- العالم يحتاج قادة شجعان يتطلعون إلى تحقيق التحول الأخضر
- الطاقة المتجددة توفر المال وفرص العمل
- الدول الغنية تتحمل مسؤولية توفير رأس المال للدول النامية للتحول الأخضر
- جميع السيارات المباعة في النرويج بداية من عام 2025 لا تصدر أي انبعاثات
- أوسلو ستصبح أول عاصمة في العالم بنظام نقل عام كهربائي بالكامل في نهاية العام
أقرّ مؤتمر الأطراف حول المناخ "COP27" الذي استضافته مدينة شرم الشيخ في نوفمبر الماضي، نصين رئيسين هما الإعلان الختامي وصندوق تمويل الخسائر والأضرار المناخية التي تكبدتها الدول الفقيرة، وتضمن البيان الختامي التشديد على الحاجة المُلِحّة لخفض فوري وعميق وسريع ومستدام للانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة المسؤولة عن الاحتباس الحراري، كما دعا إلى تسريع الانتقال النظيف والعادل إلى الطاقة المتجددة.
ومنذ عام 2021، انضمت أكثر من 160 شركة عالمية ذات أصول قيمتها 70 تريليون دولار لتحقيق هدف مشترك، وهو توجيه الاقتصاد العالمي نحو صافي انبعاثات صفري وتحقيق أهداف اتفاقية باريس، وحدد الأعضاء أهدافًا مؤقتة وطويلة الأجل متوافقة مع العلم، للوصول إلى صافي انبعاثات صفري في موعد لا يتجاوز عام 2050.
وحاورت "القاهرة الإخبارية" إنجفيلد رورهولت، رئيسة تكنولوجيا الاتصال والتنقل بمنظمة "انبعاثات أوروبا الصفرية" في النرويج، والذي أكدت خلاله على أهمية التحول إلى الطاقة النظيفة، وعلى وجوب تقديم دعم من الدول الأوروبية للدول النامية من أجل مساعدتها على تحقيق هدف الانبعاثات الصفرية.
وإلى نص الحوار:
* بعد الاتفاق خلال مؤتمر المناخ "Cop27" على إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار.. كيف يمكن التوافق بين الحكومات لتحقيق هدف خفض الانبعاثات؟
يعد النهج التصاعدي في اتفاقية باريس، ومؤتمر شرم الشيخ تحول كبير، ونحن نشهد المزيد من سياسات المناخ المعمول بها، لكننا بحاجة إلى تكثيف الحوافز للدول من أجل التحول نحو الطاقة المتجددة، وخفض الدعم للوقود الأحفوري، وتسريع التحول في جميع أنحاء العالم.
* هل تعتقدين أن الدول الصناعية ستلتزم بتعهداتها في مؤتمر المناخ؟
آمل ذلك، وأرى الآن جزءًا كبيرًا من الشركات والمؤسسات الكبرى ملتزمًة بالأهداف القائمة على العلم، فالعالم يحتاج قادة شجعان يتطلعون إلى تحقيق التحول الأخضر نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات حيث يمكن للناس أن يعيشوا حياة كريمة، وآمل أن تقدم النرويج مساهمات مالية لتسهيل التحول إلى الطاقة النظيفة في الدول النامية.
* هل يمكن للطاقة المتجددة أن توفر المال؟
الطاقة المتجددة توفر المال بالفعل، لأن إنتاجها أرخص، ومع ذلك هناك تكلفة استثمار أعلى بقليل، وبالنسبة للطاقة الشمسية الموزعة "الخلايا الموزعة"، تكون تكلفة الطاقة أقل من مثيلتها باستخدام الديزل بعد فترة قصيرة من الاستخدام، لذا فإن الأمر يتعلق فقط ببدء العمل بدورة رأس المال.
* هل تخلق الطاقة المتجددة فرص عمل؟
الطاقة المتجددة هي مجال عمل في حد ذاته، وعندما يزداد استخدامها في البلدان النامية، سيكون هناك الكثير من فرص العمل التي تعمل تعتمد على الطاقة المتجددة.
* كيف يمكن للنرويج والاتحاد الأوروبي التعاون مع الدول النامية في الحد من الانبعاثات؟
الاتحاد الأوروبي والنرويج والدول الغنية الأخرى يتحملون مسؤولية ضمان توفير رأس المال للدول النامية من أجل التحول إلى استخدام الطاقة المتجددة، ويجب أن تكون جميع مصادر الطاقة الجديدة "متجددة"، ومن الضروري أن توفّر دول مثل النرويج رأس المال، كما يعد نقل التكنولوجيا في هذا المجال أمرًا ضروريًا، فبالإضافة إلى السيارات الكهربائية والشاحنات والحفارات ووسائل تخزين الطاقة، ينبغي التوجه إلى سلسلة القيمة (مجموع الأنشطة الاقتصادية) بأكملها في إنتاج السلع والمعدات، فوضع تدابير لخفض الانبعاثات في سلسلة القيمة سيكون تعاونًا قيّمًا عبر الحدود والقارات.
* ما أنواع الطاقة المتجددة المتوفرة في النرويج وأوروبا؟
يأتي معظم إنتاج الطاقة في النرويج من الطاقة الكهرومائية وبعضها من الرياح، تستثمر أوروبا الآن بكثافة في الطاقة المتجددة، وطاقة الرياح بمحطات على الأرض، وفي البحر، وخلايا شمسية موزعة، وكذلك محطات طاقة شمسية، فالأزمة الأوكرانية، ونقص الطاقة الذي نشهده الآن، وأسعار الغاز المرتفعة فرضت على أوروبا التحول إلى الطاقة المتجددة بسرعة.
* ما أفضل مصدر للطاقة في رأيك؟
لا يمكننا اختيار مصدر واحد للطاقة المتجددة، فارتفاع الطلب على الطاقة المتجددة، والعواقب الوخيمة للاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري تعني أننا بحاجة إلى استثمارات كبيرة في جميع أنواع الطاقة المتجددة المختلفة، وستكون هناك حاجة ماسّة للاستفادة من طاقة الرياح، للوفاء بالطلب على الطاقة، وكذلك خلايا وبطاريات الطاقة الشمسية الموزعة على الأسطح والمباني، التي تتمتع بإمكانات كبيرة، لقد انتهى وقت إنشاء محطات طاقة مائية كبيرة جديدة في النرويج، لكن الطاقة التي تولدها محطات الطاقة الكهرومائية -الموجودة بالفعل- ضرورية لإنشاء نظام طاقة متوازن، وبالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك أيضًا تخزين ضروري للطاقة، من أجل الاستفادة منها واستخدامها في أي وقت.
* هل تستطيع أوسلو خلال الـ11 سنة المقبلة التخلص من المصادر المتبقية لانبعاثات الغازات الدفيئة كما أعلنت؟
بالطبع يمكن تحقيق هذا الهدف، لكن أوسلو تحتاج أيضًا إلى دعم من الحكومة، ويجب على البرلمان منحها إمكانية وضع قيود على النقل التقليدي، وتقديم دعم مالي من أجل "عزل الكربون" وتخزينه في محطات حرق النفايات، من أجل التدفئة، مع الحفاظ على المعايير المناخية، علاوة على أن هناك حاجة أيضًا إلى تقديم حوافز في قطاع النقل للوصول إلى الهدف، جنبًا إلى جنب مع الحوافز الخاصة بخفض الانبعاثات.
* هل هناك تقدير لتكلفة خطة خفض الانبعاثات؟
سيكون هناك استثمارات طويلة الأجل لتحقيق ذلك، لأن تكلفة عدم خفض الانبعاثات ستكون أعلى كثيرًا على المدى الطويل.
* تريد حكومة أوسلو أن تكون جميع المركبات في المدينة لا تصدر انبعاثات.. فهل هناك أي حظر صريح مستقبلي على السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل خاصّة أن النرويج هي أكبر منتج للنفط في أوروبا الغربية؟
هناك هدف وطني يتمثل في أن تكون جميع السيارات المُباعة بداية من عام 2025 لا تصدر أي انبعاثات، ومن اليوم 77٪ من السيارات الجديدة المباعة تعمل بالكهرباء، وبالنسبة للشاحنات، فإن الهدف هو أن تعمل 50% من الشاحنات الجديدة بالكهرباء في عام 2030، ولكن قد تتسارع وتيرة التنفيذ مع وجود البنية التحتية، لذلك نأمل أن نستطيع التحول إلى الشاحنات الكهربائية بشكل أسرع من المتوقع، وفي عام 2022، كانت 22٪ من الشاحنات المسجلة في أوسلو كهربائية، علاوة على وجود حوافز كبيرة لتشجيع الاعتماد عليها.
* أوسلو في طريقها لتصبح أول عاصمة في العالم بنظام نقل عام كهربائي بالكامل وتستهدف تحقيق ذلك بنهاية العام الحالي.. هل هناك مدن أخرى تحذو حذو أوسلو؟
هناك مدن مثل بكين ولندن وكوبنهاجن وبيرجن لديها خطط مماثلة، علاوة على مدن في هولندا.
* صناعة التشييد والبناء مصدر كبير للانبعاثات.. كيف يمكن للحكومات العمل مع الشركات لاستخدام معدات تعمل بالكهرباء بدلًا من الديزل؟
نعم، البناء هو أحد المصادر الرئيسية للانبعاثات، ويجب التحول إلى استخدام المعدات الكهربائية، ويمكن إنشاء سوق لشركات البناء التي تريد أن تكون جزءًا من التحول، وعندما يكون السوق كبيرًا بما يكفي، يمكننا فرض قيود على الشركات، ومع ارتفاع أسعار الديزل، ستكون الحفارات الكهربائية أكثر تنافسية من التي تعمل بالديزل، ويجب أيضًا خفض الانبعاثات لجميع المواد المستخدمة في الإنشاءات، كما يجب أن تقدم صناعات الخرسانة والصلب حلولًا منخفضة الانبعاثات وعديمة الانبعاثات، فيمكن تصنيع الفولاذ باستخدام الهيدروجين، وتصنيع خرسانة قادرة على احتجاز الكربون وتخزينه.