قال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، إن بلاده تعمل على تعزيز أواصر التعاون الثنائي في مجال المياه مع العديد من الدول الإفريقية لا سيما دول حوض نهر النيل.
وأضاف الرئيس المصري، في كلمة خلال افتتاح فعاليات النسخة السابعة من أسبوع القاهرة للمياه، أنه يجب على المجتمع الدولي توفير التمويل والتكنولوجيا اللازمة لتنفيذ المشاريع والبرامج التي تهدف إلى تحقيق الأمن المائي والتنمية.
ودعا الرئيس السيسي المجتمع الدولي لزيادة دعمه لجهود الدول الإفريقية في مجال الموارد المائية، لافتًا إلى أن القاهرة تبذل أقصى جهد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالمياه وننفذ مشروعات عديدة في هذا المجال.
وأكد الرئيس المصري، أن "ملف المياه على رأس أولويات الدولة المصرية.. ونهر النيل يشكل مصدرًا رئيسيًا للمياه.. والحفاظ على هذا المورد الحيوي مسألة وجود"، مُشيرًا إلى أن العالم يواجه تحديات كثيرة؛ بسبب تصاعد أزمة الشح المائي.
وجاء نص كلمة الرئيس المصري:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السادة الوزراء،
السادة السفراء،
السادة ممثلي الوفود والمنظمات،
السيدات والسادة،
يسرني أن أرحب بكم اليوم في افتتاح أسبوع القاهرة للمياه في نسخته السابعة تحت شعار "المياه والمناخ: بناء مجتمعات قادرة على الصمود" هذا الحدث السنوي الذي أصبح منصة دولية متجددة تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات، وبناء الشراكات ودعم البحث العلمي، وتشجيع الابتكار في مجال إدارة الموارد المائية.
لقد كانت هناك إرادة قوية من جانبنا بأن يتم تنظيم هذا الحدث في موعده، بالرغم من التحديات الجمة التي يشهدها العالم؛ نظرًا لأهمية التباحث في موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية، خاصةً في ظل تصاعد أزمة الشح المائي ونُدرة المياه؛ لأسباب وعوامل طبيعية وبشرية، بالإضافة إلى المشروعات العملاقة التي تُقام لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس، ودون مراعاة لأهمية الحفاظ على سلامة واستدامة الموارد المائية الدولية، وفقًا لمبادئ القانون الدولي للمياه، وما تؤكده من ضرورة الإخطار المسبق، وتبادل المعلومات والتشاور، وإجراء الدراسات اللازمة، وضمان الاحتياجات الأساسية للإنسان، وعدم الإضرار.
ويتزامن موعد انعقاد أسبوع القاهرة للمياه هذا العام مع الأسبوع الإفريقي للمياه، والمؤتمر الهيدرولوجي الإفريقي، بما يمثل زخمًا لمناقشة قضايا المياه على المستوى القاري.
السيدات والسادة،
تضع مصر المياه على رأس أولوياتها، حيث يعتبر نهر النيل تحديدًا قضية ترتبط بحياة الشعب المصري وبقائه، كونه المصدر الرئيسي للمياه في بلادنا بنسبة تتجاوز 98%؛ ولذلك فإن الحفاظ على هذا المورد الحيوي هو مسألة وجود تتطلب التزامًا سياسيًا دؤوبًا، وجهودًا دبلوماسية، وتعاونًا مع الدول الشقيقة؛ لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.
وفي ضوء التزام مصر العميق بهويتها الإفريقية، تبنت مصر العديد من المبادرات والبرامج القارية ذات الصلة بالمياه، كما تأتي رئاسة مصر الحالية لمجلس وزراء المياه الأفارقة؛ لتؤكد مجددًا هذا الالتزام حيث تسعى مصر من خلال هذه الرئاسة إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال المياه، ودعم جهود الدول الأعضاء؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه.
علاوة على ذلك تقوم مصر بتعزيز أواصر التعاون الثنائي في مجال المياه مع العديد من الدول الإفريقية، وخاصة دول حوض نهر النيل، حيث تقوم بتنفيذ المشروعات المختلفة بتمويل مصري خالص مثل حفر الآبار وإزالة الحشائش في المجاري المائية، وإنشاء مراكز للتنبؤ بالأمطار، وتأهيل الموانئ، وبناء سدود حصاد الأمطار.
وفي هذا السياق فإنني أدعو المجتمع الدولي إلى زيادة دعمه لجهود الدول الإفريقية في مجال إدارة الموارد المائية، وتوفير التمويل والتكنولوجيا اللازمة، لتنفيذ المشاريع والبرامج التي تهدف إلى تحقيق الأمن المائي، والتنمية ونشر السلام في القارة الإفريقية.
السيدات والسادة،
إن المياه هي سر الحياة، وأساس كل تقدم وتنمية، ونوجه اليوم نداءً للعالم أجمع من مصر هبة نهر النيل العظيم بأن الماء حق لكل إنسان على وجه الأرض وبضرورة إعلاء قيمة المياه في الأجندة الدولية.
وختامًا أود أن أجدد الشكر لكم، وأن أرحب بكم جميعًا في بلدكم الثاني مصر، كما أعرب عن تطلعي لنجاح أسبوع القاهرة للمياه في الخروج بتوصيات قادرة على دفع أجندة المياه الدولية قدمًا بما يدعم تطلعاتنا التنموية، ويحقق رخاء العالم واستقراره.
وفقكم الله، وكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.