التي تضم روسيا وإيران وتركيا وأرمينيا وأذربيجان.
في الحرب ضد أوكرانيا، تستطيع روسيا أن تستفيد من مناطق جورجيا التي احتلتها في عام 2008.
حلم الانضمام لأوروبا
وتريد الأغلبية الساحقة من الجورجيين أن تنضم بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي، وقبل عام واحد حصلت جورجيا، إلى جانب أوكرانيا وجمهورية مولدوفا، على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتوقفت العملية منذ مارس الماضي بعد ما قدّم الحزب الحاكم في تبليسي قانون تجسس مثير للجدل يستند إلى النموذج الروسي، وهو ما يتعارض مع المعايير القانونية للاتحاد الأوروبي.
حرب الخمسة أيام
كانت جورجيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي وأعلنت استقلالها بعد انهياره عام 1991، لكن العلاقات مع روسيا تدهورت ثم تصاعدت في 2008، اندلعت حربًا بين جورجيا وروسيا على خلفية الصراع على المناطق الانفصالية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ما دفع روسيا إلى مهاجمتها، وانتصرت موسكو في حرب الخمسة أيام فقط، إذ ساروا لمسافة تصل 40 كيلومترًا من العاصمة تبليسي، وبعد انتهاء الحرب بسرعة، اعترفت روسيا بالمناطق الانفصالية الموالية لروسيا كدول مستقلة.
وعلى الرغم من أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لا تزالان تابعتان لجورجيا بموجب القانون الدولي، إلا أن تبليسي لم تعد تسيطر على الدولتين اللتين تدعمهما روسيا.
وتعمل النزاعات الإقليمية على الأراضي الجورجية، في إبعادها عن "الناتو"، إذ إن موسكو على دراية أن بلدًا يعاني من مثل هذا الوضع الأمني غير المستقر لا يمكن أن ينجح في الاقتراب من الاتحاد الأوروبي.