الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هل انتهت حرب غزة؟.. خبراء يجيبون عن السؤال الصعب بعد اغتيال السنوار

  • مشاركة :
post-title
يحيى السنوار

القاهرة الإخبارية - نادر عيسى - ياسمين يوسف

تباينت تقديرات الخبراء السياسيين حول الوضع في غزة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية يحيى السنوار، من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، اغتياله السنوار، كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن السنوار اغتيل في عملية لجيش الاحتلال بقطاع غزة فجر اليوم، ونقلت عن مصدر أمني، قوله: "تم اغتيال يحيى السنوار".

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن عملية اغتيال السنوار، هي عمليًا تمت بـ"المصادفة"، نتيجة وجوده في الأنفاق العميقة، وكان من الواضح أنه خرج لمهمة محددة ثم بـ"المصادفة" تم اغتياله في عملية غير مخططة للإطاحة به.

وتوقع "الرقب" خلال حديثه مع موقع "القاهرة الإخبارية"، أن تجتمع حركة حماس، وتختار بديلًا للسنوار، والاسمان الأقرب هما؛ خليل الحية أو خالد مشعل.

كانت إذاعة جيش الاحتلال أوضحت تفاصيل عملية اغتيال السنوار، مشيرة إلى أنه "‏وقع الاشتباك في حي تل السلطان بمدينة رفح الفلسطينية، وكان يرتدي جعبة عسكرية فيها مخازن رصاص وعدد من القنابل اليدوية إلى جانب قيادي ميداني آخر".

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، أنه "بعد القصف بفترة أرسل الجنود مسيّرة إلى المبنى وتمكنوا من التعرف على وجه السنوار الذي أصيب من قذيفة دبابة بحسب تقديرات".

تأثيره على الحرب

وحول تأثير اغتيال السنوار على الوضع في غزة وتطورات العدوان الإسرائيلي على القطاع، أكد أستاذ العلوم السياسية أن الضربة قوية لحركة حماس، لكن بالتأكيد حماس ستستمر كأي حركة مقاومة أخرى، كما رأينا في حزب الله واغتيال حسن نصر الله، لا يزال حزب متماسكًا ويقوم بعمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، لأنه بالتأكيد هناك سيناريوهات معدة مسبقًا لمثل تلك العمليات.

وللدكتور أشرف العشري، مدير تحرير جريدة "الأهرام" المصرية، رأي آخر، إذ يعتقد أنه باغتيال السنوار تكون الحرب على غزة أوشكت على النهاية، وأن نتنياهو ينتظر إعلان إشارة النصر وبالتالي تحققت المعادلة الإسرائيلية فيما يتعلق بالقضاء على حركة حماس.

وقال "العشري" لموقع "القاهرة الإخبارية": "أعتقد أنه باغتيال السنوار تمكن الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال 95% من قيادات حركة حماس فلم يعد باق سوى اثنين من القيادات الرئيسية وهما عز الدين الحداد ومحمد شبانة".

وأضاف "العشري" أن اغتيال السنوار سيؤدي إلى تغيير المعادلة فيما يتعلق بالبحث على أن يكون هناك مفاوضات في هذه المرحلة والحديث عن المحتجزين لدى حماس والإفراج عنهم خلال المرحلة المقبلة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان لهما أنه "خلال دورية روتينية لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، واجه الجنود ثلاثة مقاتلين، فتبادلوا إطلاق النار معهم واغتالوهم".

وقال مسؤولون إسرائيليون لوسائل إعلام عبرية، إن "الجنود رأوا وجه إحدى الجثث يشبه وجه السنوار، لكن لم يتسن التأكد من هويته على الفور"، مضيفين أن "الحادث كان عرضيًا وليس مبنيًا على معلومات استخباراتية".

اليوم التالي للحرب

وحول ما إذا كان اغتيال السنوار سيفتح الباب أمام سيناريوهات اليوم التالي للحرب في غزة، أشار "الرقب"، إلى أن الأمر ليس بهذه السهولة على الإطلاق، خصوصًا مع صناعة الكراهية التي تتم بشكل ممنهج نتيجة المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال منذ عام ويزيد داخل القطاع، والمجاعة التي يفرضها في الشمال.

أما "العشري"، فصرّح بأنه باغتيال السنوار أصبح نتنياهو يتحكم بزمام الأمور، وإذا كان يريد استعادة أسراه فيجري محادثات في الخارج إلى أن يكون هناك نوع من التواصل بشأن إمكانية بحث اليوم التالي ومَن سيتولى إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة بعد انتهاء المفاوضات وتبادل الرهائن.

ويرى "العشري" أن السلطة الفلسطينية هي الأقرب بعد انتهاء حكم حماس في غزة، وسيتوقف على الأمر أيضًا أن يكون هناك بدء التهدئة في القطاع بشكل تدريجي الذي يحتاج إلى عدة أيام وأسابيع حتى يكون هناك إعلان وقف إطلاق النار أو انتهاء الحرب.

يحيى السنوار
الحرب من غزة إلى لبنان

وذكر العشري "أنه باغتيال السنوار انتهينا من فصل قطاع غزة وسيكون البحث عما سيحدث في جنوب لبنان في الأيام المقبلة وهذه المسألة ستطول، حيث إنه لا ترغب إسرائيل في إنهاء الحرب سريعًا في جنوب لبنان إلا بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية وتحقيق 3 أهداف هي القضاء على البنية التحتية لحزب الله ثم القضاء على العناصر الرئيسية له وأخيرًا القضاء على القدرات الصاروخية للحزب في المرحلة المقبلة".

وأضاف: "ستنتقل المعادلة العسكرية الإسرائيلية من قطاع غزة إلى جنوب لبنان في الأيام المقبلة، فبمقتل السنوار يتأكد الجانب الإسرائيلي أنه لم يعد قطاع غزة يشكل ازعاجًا لقوات الاحتلال ولا حتى تكاثف قيادة عسكرية تستطيع أن تؤرق جيش الاحتلال كما كان يحدث في الأشهر الماضية منذ بدء الحرب".

وأشار "العشري" في تصريحاته إلى أن المعضلة تتغير بانتهاء الحرب على غزة وتبقى مفتوحة على الجبهة اللبنانية في المرحلة المقبلة بين حزب الله وإسرائيل حتى يكون هناك أفق لإمكانية التسوية في جنوب لبنان.

تولى السنوار قيادة حماس في قطاع غزة منذ عام 2017، وتولى قيادة المكتب السياسي. وإلى ذلك لم تعلق حركة "حماس" حتى الآن على إعلان اغتيال رئيسها في غزة.