قال الدكتور محمد حمد، مدير وحدة التخطيط بالصليب والهلال الأحمر، إن الوضع الإنساني في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع والنبطية في منتهى الخطورة، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من مليون نازح من هذه المناطق فروا إلى مناطق مثل بيروت ومحافظة جبل لبنان.
وأضاف "حمد"، خلال مداخلة لـ "القاهرة الإخبارية"، من بيروت، أن القصف الإسرائيلي المتواصل على جنوب لبنان أجبر أكثر من مليون لبناني على النزوح وترك منازلهم، مؤكدًا صعوبة تقديم الخدمات اللازمة للنازحين بسبب الأعداد الكبيرة للغاية، فضلًا عن الوضع المأسوي بسبب زيادة أعداد الضحايا والإصابات.
وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر يدعّم بصورة كاملة ومستمرة الصليب الأحمر اللبناني، المكلف من الحكومة اللبنانية بتقديم خدمتين رئيسيتين في هذه الأوضاع القاسية، الخدمة الأولى هي الإسعافية بنقل الجرحى إلى المراكز الطبية والمستشفيات لتلقي الخدمات الطبية اللازمة، أما الخدمة الثانية فتتمثل في خدمات نقل الدم، وهما خدمتان يعدان حجر الأساس للاستجابة للحالات الطارئة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر والمتصاعد.
وأوضح، أن الصليب والهلال الأحمر، يواجهان تحديين كبيرين للغاية، الأول هو التمويل، والثاني هو حماية طواقمه الطبية من الاستهداف، ذاكرًا أن الصليب والهلال الأحمر يواجه تحديا كبيرًا في التمويل منذ أزمة قطاع غزة تبعها الأزمة في لبنان، وبهذا الصدد فتح الاتحاد الدولي نداء طوارئ بواقع 200 مليون فرنك سويسري، لكن حتى الآن لم يصل مقدار التمويل في هذا النداء سوى 12% فقط.
وأكد مدير وحدة التخطيط بالصليب والهلال الأحمر، أنه منذ بداية تصاعد الأزمة في لبنان جرى صرف 2 مليون فرنك سويسري كاستجابة طارئة للصليب الأحمر اللبناني لاستمرار تقديم خدماته، لافتًا إلى أن الصليب الأحمر اللبناني صرف نصف مليون دولار أمريكي في أسبوع واحد، لكي يستمر في قدرته التشغيلية.
وأشار إلى أن التحدي الثاني يتمثل في محاولة توفير الحماية للأطقم الطبية وإتاحة الوصول للأماكن المتضررة بصورة مباشرة، حيث ينسق الهلال والصليب الأحمر بشكل كامل مع الحكومة اللبنانية كطرف أول ومع قوات الأمم المتحدة الموجودة بصورة مؤقتة في الجنوب اللبناني "اليونيفيل"، ومع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوصول إلى الأماكن دون المساس بها.
وتتواصل الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وبقاعه، في مقابل عمليات متواصلة لـ"حزب الله" باتجاه الأراضي الإسرائيلية، حيث كثّفت الدولة العبرية منذ 23 سبتمبر غاراتها على مناطق تعتبر معاقل للحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية، أسفر عن دمار واسع، ما دفع ذلك أكثر من 1.2 مليون شخص للنزوح، وفق السلطات.
ويوجد نحو نصف النازحين في مراكز إيواء في بيروت ومحافظة جبل لبنان المجاورة، في وقت بلغت 807 مراكز إيواء من إجمالي ألف قدرتها الاستيعابية القصوى، وفق السلطات، ويتوزع الآخرون لدى أقاربهم أو في شقق مستأجرة، ويبيت البعض في مساحات عامة في بيروت، ويرتّب وجود النازحين ضغطًا كبيرًا على البنى التحتية المتداعية.