الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بـ30 مليون دولار.. مَن وراء الرهانات المشبوهة على فوز ترامب في انتخابات 2024؟

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، حيث رصدت موجة ضخمة من الرهانات المالية بقيمة 30 مليون دولار تصب في صالح فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات 2024، في وقت تُشير فيه استطلاعات الرأي إلى منافسة شديدة بينه وبين منافسته نائبة الرئيس كامالا هاريس.

أسواق المراهنات السياسية؟

تعد منصة "بولي ماركت" واحدة من أبرز منصات التنبؤ السياسي في الولايات المتحدة، حيث يمكن للمستخدمين المراهنة على نتائج الأحداث السياسية باستخدام العملات المشفرة، وعلى عكس استطلاعات الرأي التقليدية، تعتمد هذه المنصات على مبدأ "المال الحقيقي"، حيث يضع المشاركون أموالهم الخاصة في رهانات على النتائج المتوقعة.

تفاصيل الرهانات المشبوهة

كشف التحقيق الذي أجرته وول ستريت جورنال عن وجود أربعة حسابات رئيسية على منصة بولي ماركت، قامت بضخ مبالغ ضخمة في رهانات لصالح فوز ترامب.

وما يثير الشكوك أن هذه الحسابات تم إنشاؤها حديثًا، وتتبع نمطًا متشابهًا في عمليات المراهنة؛ مما يُشير إلى احتمال كونها تعود لجهة واحدة.

أدت هذه الرهانات الضخمة إلى ارتفاع احتمالات فوز ترامب في المنصة إلى 62%، مقابل 38% لهاريس، وهو تحول كبير مقارنة بالتعادل الذي كان سائدًا في بداية أكتوبر.

هذا التغيير لم يقتصر تأثيره على منصة بولي ماركت فحسب، بل امتد ليؤثر على أسواق المراهنات العالمية الأخرى.

دور وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم الظاهرة

لعب رجل الأعمال إيلون ماسك دورًا محوريًا في تضخيم تأثير هذه الرهانات، عندما قام بنشر تغريدة أمام 200 مليون متابع على منصة إكس "تويتر سابقًا"، معتبرًا أن أسواق المراهنات أكثر مصداقية من استطلاعات الرأي التقليدية.

هذا التصريح أثار جدلًا واسعًا حول مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الرأي العام في القضايا السياسية.

المخاوف من التلاعب بالرأي العام

يحذر خبراء من أن هذه الرهانات قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع للتأثير على الرأي العام، إذ يشير آدم كوكران، وهو مستثمر مخضرم في مجال العملات المشفرة، إلى أن المبلغ المستثمر، رغم ضخامته، يمثل "أرخص وأكثر وسائل الدعاية السياسية فعالية، مضيفا أن هذه الرهانات قد تُستخدم لاحقًا لتعزيز نظريات التزوير في حال خسارة ترامب للانتخابات.

قصة "حوت رومني"

تستشهد الصحيفة بحادثة مشابهة من انتخابات 2012، عُرفت باسم "حوت رومني"، إذ راهن مستثمر بمبالغ ضخمة على فوز المرشح الجمهوري ميت رومني في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات.

وأدت هذه المغامرة إلى خسارة المستثمر لنحو 7 ملايين دولار، لكنها نجحت في التأثير مؤقتًا على تصورات الرأي العام.

تحليل خبراء الإحصاء والاقتصاد

يقدم البروفيسور راجيف سيثي، من كلية بارنارد، تحليلًا مفصلًا لنمط هذه الرهانات، مؤكدًا أنها تتبع أسلوبًا منهجيًا يشبه محاولات التلاعب السابقة في الأسواق المالية، مضيفًا أن التراكم التدريجي للرهانات وتأثيرها على الأسعار يتوافق مع استراتيجيات التلاعب المعروفة.

استجابة المنصة والتداعيات المحتملة

تُشير مصادر مطلعة إلى أن منصة بولي ماركت قد بدأت تحقيقًا داخليًا بمساعدة خبراء مستقلين للتحقق من هذه التداولات المشبوهة.

ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه المطالبات بتشديد الرقابة على منصات المراهنات السياسية وتأثيرها على العملية الديمقراطية.

يرى مراقبون أن هذه الظاهرة قد تكون لها تداعيات خطيرة على مصداقية العملية الانتخابية الأمريكية، فإذا كانت هذه الرهانات جزءًا من حملة منظمة للتأثير على الرأي العام، فإنها تمثل تحديًا جديدًا للديمقراطية الأمريكية، خاصة في ظل انتشار نظريات المؤامرة وتزايد الشكوك في نزاهة الانتخابات.