الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عمرو دياب.. موضة غنائية لا يطفئها الزمن

  • مشاركة :
post-title
عمرو دياب

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

"إذا نجحت في أن أصنع موضة غنائية مؤثرة في مصر والوطن العربي، سيصبح لي كيان بشرط أن تستمر هذه الموضة ولا تنطفئ، لأنه في هذه الحالة سأصبح بلا قيمة".. جملة على لسان النجم عمرو دياب في أثناء استضافته ببرنامج حواري، بعد أنّ قطع شوطًا لا بأس في بداية مشواره الغنائي، توضح الكثير من منهجه الذي التزم به طوال تاريخه الفني الممتد منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي.

النجم المولود في مثل هذا اليوم 11 أكتوبر، جاء من محافظة بورسعيد إلى القاهرة، وفي ذهنه تتزاحم أحلام النجومية والتأثير وتحقيق الذات، في فترة ما بعد رحيل المُجدِد في دماء الموسيقى العربية عبد الحليم حافظ، وظهور جيل من المطربين ساروا على نفس نهج العندليب لم يضيفوا جديدًا ملموسًا، ليشكلوا امتدادًا للمدرسة الحليمية، لكن عمرو دياب وجيله الذي ظهر عقب ذلك بسنوات قليلة أرادوا أكثر التعبير عن أنفسهم.

المطرب عمرو دياب
التجديد الشائك

سلك عمرو دياب طريق التجديد الشائك نحو تحقيق هدفه، رافضًا السير على نهج سابقيه من المطربين، لكنْ في الوقت نفسه، أدرك بفضل دراسته في أكاديمية الفنون أهمية الاطلاع على الموسيقى القديمة وفهمها، وأيضًا تقدير ما فعلته أجيال سابقة وتأثيرها في حركة الموسيقى العربية، بل إنّه عندما حاولت بعض الأقلام النقدية الزجّ به في المقارنة مع عبد الحليم، رفض ذلك، قائلًا في حوار تلفزيوني قديم: "العندليب عملاق وفي منطقة أخرى ولا تضعونا معه".

رغم أنّ أغنيات عمرو دياب وجيله تم وصفها بالشبابية، إلا أن المطرب كان يُصرّ دائمًا على أنه يخاطب جميع الأجيال، منذ أغنيته الأولى "يا زمان" الصادرة عام 1983، ذلك العام أيضًا الذي أصدر فيه ألبومه الأول "يا طريق" رفقة الموسيقار هاني شنودة، أحد أبرز المؤثرين في مشوار المطرب الممتد عبر عقود.

"عندما قابلته للمرة الأولى في بورسعيد وأخبرني بأنه يريد أن يصبح مطربًا، لاحظت بريق عينيه وإصراره.. أنا أعرف هذه النظرة جيدًا".. هكذا تذكر الموسيقار هاني شنودة لقاءه الأول بعمرو دياب، ولاحظ مدى إصراره على هدفه، هذه الملاحظة التي تأكدت لديه بعد أن وجده واقفًا ينتظره أمام الفندق لكي يذهب معه إلى القاهرة.

المطرب عمرو دياب
انتقادات وعلامات مضيئة

لم يكن الطريق ممهدًا في القاهرة أمام عمرو دياب بل عانى كثيرًا في بدايته، وفور أن تلمس أبواب النجاح خصوصًا مع نجاح ألبومي "ميال" 1988 و"شوّقنا" 1989، اصطدم ببعض الانتقادات التي توجه إلى جيل كامل من المطربين وقتها، تتلخص في أنّ أغنياتهم لن تعيش طويلًا، لكنّ دياب ردّ على ذلك في تصريحات تلفزيونية قائلًا: "أحاول دائمًا أن أصنع أغاني تستمر مع الزمن"، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب من الفنان أن يكون مصدِقًا لنفسه أولًا.

استمر عمرو دياب في مشواره الغنائي مقدمًا ألبومات وأغنيات أصبحت من العلامات المضيئة في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، منها "حبيبي"، و"ياعمرنا"، و"متخافيش"، و"راجعين"، و"عودونى"، و"قمرين"، وغيرها من الأغنيات، محافظًا على النجاح ذاته مضافًا إليه سنوات الخبرة الفنية في الألفية الثالثة بداية من ألبوم "تملي معاك" الصادر عام 2000، حتى آخر ألبوماته "مكانك" الصادر العام الجاري.

لم يخيب عمرو دياب توقعات النجم محمد منير، الذي قال عنه في بدايته الفنية أنّه قد "يحكم الغنا" في المستقبل إذ استمر على نفس منهجه المعتمد على الإبهار، وبالفعل أصبح النجم الملقب بـ"الهضبة" رمزًا للأغنية المصرية والعربية بفضل تنوع اختياراته وجرأته الشديدة في التجريب.