الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحلم يتبخر.. أمريكا تدعم المحتجين بتعليق شراكتها مع جورجيا

  • مشاركة :
post-title
الاحتجاجات في جورجيا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

مع اشتعال الاحتجاجات في العاصمة الجورجية تبليسي المنقسمة على نفسها بين مؤيد لأوروبا، وموالٍ لروسيا، تتزايد الضغوط على الحكومة جراء امتداد الاحتجاجات لجميع أنحاء البلاد، ما دفع الولايات المتحدة لتعليق علاقتها بها، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.

ويطالب المتظاهرون بإعادة الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أكتوبر الماضي، رافضين قبول نتائجها بسبب ما وصفوه بالتلاعب الكبير وتزوير الأصوات.

وعلى مدار ثلاثة أيام، ظل عشرات الآلاف من الأشخاص يحتجون كل مساء في العاصمة تبليسي وعدة مدن أخرى في جورجيا ضد قرار الحكومة بتجميد مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

دعم أمريكي للمتظاهرين

وتلقى المتظاهرون في جورجيا دعمًا أمريكيًا بقرار واشنطن تعليق شراكتها الاستراتيجية مع جمهورية جنوب القوقاز، ردًا على التطورات السياسية في جورجيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن قرار حزب "الحلم الجورجي" الحاكم الموالي لروسيا بتعليق عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كان خيانة للدستور الجورجي، وإدانة للاستخدام المفرط للقوة ضد الجورجيين الذين يمارسون حقهم في الاحتجاج.

حلم الانضمام لأوروبا

وتريد الأغلبية الساحقة من الجورجيين أن تنضم بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي، وقبل عام واحد حصلت جورجيا، إلى جانب أوكرانيا وجمهورية مولدوفا، على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتوقفت العملية منذ مارس الماضي بعد ما قدّم الحزب الحاكم في تبليسي قانون تجسس مثير للجدل يستند إلى النموذج الروسي، وهو ما يتعارض مع المعايير القانونية للاتحاد الأوروبي.

وتفاقم الصراع السياسي الداخلي في جورجيا في الآونة الأخيرة، وأعلنت الرئيسة سالومي زورابيشفيلي، حليفة المتظاهرين المؤيدين لأوروبا، في رسالة بالفيديو في تبليسي مساء أمس السبت، أنها لن تسلم مهامها إلا عندما تكون هناك حكومة منتخبة شرعيًا في البلاد.

تنتهي فترة ولاية سالومي زورابيشفيلي-رئيسة البلاد- فعليًا في منتصف ديسمبر، وللمرة الأولى، لن يتم تعيين خليفتها مباشرة من قِبل الشعب، بل من قِبل أعضاء البرلمان وممثلي المناطق.

وفي جمهورية جورجيا بجنوب القوقاز، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين المناهضين للحكومة لليلة الثالثة على التوالي، وبحسب وسائل الإعلام الجورجية، استخدم الضباط خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، وأطلق المتظاهرون الألعاب النارية على الشرطة.

وفي الصباح فقط تمكّن الرجال الذين يرتدون الزي الرسمي من إبعاد المتظاهرين عن مبنى البرلمان في روستافيلي بروسبكت في العاصمة تبليسي، في الاحتجاجات الأكبر منذ إعادة انتخاب الحزب الحاكم المناهض للغرب الشهر الماضي.

اتهامات بتزوير الانتخابات

تعود خلفية الاحتجاجات إلى الانتخابات البرلمانية التي جرت في نهاية أكتوبر الماضي، التي يصفها المتظاهرون بالتزوير، وكانت نتيجتها فوز الحزب الحاكم الموالي للكرملين "الحلم الجورجي"، ولم تعترف المعارضة بنتائج الانتخابات وترفض قبول ولاياتها.

وقد أجّج الاحتجاجات رئيس الوزراء عراكلي كوباتشيدزه، الذي أعلن أن مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي، التي اتهمها بالتدخل والابتزاز، سيتم تأجيلها حتى عام 2028.

يريد الجورجيون المؤيدون للغرب أيضًا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لأنهم يخشون أن تتمكن روسيا يومًا ما من الاستيلاء على البلاد بأكملها، مع العلم بأن عدد سكان جورجيا يبلغ 3.7 مليون نسمة فقط.

حرب الخمسة أيام

كانت جورجيا جزءًا من الاتحاد السوفيتي وأعلنت استقلالها بعد انهياره عام 1991، لكن العلاقات مع روسيا تدهورت ثم تصاعدت في 2008، اندلعت حربًا بين جورجيا وروسيا على خلفية الصراع على المناطق الانفصالية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ما دفع روسيا إلى مهاجمتها، وانتصرت موسكو في حرب الخمسة أيام فقط، إذ ساروا لمسافة تصل 40 كيلومترًا من العاصمة تبليسي، وبعد انتهاء الحرب بسرعة، اعترفت روسيا بالمناطق الانفصالية الموالية لروسيا كدول مستقلة.

وعلى الرغم من أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لا تزالان تابعتان لجورجيا بموجب القانون الدولي، إلا أن تبليسي لم تعد تسيطر على الدولتين اللتين تدعمهما روسيا.

وتعمل النزاعات الإقليمية على الأراضي الجورجية، في إبعادها عن "الناتو"، إذ إن موسكو على دراية أن بلدًا يعاني من مثل هذا الوضع الأمني ​​غير المستقر لا يمكن أن ينجح في الاقتراب من الاتحاد الأوروبي.