بعد أيام قليلة من فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب تحديات غير متوقعة من داخل حزبه الجمهوري، خاصة في ما يتعلق بترشيحاته لمناصب حكومية حساسة.
وكشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن وجود معارضة قوية داخل مجلس الشيوخ لترشيحات ترامب، وخاصة ترشيح النائب السابق مات جايتس لمنصب وزير العدل.
ترشيح يعمق الانقسام
يواجه ترشيح "جايتس" لمنصب وزير العدل معارضة شرسة من داخل الحزب الجمهوري، إذ أعلنت السيناتور ليزا موركوسكي من ألاسكا، موقفًا صريحًا برفض الترشيح، معتبرة أنه "لا يرقى لمستوى الجدية المطلوبة لمنصب وزير العدل"، وانضمت إليها السيناتور سوزان كولينز من ولاية مين، التي عبرت عن صدمتها من الترشيح.
وفي تطور لافت، خرج رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي ليؤكد في تصريحات لشبكة "بلومبرج" أن جايتس "لن يحصل على الأصوات الخمسين اللازمة لتأكيده في المنصب"، مضيفًا أن "الجميع يعلم ذلك".
وتزداد الأمور تعقيدًا مع مطالبة رئيس لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، ديك دوربن، بالكشف عن نتائج تحقيقات لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب المتعلقة بمزاعم سوء سلوك جنسي وتعاطي مخدرات ضد جايتس.
وأيّد السيناتور جون كورنين، العضو البارز في لجنة القضاء، هذا الطلب، مؤكدًا أن أي أدلة على ارتكاب جرائم ستكون "ذات صلة حتمية" بعملية التأكيد.
استراتيجية أوسع
يرى محللون سياسيون، وفق ما نقلت "ذا هيل"، أن ترشيح جايتس قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لترامب، إذ يدعم هذا الرأي تصريح السيناتور كيفن كرامر من داكوتا الشمالية الذي قال: "دونالد ترامب رجل ذكي، ولا يمكن أبداً معرفة دوافعه".
وتشير التحليلات إلى أن ترامب ربما يهدف إلى تحويل الانتباه عن ترشيحات أخرى مثيرة للجدل، مثل ترشيح مذيع "فوكس نيوز" بيت هيجسيث لوزارة الدفاع، وتولسي جابارد لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية، وروبرت كينيدي جونيور لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية.
صراع الصلاحيات
تكشف الأزمة عن صراع أعمق حول دور مجلس الشيوخ في عملية تأكيد المرشحين، إذ أثار السيناتور تومي توبرفيل من ألاباما جدلًا واسعًا بتهديد زملائه الجمهوريين بعواقب سياسية إذا صوتوا ضد مرشحي ترامب.
وقال في مقابلة مع شبكة "فوكس بيزنس": "إذا كنت لا تريد أن تكون جزءًا من الفريق، فابتعد عن الطريق"، ملوحًا بدعم منافسين لهم في الانتخابات التمهيدية.
لكن هذا الموقف قوبل برد قوي من السيناتور موركوسكي التي أكدت أن دور مجلس الشيوخ في تقييم المرشحين "منصوص عليه في الدستور"، مشددة على رفضها أن يكون المجلس "مجرد امتداد للبيت الأبيض".
وقالت: "نحن مؤسسة منفصلة ومتساوية، ولن أقبل بأقل من ذلك".
مستقبل غامض
مع سيطرة الجمهوريين على 53 مقعدًا في مجلس الشيوخ، تبدو المعركة حول ترشيح جايتس حاسمة، إذ إن إعلان سيناتورين جمهوريين معارضتهما بالفعل، يحتاج المعارضون إلى صوتين إضافيين فقط لإسقاط الترشيح.
ووصف السيناتور كريس ميرفي الديمقراطي المشهد قائلًا إنَّ زملاءه الجمهوريين أصيبوا بصدمة بالغة عند سماعهم خبر ترشيح جايتس، مشيرًا إلى حجم المفاجأة غير المتوقعة التي أحدثها هذا القرار.
ويبقى السيناتور جون ثون، الذي سيتولى منصب زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ العام المقبل، حذِرًا في تصريحاته، مؤكدًا أنه سينتظر بدء عملية المراجعة الرسمية قبل تقييم فرص نجاح الترشيحات.